"السودان بعد التاسع يوليو لن يكون كما كان قبله" ما يزال الكثيرون لا يصدقها خاصة الذين يؤمون بوحدة البلد الكبير فبعد الآن لن يفتخر السودانيون بأنهم أكبر بلد في أفريقيا والعالم العربي وسيرتبك طلاب المدارس الذين حفظوا أن بلدهم "بلد المليون ميل مربع" كل هذه الحقائق التي يحفظها أي سوداني لن تكون حقائق وإنما سيفتح التاريخ لها صفحات للذكرى والتأمل.
هنالك حقائق جديدة عن السودان عقب الانفصال حيث تقلصت المساحة إلى 1,882,000 كلم2 وتقلص عدد دول الجوار من 9 دول إلى 7 دول حيث لم يعد للسودان حدوداً مع كل من يوغندا وكينيا والكونغو فيما بلغ عدد السكان وفق الإحصائية الجديدة 33,419,625 نسمة وحافظت نسبة الأراضي الزراعية الصالحة للزراعة على نفس الرقم السابق وهي 200 مليون.
حتى المناخ سيتغير عقب التاسع من يوليو حيث سيصبح السودان مناخيا ينحصر بين المناخ الصحراوي وشبه الصحراوي في الشمال و الأواسط ومناخ البحر الأبيض المتوسط في الشرق ويكون السودان فقد المناخ الاستوائي الذي كان في الجنوب أما من ناحية الموارد الطبيعية يتكون من شبه ما كان متواجدا سابقا متمثلة في المعادن "النفط, الحديد, النحاس, الكروم والزنك" والموارد الحيوانية متمثلة في الإبل والضأن والماعز بجانب المياه والغابات .
سيحافظ السودان أيضا على مساحة الأراضي الصالحة للزراعة المقدرة ب200 مليون فدان المروي منها 11 مليون فدان إلا أن مساحة الغابات تقلصت لتصبح 11,6% من مساحة البلاد
أما ناحية الموارد المائية ستكون حصة السودان من مياه النيل من إجمالي إيرادات مصادر المياه 30,8 مليار متر مكعب.
من ناحية السكان سيكون عدد السودانيين 33,419,625 نسمة بترتيب من الناحية العالمية 35 وعربيا يحتل المرتبة الثالثة أما أفريقيا في المرتبة التاسعة من حيث الكثافة السكانية و يتراوح عدد الفئات العمرية من (0-14) سنة بنسبة 43,2% من إجمالي السكان ومن (15-65) سنة حوالي 53,4% فيما تمثل نسبة3,4% الفئة العمرية من عمر 65 فما فوق وان معدل نمو السكان يبلغ 2,8%.
من ناحية التعليم ستصبح عدد مؤسسات التعليم العالي 73 عدد الجامعات الحكومية منها 33 فيما يتوزع السودانيون من ناحية المعتقدات التي ارتفع عدد المسلمين إلى 96,7% من عدد إجمالي السودانيين وهذا الرقم قد يثير الكثير من الجدل في المرحلة المقبلة وتقلص عدد المسيحيين ليصبح 3,0 % فيما أصبحت نسبة الديانات المحلية (0,3% ) من مجموع أهل السودان .
في الجمهورية الثانية للسودان يتكون عدد ولاياته من 17 ولاية معتمدة النظام الفيدرالي وعدد المحليات 176 محلية.
من ناحية العطلات الرسمية لم يحدث تغيير حيث تم المحافظة على وضع عطلات دينية للمسيحيين في أعيادهم الدينية
الغريب في الامر لم يتم الإشارة الى وجود دستور جديد حيث أشار الكتيب الى أن كلمة دستور يقوم على الشريعة الاسلامية إلا أنه لم يوضح أن هذا الدستور هو الدستور القديم الموضوع في 2005 م أم أن هذا دستور جديد ؟ كما أشار الى أن النظام القانوني يستمد أيضا من الشريعة الاسلامية يستثني منها المسيحيون واصحاب الديانات التقليدية ويخضعون الى محاكم خاصة وقوانين مستمدة من القانون البريطاني.
من الناحية الاقتصادية سيكون السودان منتجا للنفط بطاقة 118,000 برميل في اليوم يستهلك منها 115,000 برميل في اليوم تصدر عبر ثلاثة مواني فيما ستكون الصادرات بالنسبة للدخل القومي 17% والواردات 14%.
أما من الناحية العسكرية سيكون عدد الضباط والجنود في القوات المسلحة عقب الانفصال (188,000) وعدد قوات الاحتياطي 3000,000 فرد.
إذن هو تدشين رسمي لبداية جديدة للسودان بشكله الجديد عقب التاسع من يوليو وخارطة قد يختلف حولها في الحدود المرسومة فيها مع دولة الجنوب الجديدة إلا أن شكل التدشين لشكل السودان وخارطته الجديدة يبين أن الدولة تسعى لانتشال البلاد من حالة عدم التصديق للانفصال لمرحلة التعريف بالحقائق الجديدة للبلاد مصحوبة بالأرقام والحقائق التي تختلف كثيرا عما عهده السودانيون منذ عهود سبقت إلا أن تغيير الصور والخرائط بجانب شكل عرض الهوية التي كان يحتل فيها الجنوب مساحة كبيرة سيحتاج لكثير من الوقت خاصة وأن السودانيين لهم معزة خاصة لما هو قديم ويتشبثون به قدر ما تسعفهم الذاكرة من أيام
المصدر " السودان أرض الفرص: حقائق وأرقام، وزارة الإعلام،2011"