تابعنا على الفضائيات إحتفالات شعوب العالم بوداع العام 2010 وإستقبال ألسنة 2011
وقد هالني كميات ألسنة اللهب المتناثرة أشكال وألوان في رؤوس المحتفلين
فلم يجد منظمو الاحتفالات "فألاً" أحسن من الألعاب النارية "لبهرجة الاحتفالات"
وقد كان "الفأل" سيئاً ودموياً بما يفوق تصورات المنظمين والمحتفلين على حدِ السواء
فبعد مرور 20 دقيقة من دقائق 2011 تناثرت أشلاء مواطنين مصريين إثر إنفجار مروع
بكنيسة القدسين مارمرقس والبابا بطرس بسيدي بشر بالاسكندرية بجمهورية مصر العربية
ليس بسبب ألسنة لهب العاب النارية انما ألسنة لهب تفجيرات الغدر المروعة للمواطنين الآمنين
والتي إهتز لها وجدان الضمير الحي والحر التواق للحرية والسلام في هذا الكوكب
التفجير لم يكن وليد لحظته إنما لتراكمات الإفقار المنظم لتلك المجتمعات
ورميها في طرقات الجهل والجوع الزنيم
ولخطاب الإرهاب المنفلت في مصر ومناطق أخرى كثيرة في هذا العالم
وإذا فجر الظلام كنيسة القدسين في مصر وتطايرت أشلاء أُناس أبرياء
فقد فجر الظلاميون "المحتلون كما قال سالم أحمد سالم " فجروا السودان وتطايرت أراضيه أجزاء
ورفض القائمون على الأمر صيحات المواطنين المنادين بدولة المواطنة فكانت النتيجة ذهاب الجنوب
بل وهددوا نفر كريم من أبناء الشعب السوداني "بلملمة أغراضه" والخروج من السودان نهائياً
لمجرد إختلاف الرؤى والوجهات السياسية
ولم تنحصر آثار تفجير البلد على قسمة الأراضي السودانية
بل إمتد الأمر لحياة المواطنين ومعيشتهم
فتطايرت أسعار أشلاء المواد التمونية
وتقزمت "شوالات" السكر وأصبحت "أكياس" تزيد على أكياس التمباك بقليل
وتطايرت أسعار الخضروات والفواكه وفاقت مبلغ 10جنيه لكيلو الطاطم والبامية على سبيل المثال
ودا كان نتيجة طبيعية لتفجير المشاريع الزراعية في الجزيرة والنيل الابيض والازرق وجبال النوبة
ولحقت بها مشاريع الرهد والدندر ووادي حلفا ومشروعات السليت والجموعية وسوبا والريف الشمالي
خلاف تفجيرات السكك الحديد والنقل النهري والخطوط الجوية والبحرية
بالإضافة لتفجيرات المؤسسات التعليمية والصحية والخدمية
وما ترتب عليه من ظواهر إجتماعية قضت على نسيج إجتماعي موروث من آلاف السنين
فأثفلت كتوف المواطنين بما تنوء بحمله الجبال الرواسي
وتحولت حياة الناس لجحيم قاسي
وكثرت المآسي
فإن فات على الاخوة في الاسكندرية إحتفالاتهم بأعياد الميلاد ورأس السنة
فقد فوتنا لأول مرة إحتفالاتنا بأعياد الاستقلال بعد مرور 55 سنة
ورقيص الجمهورية "دي بي طينة وديك بي عجينة" ورجع للحس الكوع وسلخ الناموس تاني
ويحسب في الدقائق لإنفصال الجنوب لإحالة السودان الشمالي إلى دولة عربية تحكم بالشريعة الاسلامية
دون مراعاة لدستور 2005 علي علاته
ودون إعتبار للتمايز الديني والعرقي لمكونات المجتمعات السودانية
فالرحمة للإخوة ضحايا تفجير كنيسة القديسين والعزاء لذويهم
والصبر الجميل لضحايا تفجيرات الإنقاذ من السودانيين
والتهنئة للجنوبيين بإستقلالهم المجيد
وكل سنة والناس "من حيث هم" طيبين