عدت الي قرية بعد غيبة طويلة دامت ثلاثة سنوات واحسبها ثلاثين عاما , واهل القرية
اتذكرهم كل يوم في غربتي عندما اخلو الي نفسي وكما ذكرت فقد هطلت امطار غزيرة في
يوم رجوعي.
وفي ليلة نفس اليوم الذي حضرت فيه سمعت في جوف الليل صراح شديد حتى انني نهضت
من سريري , وكذلك جدي ووالدي واخرجنا الي الشارع , وعند سؤالنا جارنا كمال حسن الجمل
اجابنا بان محمد والعواض قد توفي الي رحمة الله , ورجعت الي داخل المنزل وغيرت ملابس
النوم ولبست بنطلونا وقميص لانني سوف اذهب مع اهل القرية الي المقابر لدفن الجثمان , وقد
خرجت على الرغم من تحزيرات جدي لي بانك مرهق من السفر ولم تنام لمدة يومين ولكنني ضربت بكلامه عرض الحائط , وذهب الي بيت العزاء حيث وجدت جمهرة من اهل القرية ونواح النساءكان يصك الاذان .