تداعت الاحداث وبشكل اكثر سخونة فى الايام السابقة من طرفي الحكم فى السودان وكل يسوق للانفصال بطريقتة الخاصة , فما صرح به الاستاذ علي عثمان محمد طة فى مؤتمره الصحفي يعطي صوره واضحة لمقاسات المؤتمر الوطني للانفصال لانة اراد ان يؤكد ان خيار الوحدة هو نتيجة حسابية مفادها ان ( 1+1 = 3 ) ولان هذه النتيجة لايمكنها ان تتحقق عن طريق ( التباديل والتوافيق) او عن طريق ( اللوغريثمات) فاتجة المؤتمر الوطني ( لتفصيل) قميص الانفصال حسب مقاساتة ( معروفة سلفا) ولان المجاهرة بالحديث عن الانفصال هو عيب اخلاقى وضميري قبل ان يكون خيانة وطنية , فصل المؤتمر الوطني هذا القميص ( الانفصال) ودعي من يعنيهم الامر للباسة وقال لهم نحن مع خيار الوحدة اذا تحققت النتيجة الحسابية السابقة .وما ( التسريبات ) التي خرجت من زيارتة الاخيرة لامريكا وتحفيز الادارة الامبريالية الامريكية من ناحية وضغطها من ناحية اخري للمضي قدما فى الانفصال ببعيدة عن الاذهان .
هذا بشان الشريك الرئيسي فى الحكم ( المؤتمر الوطني) اما الشريك الثاني ( الحركة اللاشعبية) ومع اقتراب مواعيد الاستفتاء فقد صارت جهارا تسوق لخيار الانفصال ( اسفرت عن وجهها الكالح) فما التصريحات التي ادلي بها رئيس الحركة الشعبية عن انه لن يصوت للوحده الا تسويقا لهذا النهج الانفصالي المسيطر علي عقلية الحركة كانه يريد ان يمرر رسالة واضحة للجنوبيين الا يصوتوا للوحده ( الاختشو ماتو) لان وضعه كرئيس لحكومة الجنوب ونائبا لرئيس الدولة ورئيسا للحركة الشعبية يحتم علية الا يصرح مثل هذا التصريح لانه يعلم تماما طوعا او قسرا سيتبعه الاخرون واذا اراد ان يدلي بصوته لصالح الانفصال فهذا الحق اذا استصحبنا وضعه المشار اليه سابقا عليه ان يمارسة كمواطن جنوبي وبصمت امام صندوق الاقتراع.
الغريب فى الامر ان طرفي الحكم يؤكدون ان مرجعيتهم في ذلك هي اتفاقية السلام الشامل وسبق ان اشرنا فى بوست سابق منفصل الي ان هذه الاتفاقية قد ولدت ( عرجاء) بنصها علي مثل هذا البند( حق تقرير المصير) وحقيقة هذا البند ليس له معني ( وهو باطل اريد به تطبيع باطل) وفى تصريحات لزعيم الحركة الشعبية الراحل(جون قرنق) افاد بان هذا البند مفرغ من محتوياتة وقد املته ظروف مرحلية وتفاوضية قال عنها انهم كحركة شعبية وطرف فى الاتفاقية متاكدين بانهم يستطيعوا عبورها , لانهم يدركون انه مثل ما فى الانسان البراءة ومثل ما فى الذمة العدم كذلك مثل ما فى السودان الوحدة اي ان الاصل ان السودان هو واحدا موحدا . رحمه الله لم يكن يدري ان ضعاف النفوس والطامعيين سوف يلتقطون هذه البند ( كمخلب قط) لتمرير اجندتهم وخدمة اغراضهم الذاتية ضاربين بمصلحة السودان عرض الحائط . ولذلك عبرنا عن ان هذه الاتفاقية قد ولدت عرجاء اذ كيف يتصور لعاقل قبول مثل هذا البند ( الشبهة )الذي يستطيع ان يستخدمة ضعاف النفوس لتمزيق السودان واين كان الحادبيين علي مصلحة الوطن حينها .
عرفنا سلسلة من الاتفاقيات التي سبقت اتفاقية ( السلام اللاشامل) هذه , المائدة المستديرة , كوكادام , الميرغني قرنق وغيرها علي الرغم من عدم اكتمالها فلم نسمع فيها بحق تقرير المصير هذا , اما كان الاجدر لهذا الحق ان يكون حق ( تقريب ) المصير بدلا عن ( تقرير ) المصير .. كان اجمل ان يكون تقريبا لمصير السودان الواحد الموحد ويشارك فيه بالاستفتاء كل مواطني السودان .. تقريب مصير السودان لاجل قيام دولة النظام والقانون والكفاية والعدل بعيدا عن الوحدة او الانفصال لاننا حقيقة كنا ومازلنا محتاجيين لمثل تلك المبادي التي كنا ومازلنا نري انها منعدمة تماما وما كنا بحوجة لتقودنا تلك الاتفاقية لمزيد من الشتات . نواصل
موضوع: شــــتات يافـــــردة ... التسويق للانفصال 
الثلاثاء 5 أكتوبر 2010 - 16:36
