حاضرة في غيابها ..
تحاصر الوعى و الذاكرة .. تسافر بك قوافلها بين الواقع و المأمول ..
تشملك في حضورها فلا فكاك ..
فتتقوقع في محارتها متمنيا أن يدوم هذا الشمول ..
رقيقة كالهمسة ..
أين يكمن هذا السحر و الألق ؟
لا تعرف .. ولا تعلم ..
جهل حلو المذاق يسري كالخَدَر يمسك بتلابيب الفكر و اللحظة ..
تنحصر كل ملامحها في وجهي ..
ففيهما كل زكريات الصبا ..
فكأنها تدعوك فتود أن تلبي مسرعا هذا النداء ..
ثم تجبرك هيبة مدفونة على أن تجلس قانعا تجتر طلاسم بُخْل ذاك السخاء.
تضحك .. فتحس بأن المطر سينهمر مدرارا و أن الغمام سيظلل هجيرك الدائم ..
تضحك .. فيأتيك الفرح يجرجر أذياله طائعا مختارا ..
تصمت .. فتسافر عيناك رغما عنك إلى باحات شوارعها وميادينها ..
تهدهدك .. تؤرجحك بين المد و الجذر ..
تؤنبك ..
تعاتبك ..
تسامحك ..
تربت على رأسك ..
و حين تظن أن كل باقات الزهر قد نبتت هناك على سفح ارضها .. ..
ينبلج الثغر بمنضود بسمتها ..
فتنزلق روحك مفارقة جسدك نحو الزنبق الأبلج ..
فتحتار بين هذا الزهر و ذاك الزنبق ...
فالزهرالنابت على ارض بيتنا يدندن صادحا ..
والزنبق المنثور على ضفة البحر يترنم شاديا ..
مناظرة بين النظرة و البسمة تقربك قربانا في مذبح هذا البهاء .. و هذا النقاء ..
سيمفونية .. تحفر حروف موسيقاها على نوتة الوجدان ...
مدينتي..