الهادي أدم ..شاعر السودان الكبير ..
مشاركة الزميل ..طارق عبد الرحمن السميت ..
الهادي آدم (1927 م - ديسمبر 2006 م) شاعر سوداني ولد في مدينة الهلالية في السودان تخرج في كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل علي دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم.
للشاعر آدم شعر وافر وله دواوين، اشهرها ديوان «كوخ الأشواق»، الذي يعده النقاد من أفضل ما قدم للأدب وللمكتبة السودانية، وكتب في مجالات الابداع الأدبي الأخرى، واشهر ما كتب في هذا المضمار مسرحية باسم «سعاد». كتب عدة أشعار منها قصيدة غداً ألقاك التي غنتها المطربه أم كلثوم. فيما كتب العديد من القصائد آخرها قصيدة لم تنشر بعد بعنوان (لن يرحل النيل)يصور فيها بريشة الفنان ذكرياته العزيزة التي عاد يتفقدها في حي منيل الروضة الذي سكنه في صباه.
ويعتبر النقاد في الخرطوم الراحل آدم، 80 عاما، أنه ظل لعقود في مصاف الشعراء الكبار، ليس على مستوى السودان، وإنما على مستوى العالم العربي. ورغم أنتمائه لجيل سابق للحركة الشعرية المعاصرة، فإنه يعتبر من الشعراء المحدثين.
والهادي آدم من المعلمين القدامى في السودان في شتى المراحل الدراسية، خاصة المرحلة الثانوية العلياحيث درس في مدرسة حنتوب الثانويه. ويشهد له النقاد ودارسو تاريخ الأدب في بلاده، بأنه من أوائل الذين ساهموا في نهضة الشعر في البلاد، من خلال الجمعيات الأدبية التي كان يشرف عليها في المدارس التي عمل فيها في شتى بقاع السودان.
يذكر أن قصيدة «أغدا القاك» اختارتها سيدة الغناء العربي أم كلثوم من بين عشرات القصائد التي قدمت لها إبان زيارتها للسودان في عام 1968 م.و للشاعر الكبير مجموعة شعرية كاملة تضم كل أعماله الشعرية (كوخ الأشواق ونوافذ العدم وعفوا أيها المستحيل وتمت طباعة هذه المجموعة عن طريق مؤسسة أروقة الثقافية.
من أعمال الشاعر الهادي آدم مرثيته للرئيس العربي الراحل جمال عبدالناصر والتي تعتبر من القصائد الجميلة وهي بعنوان “أكذا تفارقنا ”:
أكذا تفارقنا بغير وداع ياقبلة الأبصار والأسماعِ
ماد الوجود وزلزلت أركانه لما نعاك إلى العروبة ناعِ
ماذا عسى شعري وخطبك آخذ بالقلب ماذا يخط يراعي
ياصاحب الوجه النبيل وحامل الخطب الجليل وقمة الإبداعِ
أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدى يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا واهلت فرحة القرب به حين استجابا هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا مهجة حارة وقلبا مسه الشوق فذابا أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني أنت يا قبلة روحي وانطلاقي وشجوني أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء أنا لولا أنت أنت لن احفل بمن راح وجاء أنا أحيا بغدى الآن وبأحلام اللقاء فأت أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر هذه الدنيا ليالى انت فيه العمر هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر هذه الدنيا سماء انت فيها القمر فأرحم القلب الذي يصبو اليك فغدا تملكه بين يديك وغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا وغدا ننسى فلا نقسى على ماض تولى وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا قد يكون الغيب حلوا انما الحاضر..... أحلى