محمد برقاوى
| موضوع: ...الرئيس السوداني القادم..صلاح ( بوش ) السبت 20 نوفمبر 2010 - 14:26 | |
| الرئيس السوداني ..القادم ..صلاح ( بوش )
محمد عبد الله برقاوي...
bargawibargawi@yahoo.co
الصحافة الغربية تحتفي كثيرا بالصحفي أو الكاتب صاحب الخيال الواسع الذي يستخدمه في استشراف مستقبل الأحداث أو الشخصيات السياسية تقدما أو تراجعا سواء بصورة جدية أو أتخاذ اسلوب السخرية والتندر..وذلك لايمان الديمقراطيات عندهم بان الثابت الوحيد في عالم السياسة هو عدم وجود ثوابت....علي عكس صحافة عالمنا الثالث في اغلب الأحيان ولا نقول تعميما ..والتي قد يدفع الصحفي أو الكاتب مستقبله الصحفي ثمنا لسعة خياله..أما بتعقب المتنفذين اذا ما طالهم رأس سوطه..واما من قبل ادارة الصحيفة التي تعاقبه عقابا قد يصل الي الطرد من قبيل ( الباب البجيب الريح ) لاسيما اذا كانت الصحيفة قريبة من عتبات السلطان أو تتلقي عونا من الذين طالهم قلم ذلك الصحفي بغض النظر عن امكاناته وابداع حسه الذكي..
تحضرني قصة ذلك الشاب الذي كتب مقالا استشرافيا ذكيا في السنوات الأولي لانقلاب الا نقاذ.. توقع فيه ان الامام الصادق المهدي سيعود عودة الفاتحين الي السودان وسيستقبله االألاف في مطار الخرطوم وعلي رؤوس الأشهاد وبحماية امن السلطة سيذهب ليصلي اماما لجموع انصاره في مسجد جده العتيق بود نوباوي.. وبما أن ادارة الجريدة المقربة من جماعة الأنقلابيين الأسلاميين وقتها اعتبرت كلام الصحفي الشاب المبتدي ضربا من ضروب السيناريوهات التي قد لا تخطر علي بال مجنون ..أو أنها قد وجهت لها توبيخات حادة من السلطة علي نشرها ذلك المقال المارق من صحفي مغمور..فقد ضحت بالشاب الذي هجر المهنة الي غير رجعة..فيما تحققت نبوءته بعد عدة سنوات..ولعل الصحيفة لازالت تبحث عن ذلك الصحفي حتي كتابة هذه السطور.. كان هذا الشبال ضروريا كمدخل لقراءة جانب هام من مستقبل بلادنا السياسي ..الذي ربما ترسم له الأقدار من واقع مجريات الأمور الماثلة علي الساحة السياسية التي يعرض فيها فريقان هما المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ..فيما تقف بقية الفعاليات كموقف الثعالب التي تنتظر نتيجة صراع الأسود والنمور علي الفريسة..بيد ان ذلك لايعني باي صورة ان كل من فريقي النمور والأسود يخلو من الصراعات الداخلية لحسم الموقف عند نهاية خط السباق كل لمصلحة فريقه أو مصلحته الشخصية ..ولان موضوع صراع الحركة الداخلي وأن بدأ جليا وفق المعطيات التي تتراءى للراى العام الا ان الأكمة يبدو ان وراءها ما وراءها ولن تسفر الصورة الكاملة عن نفسها الا بعد ظهور نتائج الأستفتاء القادم ..فمثلما لمرحلة اختيار الوحدة نتائج خاصة ..فللانفصال ترتيبات مختلفة بالطبع علي مستوي رسم السياسة الداخلية والخارجية في جنوب الغد..منفصلا او متصلا.. الا ان الوضع في الموتمر الوطني يصبح أكثر تعقيدا في نظري في حالة انفصال الجنوب ..لان ذلك الحدث ستتباين فيه الخطوط تماما بين فريق سيحمل الآخر تبعات تفتيت البلاد ..وفريق اخر يدفع عن نفسه ذلك الذنب بمحاولة الأستئثار بالسلطة داخل الحزب والقصر لاحداث تغيير يكون من قبيل الحوافز التي تلوي الأعناق عن الحدث الأكبر..وربما يتم ذلك بترتيبات دولية تلعب فيها الولايا ت المتحدة دورا فعالا ..ولكن طبعا وفق ادوات محلية طموحة سياسيا تكون جاهزة .. وموضع ثقة ..وتملك الكاريزما والذكاء وبيدها الملفات التي تستغلها لفضح اداور شركائها في لعبة الحكم والسلطة علي مدي العقدين الاخيرين من عمر السودان الحافل بالأحداث والمواجهات والمفارقات.. تقول الطرفة التي قد تكون حقيقة أو مجازية ولكنها تعبر عن واقع ملموس ..ان الرئيس البشير كان يطوف بسيارته في أحد أحياء الخرطوم الراقية برفقه ظله الفريق عبد الرحيم محمد حسين ..فتوقف الرئيس متسائلا عند مبني منيف وراقي لفت نظره..لمن هذا البناء الفخم.. فرد عليه الوزير عبد الرحيم انه..لصلاح قوش يا ريس ..وما خفي اعظم.. فمط الرئيس شفتيه دون تعليق ثم واصل السير..وفي صباح اليوم التالي ..وجد الرئيس علي مكتبه ملفا كاملا لممتلكات عبد الرحيم ..فما كان منه الا ان استدعي صلاح قوش .. باعتباره مسئؤل أمنه مستفسرا عن سر وجود هذا الملف دون ان يطلبه .. فرد صلاح قوش وهو يتصنع الحياء بابتسامة ونظرة لا تخليان من الخبث ..قائلا ..( نحن بنحافظ علي حياتك ياريس ) ولعل بقية القصة لا تحتاج الي درس عصر حيث ادرك الرئيس بانه في قبضة شبكة عنكبوتية امنية تستطيع ان تجعل خيوطها مفيدة له او سامة عليه.. ولعل الذين يقرأون السياسية السودانية والتي لاتحتاج الي مناظير بعيدة المدي قد لاحظوا سطوع نجم الفريق صلاح قوش بعد انتقاله من العمل في سراديب الأمن الخفية والي اضواء القصر..وربما يدركون أيضا ان هذه النقلة لرجل نافذ ومؤثر ويتمتع بكل مقومات الذكاء والطموح المبكر..لها ما بعدها في مستقبل الحكم في السودان..ان كان لذلك الحكم مستقبلا..وهو استشراف تدعمه ..عدة اسانيد ..منها ان مستقبل الرئيس البشير يظل غامضا وهو المطارد من محكمة لايسقط اتهامها له مدي الحياة..وضيق فرصة نائبه علي عثمان ربما لاعتبارات صحية كما يشاع ..أو لانه في حالة انفصال الجنوب سيذهب ضمن المصنفين بتهمة تقسيم البلاد باعتباره المهندس الرئيس لاتفاقية تقرير المصير..فيما تصبح كل قيادات المؤتمر الوطني الأخري غير مؤهلة أو جاهزة للمرحلة أما لاعتبارات سياسية او أخري شخصية.. فهل تحمل الأقدار وقادمات الأحداث رجل المخابرات القوي والذي ينتشر هذه الايام في الصورة تماما ..ليتسلم دفة القيادة من الرئيس البشير قبل ان يغرق المركب في بحور الغد المتلاطمة.. مثلما خلف رجل المخابرات جورج بوش الأب ..رئيسه ريجان .. مع الاختلاف في ظروف الزمان والمكان والكيفية..لنصحو علي ..خطاب متلفز للفريق ..صلاح بوش ..عفوا جورج قوش ..ليعلن انه ..الرئيس صلاح عبد الله قوش..الذي جاء لينقذ الأنقاذ التي فشلت في انقاذ السودان ..ربما...والله من وراء القصد..
نشر بالتزامن مع صحيفة الراكوبة.. الصادرة اليوم السبت 20/11/210 | |
|