كيف لجريح أن يعتذر
حين تسرقين قلبي .. حين ترحلين به .. حين توغلين في الغابات والمحيطات تجعلين من الألم سكنا له.. ومن الجراح مضجعا يأوي إليه .. حينها تعودين معتذرة .. بعد أن سلبتي مني كل جميل وكل غال .. بعد أن جعلتي الألم راحتي والحزن عنواني ..
أنت أيتها الوردة المليئة شذا وأريجا .. كنت أظنني أملكك حين أتنفس من
عبيرك ... كنت أظن أنك تحسين بوجودي بكياني .. لكنك غيرتي كل أحاسيسي.. كل مشاعري حين ألغيتيها .. وحين ظننتي أني لا أملك أية مشاعر أو أحاسيس..
حين جعلتيني جمادا لا أحس لا أشم أريج عطرك الفواح الذي كنت أظنه أجمل
عطر في الوجود.......
فجأة أصبحت تسقينني سما زعافا .. تجعلين من عطرك نفسا يخنقني .. وجمالك أصبح ألما أنظر إليه فيرهقني...
نعومتك أصبحت خشونة ..أصبحت شوكا ينغرس في جسمي ليدميني في كل
وقت بعد أن عرفتك وأحببت فيك جمالك ووداعتك سعيت إلى قتلي إلى
إبعادي عن مملكتك .. حاولتي أن لا يكون لي وجود بعد أن كنت أجمل من في الوجود .........
وها أنت وكعادتك ترحلين دون وداع ... ترحلين وكأني أنا المذنب الوحيد.. ترمين علي بجريرة ذنبك حين تتجاهلينني .. حين تتجاهلين أحاسيسي ومشاعري ..وحين تنكرينها.. حين تقذفيني خارجا متنكرة لوجودي .. حين تظنين أنك فقط من يملك قلبا من يملك حسا ومشاعر ... تعودين بعد زمن من الترحال تطلبين إلي الاعتذار.. وكأني أنا المذنب .. تعودين ناسية أنك من سرق قلبي ... من أدمى جراحي .. وكيف لمن جرحه لم يندمل أن يعتذر كيف للمقتول أن ينطق .. وكيف للجريح وهو يتأوه ألما أن يقول للقاتل كفاك فأنا المخطئ بحقك حين قتلتك وحين جرحتك ... كيف لمن جراحه لم تندمل أن يقف معتذرا ... إلا فكفاك عذابا لي ..إلا فارحميني فقلبي أرهف من قلبك ...وأحاسيسي ومشاعري أرق من كل شيء.. وتذكري تلك الأيام التي لا تنسى فقد يكون وداعي هو الأخير فجراحي أكبر من أن تندمل .