..الرمله الناعمه مابين اسفل راحة قدمى واصابعها وارضيه (مركوبى) الجنيناوى الصنع..تداعبنى من (صنفره) الى (كلكله)..الى احساس بالضيق..بعدها اخلع فرده واضربها بحجراو سريحه قصب او عود (احك) بها داخله ..وكذا للفرده الاخرى..وتأبى رائحه (المركوب) الا ..وان تبصم على يدى..والمشوار ليس ببعيد ما دمت (مشاغلا) نفسى بالرمله التى انزع رجلى منها نزعا لاغرسها مره اخرى ..ومابين الركشات والتيكو والمركبات الصغيره والتى لها مقدره عجيبه على معاركه الرمال داخل المدينه..اخترت ان اكون..راجلا..لاكحل (عينى) بروعه ان ارى الكل بلا قيود ..بلا تكلف..وقلوب بيضاء وثياب يبضاء وجلاليب (على الله) وبلديه وافرنجيه وحتى الباكستانيه بقماش (بتحرمنى منك)..وصبى يدفع امامه (درداقة) تأن من حملها..نبق..قنقليز..دوم..فول مدمس..سمسميه..تسالى بطيخ وقرع..دقه دوم..دقه قنقليز..ومع هذ ا تفاح جبل مره ..وأخر يجرى ب(درداقته) وهو مابين اللهو والعمل يبحث عن طفوله افتقدها ويختلسها وانهاك ومسئوليه تسرق ايامه وطفولته ومستقبله..ومع هذاجميلين بمحياهم..وبرائتهم..على يمينى مباشره محل وردى للفول..فول وردى ياتى من الشماليه مباشره وطلبه اغلى من طلب الشيه..والرغيف البلدى الساخن وزيت السمسم الاصلى زيت عصاره والجبنه البيضاء من لبن نقى..وشمار وتوم ..واجمل شى ماتكسر الفول..ومويه بارده فى براميل نظيفه ومثلجه..وبرغم الزحام.. الناس ..طلبى وطلبك..وونسه وحكاوى ..حتى يحين دورك..والحساب بعد الاكل..ومع هذا الزحام روائح عطره تزاحمك مع الزبائن..كيف لا واهل الغرب مشهورين بالنظافه واستعمال العطورالاصليه التى تأتى من افريقيا الوسطى ونجيريا وكذلك الكريمات للشعر والجسم من الجنينه من شاد الى ابشى الى اردمت ومنها للجنبنه او عن طريق الكفره شمال دارفور والى الفاشر ومن ثم نيالا..بعد فطور فول وردى من الصعب التفكير فى الغدا..ولكن لابد من تكله صغيرة غرب الجامع الكبير لنيالا ..حيث محلات العصائر البلدية لارتشف عصير قضيم مع قتقليز فى كوريه (ماهلة)..وتثاقلت خطاى وواصلت المسير وعلى يسارى تماما مجموعه من.الحلاقين فى الهواء الطلق واستايلات الحلاقه على روؤس الحلاقين وازيائهم مزركشه وجميله ..وركشه ..لوسمحت ياخى حى السينما....السابعة مساء وفى طريقى الى البحير تتزاحمنى الافكار والافراح والالام ويأخذ كل منها حيز ..لكنى سريعا ما ارتب الاجمل والاحلى حتى لا افقد متعه الزياره..وعلى مدخل البحير مر بى مراح من البقر وامامه وخلفه رعاه من قبيله الامبررو..المشهورين بزيهم المميز ..ونزلت الى خور البحير فى عمق مترين تقريبا انسيابا وعرض خمسمائه متر اقل او اكثرقليلا..ومشيت حتى منتصفه واستلقيت على ظهرى وجعلت (مركوبى) مخدتى واخذت نفسا عميقا واقفلت عيناى..ثم فتحتهما..فاذا بالقمر يحط بمنتصف جبهتى واصبحت كالاحول ..وبهائه ينساب رقيقا داخلى..وحسبت نفسى ريش طائر يبحث عن مقر..واقسم بالله لم ارى فى حياتى اجمل من هذا القمر..مكتمل الاستداره.. باهى الطله ..شفيف الضياء..له بوح..يكاد ينطق..والرمال من تحتى بارده..ورحت فى عوالم امتزج فيها الماضى الجميل مع الحلم الجميل ......يوم اخر ..لابد لى من زياره حاجه زرقه ..ولا تكتمل زيارتك لنيالا الا بتناول وجبه عند حاجه زرقه..من مدخل الجامع الكبير لنيالا وتترك موقف كتم خلفك تماما ..شارع مابين الجامع واول زقاق بعد شارع السوق الكبيريقع محل حاجه زرقه.. امام المحل برميلين واحد لغسيل الايدى والاخر لغسيل العده و..طربيزه امام المحل متوسطه الارتفاع عليها حلل ضخمه بها الوجبات وهى الروب الابيض والويكه والشرموط والكجيك والكول والدمعه والشيه وام فتفت وصحون كبيره بها بصل وشطه بدكوه وابغازى وسمنه بلديه حرة.. واتى...والحجه زرقه معها بناتها يساعدنها فى تلبيه طلبات الزبائن..وهى تعرف زبائنها بالاسم وهى مرحه وكريمه ومعروف عنها بان.. الما عندو ياكل..والاكل الساعه 12 يخلص ..وهى تبايع وهى خارج المحل حيث ان مساحه المحل لا تتعدى 16 متر مربع ورغم ذلك تجد الزبائن يتكدسون داخل المحل وخارجه فى برندات المحال المواجهة لها..واكلها طاعم ومميز ونظيف لذلك اصبحت اشهر صاحبه وجبات شعبيه بنيالا....وياجمالك ياسودان ويا انسان السودان..