إن العطالة من أمر الأشياء التي تصيب الإنسان لأنه يصبح حي كميت وخير
منه الميت لأنه يعرف أن حده قد انتهي في هذه الحياة, والعاطل يكون مكتفا ومغلول اليدوالوجه واللسان,وحتى المثل السوداني يقول ارجا سفيه وماترجا عاطل .
وذات مرة استمعت الي احدى الاذاعات السودانية وكان احد رجال الدين
يتحدث عن الشباب العاطلون عن العمل فماذا قال – امسك الموضوع من
منتصفه , أي بمعنى انه لم يتحدث عن مسببات العطالة – طبعا خوفا على
وظيفته مع انه يعرف السبب غالبا ما يكون سياسي او اثني او غيره ولكن
الشيئ الموكد ان لااحد يحب العطالة الا اذا كان هناك من وراءها مكسب
كما يحدث في كندا والدول الاسكندنافية – ولم تحدث عن الحلول لمشاكل
العطالة وسط الشباب والخريجين , وقد شعرت الحكومات هذه الايام بخطورة
هذه المشكلة بعدما شاهدوه باعينهم بان الشباب العاطل قوة تستطيع ان تعصف
بهم من عروشهم التي هم قابضون عليها كما يقبض الاعمى على عكازه
فعندئذ بدا الحديث عن عمل وظائف للشباب ليس حبا في الشباب ولكنهم شعروا
بخطورة هذه الفئة المظلومة