(( لليوم التاسع عشر على التوالي لا تزال أحداث ثورة الشعب المصري مستمرة ضد نظام حكم الرئيس المصري حسني مبارك الذى جاوز الثلاثين عاماً تعرض فيها الشعب إلى صنوفاً من القهر والإذلال والاستبداد والتسلط .
وعلى الرغم من محاولات التعتيم التى مارستها الأجهزة المصرية حول مجريات هذه (الغضبة الضارية) ومحاولتها لحجب الصورة الحقيقية لها وذلك عن طريق مضايقة مراسلي القنوات الفضائية بل وضربهم ومصادرة (كاميراتهم) أحياناً إلا أن العالم كله كان يتابع ما يحدث أولاً بأول .
ورغم التجاوزات الكثيرة التى حدثت من قبل قوات الشرطة والأمن والتى شاهدها كل العالم فى بداية هذه (الغضبة) إلا أن أبشع ما قام به النظام المصري بقيادة رئيسه (المتنحي) هو الهجوم الذي شنه عدد من (البلطجية) ومجموعة من عناصر الشرطة المندسين على المتظاهرين (السلميين) في ميدان التحرير فى اليوم (الثاتي من فبرائر الحالي) وذلك عبر خطة (جبانة) وما (ظريفة) قام بوضعها بعض المتنفذين فى الحزب الحاكم والتى أدت لسقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى .
لقد كانت تلك الخطة (الغريبة حقاً) التى تفتقت عبقرية قادة الحزب المصري الحاكم عنها (من أجل انتزاع قلعة ميدان التحرير) ، وإجلاء (الأعداء) عنها وتحريرها من الحشود الموجودة بها تقضى بالعودة إلى حروب العصور (الجاهلية) وذلك عن طريق إرسال جيش عرمرم من البلطجية وأفراد الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية بحيث تكون مقدمة هذا الجيش (قوات الجمال) أما وسط الجيش فيتكون من كتيبة من (قوات الخيول) أما مؤخرة الجيش فقد تركت لقوات (البغال والحمير) ومن خلفهم تسير قوات (المشاة) المسلحين بالشوم (سريع الضربات) والأسلحة البيضاء (البتارة) إضافة إلى الزلط والطوب !
ولم تتجاهل هذه الخطة (الجاهلية) الأسلحة (بعيدة المدى) حيث تم استخدام المنجنيق الذى يعرف باسم (المولوتوف) من أعلى المبانى التى تحيط بميدان المعركة -أقصد ميدان التحرير- !
وبدأت المعركة وسط ذهول كل العالم الذى كان يشاهدها على الهواء مباشرة من (ميدان الحدث) والعبدلله شخصياً فرك عينيه كثيراً وهو غير مصدق لما يرى من من مشاهدة لعصور مختلفة فى (شاشة) واحدة ،فبينما كانت طائرات الهليوكوبتر (الحديثة) تحلق فى سماء (ميدان المعركة) كانت الجمال والخيول تركض والبغال (ترفس) والسيوف (تلمع) فى أيدى (بلطجية الحزب الوطنى) مجتاحين الشباب الأعزل ، يقومون بتشتيتهم يمنة ويسرى يدهسونهم فى بطش وقوة شديدين مما جعل جثث الموتى وأجساد الجرحى من الشباب الأعزل المدافع عن (قلعة التحرير) تتناثر فى أرجائها .
على الرغم من عدم تكافؤ هذه المعركة إلا أن (شباب القلعة) قد دافعوا عنها ببسالة وتمكنوا من صد هذا الهجوم (التتارى) بل كانوا يقفزون على من هم على ظهر هذه (الدواب) ويلقون بهم أرضاً هم ودوابهم التى لابد أن يكون قد أصابتها الدهشة وقد زج بها فى إتون هذا الموقف (البايخ) والذى نتج عنه أسر الكثير من (المهاجمين) الذين إتضح لاحقاً أنهم أعضاء فى (جيش الحكومة) وأفراد من (أمن الدولة المغولي) وذلك من خلال (الكارنيهات) التى كانوا يحملونها وعليها (ختم النسر) !
لقد جاء فى بعض التحقيقات التى أجرتها بعض الصحف المصرية أن أسعار سوق البلطجية المصرى قد شهد يومها إرتفاعاً خيالياً في ذلكم اليوم حتى وصل سعر (تحرك البلطجي) مائة جنيه علاوة على بدل إنتقال من وإلى مقر سكنه كما شهد سوق الجمال والحصين والبغال والحمير إرتفاعاً كذلك وصل إلى ثلاثمائة جنيه !!
أما أسعار (الهتيفة العاديين) الذين تم (شراؤهم) من الشباب العاطلين والباعة الجائلين وعمال البلدية والحرف الهامشية للإشتراك فى تلك الغزوة (التتارية) والإنضمام لسلاح المشاة لإجلاء (قلعة التحرير) من الشباب الذين يحتلونها فقد شهدت أيضاً إرتفاعا ملحوظاً تناسب مع (الزنقة الحاصلة) حيث وصل سعر (الهتيف) إلى ثلاثين جنيهاً لليوم الواحد مع (طبق كباب) و(كوب عصير قصب) ! وهو نفس العرض الذى تم تقديمه لموظفى المؤسسات والمصالح الحكومية ومصانع الإنتاج الحربي للمشاركة فى مسيرات التأييد سوى أن الأخيرين يتم نقلهم (بالترحيل المجانى) لموقع المسيرات !
لقد خلفت تلك العملية البربرية التى قام بها النظام المصرى أعداداً كبيرة من القتلى والجرحى وبغض النظر عمن قام بالتخطيط لها وباشر تنفيذها إلا أنها سوف تظل هى من أبشع الطرق (البدائية) الهمجية التى تم إستخدامها فى العصر الحديث لتفريق تظاهرات سلمية !
كسرة :
أعتقد أن أبلغ عبارة ممكن أن نخاطب بها (نظام مبارك) وقد قام بهذه الهجمة البربرية على المتظاهرين العزل هى مقطع تلك الأغنية الشبابية الذى يقول :
- عمليتك ما ظريفة .. وحركاتك جبانة !!! )). الرأي العام / الفاتح جبرا