محمد حسن العمدة
نظمت القوى السياسية بمدينة ود مدني ندوة سياسية كبرى أمها حشد كبير جدا من مواطني مدينة ود مدني وقرى ولاية الجزيرة المختلفة بدار حزب الأمة بود مدني الذي طوقته عشرات العربات التابعة للقوات النظامية بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة منها والثقيلة، وشارك في الندوة قادة القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووفد مقدر من قيادات القوى السياسية بالمركز على رأسهم وفد،حزب الأمة القومي بقيادة السيد مبارك المهدي نائب رئيس حزب الأمة القومي والكابتن عادل المفتي- مساعد الرئيس لشؤون المهجر وعضو المكتب السياسي والأستاذ محمد عوض الكريم رحمة- والأستاذ عبد الله بركات.و الحزب الوطني الاتحادي- والحزب الاتحادي الديمقراطي.الذي شارك عنه الأستاذ الشيخ الحضري إنابة عن الأستاذ علي السيد الذي اعتذر عن الحضور وعن المؤتمر الشعبي ؟الأستاذ عبد الرحمن عامر إنابة عن الأستاذ كمال عمر الذي اعتذر بدوره أيضا. كما شارك الحزب الوطني الاتحادي.و الحزب الاشتراكي الناصري الذي تحدث عنه الأستاذ مجدي سليم، وقد أجمع المتحدثون على ضرورة تغيير الوضع القائم والإستجابة لمطالب الشعب في تغيير النظام والسلطة القائمة بشتى الوسائل الممكنة إن كان ذلك باستجابة المؤتمر الوطني للأجندة الوطنية التي يطرحها حزب الأمة القومي والسيد الصادق المهدي أو الخروج إلى الشارع والدعوة لإسقاط النظام تأسيا بما يجري في الأمم العربية من حولنا.
وفي الندوة تحدث السيد مبارك المهدي بما لقي تجاوبا واسعا من الحاضرين قائلا أن البلاد في مفترق طرق إذ تشهد الأوضاع الحالية تأزما وصل حد انشطار البلاد وانهيار المشروع الحضاري و تدمير المؤسسات والفقر المدقع.
فعندما جاء النظام هيأ للمعارضة بيوت الأشباح وغرف التعذيب وبعدها خرجنا وحملنا السلاح وعند الاحتكام لصوت العقل وضعنا السلاح وصدقنا أن الإنقاذ يمكن أن تفي بما تعد وعندما التقيت البشير في جيبوتي قال إن السودان في ورطة ولن يخرج منها إلا بتعاضد أبنائه وبالحرف الواحد قال لي انتم حزب الأمة عماد الوطنية في السودان وأننا قد قمنا بإنقلاب ظنا منا أن الشعب سيؤيدنا ولكن لم يحدث ذلك فاعتبرونا كنا سذجا، وتعالوا للاتفاق، فاستجبنا لنداء الوطن- ومن بعده عقد إخوتنا في الحزب الاتحادي اتفاق جدة- والتجمع الوطني وقع اتفاق القاهرة – وأخيرا اتفاقية السلام بنيفاشا- والتي نصت بصورة واضحة على تصفية النظام لصالح دولة الوطن والمؤسسات وقيام انتخابات ديمقراطية مؤهلة ولكن التف المؤتمر الوطني على هذه التعهدات كلها واختار منها ما حلا له وترك النصوص المهمة من فصل الحزب عن الدولة وقيام دولة المؤسسات وبسط الحريات وغيرها وقام بتزوير الانتخابات.
اختلفنا مع الشعبي والاتحادي الديمقراطي في مقاطعة الانتخابات من دخولها وفي النهاية وضح لهم خطل ما ذهبوا إليه من مشاركة في العملية الانتخابية واتساع دائرة التزوير. وبناء على كل ذلك اختار الجنوب ما بين الانفصال واستمرار الإنقاذ فانفصل الجنوب لما واجهه من سياسات المؤتمر الوطني وقال الفاضل جاءني عبد الحميد موسى كاشا متحدثا عن موضوع الوحدة وأن الرئيس فوضه للمساهمة في دعم خيار الوحدة فقال له قد وصلنا لمرحلة انقسام البلد، ولو خيرت ما بين الإنفصال والإنقاذ لاخترت الانفصال.
وأبدى الفاضل أسفة أن البلاد انقسمت دون الاتفاق مع الجنوب على القضايا العالقة من حدود ومناطق المشورة الشعبية ومنطقة أبيي وقضايا الجوار والقبائل الرعوية وغيرها، وقال أن هذه القضايا كلها قنابل موقوتة وتهي لمسرح المواجهة والحرب. وأن هذه الأوضاع تقود للمربع الأول، فانفصل الجنوب ولم يتم الاتفاق على سلام حقيقي مع الانفصال لأن 10 ملايين سوداني سيضيعون في حروب حول المرعى والماء وقطع الفاضل بالقول أن أي حكومة أو أي حزب أو أي شخص يحترم نفسه في مواجهة الأحتياجات آنفة الذكر أقل ما يمكن فعله في مواجهة هذه الأوضاع المزرية هو تقديم الاستقالة. وأن المشير البشير عسكري أدى القسم على الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضية والآن انقسم السودان في عهده والشيئ الأكثر إيلاما أنه قال أن الجنوب كان عبء على السودان وأخير تخلصنا من هذا العبء. فأي رئيس في الدنيا يقول هذا الحديث وقد حول الحرب لحرب دينية ، وقتل آلاف الشباب، ودمر الجنوب
وعشنا على بترول الجنوب 6 سنوات كان دخلها 50 مليار دولار للدخل القومي بددت في الفساد والرشوة والمحسوبية.
ومع ذلك يقول الرئيس الجنوب عبء على السودان؟؟ فبالـ50 مليار كان بالإمكان تعمير السودان والدول المجاورة. بددت هذه المليارات على حد قوله ودمر السودان ودمر التعليم، ودمر الاقتصاد ودمرت الزراعة والشاهد مشورع الجزيرة.
وقال الفاضل أنه في العهد الديمقراطي صرفنا على مشروع الجزيرة 300 مليون دولار أي 25% من الدخل القومي واعدنا تعميرالمشروع وأعدنا انتاج القطن بعد أن دمرها نظام النميري وأوصلها من مليون إلى 300 الف بالة أعدنا الإنتاج من 300ألف إلى 800 ألف بالة. وأوضح الفاضل أن مشوع الجزيرة قامت عليه كل الاحتياجات الضرورية وأضاف أننا كنا من عائداته نستورد الدواء والغذاء والإحتياجات الضرورية وغيرها. وأن كل هذه المشاكل حصيلة الأنظمة الشمولية. فبعد 22 عام من الإنقاذ حقق النظام الشمولي انقسام البلد على نفسها وحرب في دارفور ومواجهة مع إخوتنا في الجنوب ونذر مواجهة مع النيل الأزرق وجنوب كردفان وانهيار اقتصادي تام وقال "الجماعة ديل يصرفوا أكثر من دخلهم في الفساد والرشاوي والحروب" فكل الأموال الآن تذهب إلى "الديانة" وتبعا لذلك إضطروا لتخفيض سعر العملة واضطروا لزيادة الأسعار في السلع الأساسية ظنا منهم بأنهم سيحافظون على الوضع الاقتصادي ، ولكن القوى الشرائية انكمشت وسيقل الاستيراد وستتفاقم الأزمة الإقتصادية سوءا. وفوق كل هذا أمامنا تحديات أساسية منها الحرب في أبيي والتي يديرها المؤتمر الوطني والقضية حول البترول ليست المسيرية ودينكا نقوك فعوضا عن إيقاف الحرب يسعون لإشعالها لمصالح دنيوية واقتصادية ولا يكترثون لأن عدم الاستقرار في الجنوب يعني عدم الاستقرار في الشمال لأن الجنوب صمام أمان في السودان شمالا وأي توتر فيه ينعكس على الاستقرار القومي في السودان. فقد عملوا فتنة كبيرة جدا بين العرب والزرقة، وفتنة بين العرب والعرب وأتو بالجنجويد من الدول المجاورة وأزموا الوضع في دارفور إقليم وتحدثوا عن استفتاء في إقليم دارفور، فكيف يعمل الاستفتاء حول العودة للإقليم الواحد والذي فتت إلى ولايات بقرار إداري وكيف المطالبة باستفتاء لعودة الإقليم أم لا؟؟ وهذا سيؤدي إلى المطالبة بحق تقرير المصير. بالإضافة إلى تحدي جبال النوبة والنيل الأزرق والتي بها 32 ألف مقاتل وتحدث قادة الؤتمر الوطني طالبين من سلفا كير نزع السلاح من هؤلاء المقاتلين فرد عليهم رئيس حكومة الجنوب أن هؤلاء كانوا معنا في الحرب وأنه سيجلبهم في الحدود إن استطاع المؤتمر الوطني تجريدهم من السلاح يفعل. وأن ما حدث في جبال النوبة بعد إغلاق السجل الانتخابي زور المؤتمر الوطني في السجل يعد واحدة من عوامل التوتر القادم. ومما أشار إليه الفاضل بشدة ازدياد معدل الفقر وقال أنه الآن فوق حاجز الفقر عدد بسيط جدا لديه أمول مسروقة ومنهوبة.
وأوضح الفاضل للحاضرين أن العالم تغير، كما ترون في الفضائيات الأموال المسروقة ترجع إلى أهلها.
وأردف أن هذا الوضع لا يوجد أي مجال لاستمراره فالتغيير حتمي بدأ من ميثاق وطني نبني عليه كيان جديد للسودان والمؤتمر الوطني عليه أن يبصم بيدية ورجليه لحل المؤتمر الوطني وانهاء احتكار الحزب للدولة ولا بد من اسقاط هذا النظام وأنه علينا أن نعيد النظرة في الحكم والمنهج والاحتكام إلى برنامج جديد وتغيير الأشخاص. واستطرد قائلا:-
ما عادت المسألة زي ما بقول الإمام الصادق المهدي "يمشطوها بقملتها" والقمل العندنا قمل قوي جدا. فالواجب تأسيس دولة مدنية وحكم ديمقراطي يؤسس لنظام فدرالي لا مركزي. يعيد مجانية التعليم والعلاج ودعم الزراعة، لا يمكن أن تتحقق التنمية بدون دعم، فكل الناس صاروا فقراء، وهؤلاء الإخوة يقولون أنهم فقراء وهم من أسر فقير ولما اغتنوا رموا بالسلم الذي صعدوا به للغنى فلا بد من التيغيير و" الجماعة بتاعننا جاهزين" والشعوب في مصر تونس البحرين دكت حصون الدكتاتورية وأثبتت أن الشعوب لا يمكن أن تقهر ففي مصر مليون و500 فرد جهاز أمن و 400 ألف فرد احتياطي مركزي بل حتى أنظمتنا تدرب منتسبيها لديهم، مع كل هذه القوة الضاربة انهار النظام في 48 ساعة. ونقول لأخوتنا في المؤتمر الوطني لا يوجد مجال للمراوغة ومزيد من التمادي. فأخي السيد الصادق المهدي قدم مبادرة بحجم قامته في السودان وحكمته في العالم قدم مبادرة لحقن الدماء وإنهاء الوضع القائم بالتي هي أحسن والاحتكام إلى الشعب وتفكيك النظام القائم بالتي هي أحسن وتأسيس سلام في دارفور وإعادة الجنوب للوطن موحدا فحزب الأمة والإمام الصادق المهدي قدم هذا المشروع والأمور وصلت إلى مرحلة مضرة بكل السودان ونقول لكم تعالوا إلى كلمة سواء إذا جيتوا جيتوا وإذا لم تأتوا فحزب الأمة قائم في تغيير الدستور، وأن الدستور الحالي أحسن وثيقة أدخلتها الحركة الشعبية هي وثيقة الحقوق التي تكفل التحرك السلمي للشعوب للمطالبة بحقوقها المضمنة في كل المواثيق الدولية، فالمؤتمر الوطني يدوس على كل هذه الاتفاقات، ومن الأشياء المدهشة أن إحدى الصحف أوردت تصريحا لأحد المسؤولين في الأمن أن المسيرة المزمع قيامها يوم الأربعاء الموافق 9 مارس حيخشوا فيها النشالين وما حيخليها لأن المندسين سيحرقون المؤسسات، فنقول لهم أن هذه حركة سياسية ناضجةـ والدستور يقول لهؤلاء المسؤولين الأمنين حماية المدنيين في تظاهراتهم، وأقول للأجهزة الشرطية إذا ضربتم الناس بالرصاص فراتبكم 500 جنيه ومن بعده أين ستذهبون من الله.
وهذه الأنظمة الدكتاتورية أثبتت أنها أكبر مقبرة للقوات النظامية ففي مدينة ودمدني وحدها فصلت القوات النظامية من صفوها من ضباط الصف 623 فرد في الأسابيع القليلة الماضية والباقين الذي يقفون الآن إذا لم يصفوكم اليوم فسيصفونكم غدا.
أوصيكم بعدم التعرض للناس بالضرب واعتبروا من إخوتكم في تونس ومصر، ففي الثورات القوات دائما ما تنضم للشعوب كما حدث في ليبيا وتونس ومصر واليمن لمواجهة الصلف الدكتاتوري، وفي مصر أي تقرير من أمن الدولة عثر عليه وأن أي تقرير كتب سيتم العثور عليه ونحن في السودان نعرف بعضنا جيدا، وأوضح الفاضل أن هنالك درسا جديدا مسفادا من ثورة ليبيا، وهو أن مجلس الأمن أصدر قرار يفضي بعدم الافلات من العقاب وملاحقة من يرتكبون الجرائم في حق المدنيين وشعوبهم.
وقال الفاضل "يا أخينا كان أنحنا خليناك أوكامبوا ما بخليك فهو بانتظارك"، وواصل حديثه بأن العالم كل يوم تستجد فيه مستجدة فالشمولية والدكتاتورية أصبحت مصطلحات القرون الوسطى فالتكنولوجيا هزمت الدكتاتوريات، ولا يوجد أحد باستطاعته إجهاض اجتماع فالناس يديرون اجتماعاتهم وتخطيطاتهم بكل سهولة دون أن يتسلط عليها أحد أو يمنعها وحيا مبارك المهدي ثورة الشباب، وقال من المفترض كلنا نتحرك ونسقط هذا النظام ولا يمكن السكوت والاستكانة على ما يحدث فالقضية ليست قضية البشير أو نافع فما نحن فيه أمانة تجعلنا نخرج للشارع ونطالب بحقنا حتى نسقط النظام ونحقق النصر ومافي راجل بخوف راجل. والعمر واحد في المظاهرة أو في البيت أو في العربية والأجل واحد ولا بد أن نثبت ونحن أصحاب تجارب عملنا ثورتين في 50 سنة ونقول لهم انتم إن قبلتهم طوق النجاة الذي يقدمه السيد الصادق كان بها وإن لم تقبلوه فنحن أصحاب حق ولم نشحذ أحدا حقنا فأجدادنا رووا هذه الأرض بدمائهم وأهلنا لم يدعوا لنا مجالا للخوف والتراجع.
وغادر مبارك الفاضل المهدي المنصة وسط موجة وهدير من الهتافات والتكبير والتحميد من أنصاره وجماهير مدينة ود مدني.
العندو حق بضحي وبحميه بي زندو *** والماعندو حق ضهرو الجبل ما بسندو.
محمد حسن العمدة
mohdalumda@hotmail.com