البنكرياس غدة طويلة ومفلطحة الشكل، ترقد خلف المعدة
في أعلى البطن. وهي تُفرز أنزيمات تـُسهم بشكل أساسي
في عمليات الهضم، كما تـُفرز هرمونات تـُنظم تعامل الجسم
مع السكريات.
وهذه الغدة عُرضة للالتهاب، وهو ما يُعرف بـ« التهاب البنكرياس» pancreatitis . وذلك إما بشكل «حاد» acute،
أي التهاب يحصل بصفة مفاجئة ويستمر بضعة أيام. أو أن الالتهاب يحصل بشكل «مُزمن» chronic، أي يستمر الالتهاب من بضعة أشهر إلى بضع سنوات.
والحالات الخفيفة من التهاب البنكرياس، التي تتطلب ملاحظة ومتابعة طبية، قد تزول دون الحاجة إلى تلقي أي معالجة طبية. أما الحالات الشديدة فتتطلب معالجة طبية مستعجلة ودقيقة،
ذلك أنها قد تهدد سلامة حياة المُصاب.
1- الأسباب :
وثمة عدة مُسببات لإلتهاب البنكرياس، بنوعيه الحاد والمُزمن. ويُلخصها الباحثون في العناصر التالية :
- تناول المشروبات الكحولية.
- وجود حصاة بالمرارة، أو الخضوع لعملية استخراج الحصاة من القنوات المرارية بواسطة المنظار ERCP.
- الخضوع مؤخرا لعملية جراحية في البطن.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- التدخين.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة بالتهاب البنكرياس.
- ارتفاع نسبة الكالسيوم بالجسم.
- ارتفاع هرمون الغدة جار الدرقية hyperparathyroidis.
- ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية بالجسم.
- وجود التهابات ميكروبية في أحد أجزاء الجسم.
- سرطان البنكرياس.
- قرحة شديدة في المعدة.
2- الأعراض :
وهناك علامات مرَضِيّة للحالات الشائعة من التهاب البنكرياس. وتذكر الرابطة الأميركية لطب الجهاز الهضمي أهم تلك الأعراض، وهي :
- ألم في منتصف منطقة أعلى البطن، ينتشر حتى إلى
منطقة الظهر المقابلة.
- ألم يتطور بسرعة ليصبح شديدا ً، أو ألم يتطور بشكل تدريجي. وهذا النوع من الألم يزداد سوءا مع تناول الطعام.
- غثيان وقيء.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- حصول اليرقان، أي تغير لون الجلد وبياض العين نحو
اللون الأصفر.
- نقص وزن الجسم.
3- خيارات العلاج :
في وقت حدوث النوبة المرضية قد يسحب الطبيب عينة من دم المريض لتحليلها وتقدير مستوى الانزيمات البنكرياسية التي تنطلق الى مجرى الدم أثناء النوبة.
قد تكون تركيزات المغنيسيوم والكالسيوم والصوديوم والبوتاسيوم والبيكربونات غير طبيعية أثناء نوبة الالتهاب البنكرياسي، وترتفع أيضاً مستويات السكر والدهن في الدم، قد يجري الطبيب أيضاً فحصاً بالموجات فوق الصوتية، او الأشعة المقطعية بالحاسب الآلي لتشخيص المرض.
يعتمد العلاج على شدة النوبة المرضية، رغم أن الإلتهاب البنكرياسي الحاد غالبا ًما يُشفى من تلقاء نفسه، فإن المريض يتم إدخاله المستشفى ليحصل على سوائل عن طريق الوريد مع مسكنات للألم. لن يكون مسموحا ً له بتناول الطعام، إذ إن الطعام يحفز البنكرياس على إفراز إنزيمات هاضمة تجعل حالة الإلتهاب البنكرياسي أكثر سوءا ً.
إذا كانت النوبة المرضية ناشئة عن الحصى المرارية، فإن تلك الحصى غالبا ًما تنحشر في قناة البنكرياس بصفة مؤقتة، ومنها تمر الى الأمعاء وتخرج مع البراز، فإذا لم يحدث هذا، فقد يحتاج المريض الى شق القناة الصفراوية لإخراج الحصاة باستخدام المنظار الداخلي لتصوير القنوات الصفراوية والبنكرياسية بالحقن العكسي ، وقد يحتاج الأمر إلى استئصال المرارة في مرحلة تالية.
إذا كان التهاب البنكرياس ناتجاً عن تعاطى المشروبات الكحولية ، يجب تجنبها تماما ًوفورا ً. لتعطي الفرصة للبنكرياس ليلتئم، يجب ان التوقف عن تعاطي هذه المشروبات نهائيا ًوإلى الأبد.
فإذا استؤنف شربها مرة أخرى فسوف يعاني المريض من نوبات متكررة من إلتهاب البنكرياس، والذي بدوره يمكن ان يؤدي الى حدوث الإلتهاب البنكرياسي المزمن ، وما ينجم
عن ذلك من تدمير مستديم للبنكرياس .