إن قصة طبيب عطبرة المزور قصة غريبة بعض الشيء، وغرابة هذه الحكاية تكمن في الناحية الاجتماعية حيث لازلنا ندعي بأننا كشعب سوداني نتميز بالترابط الاجتماعي القوي من ناحية العلاقات الأسرية بين الأهل والأقارب ، وإضافة إلى ذلك هنالك ترابط بين الجيران ، يعني سكان كل مدينة من مدن السودان يعرفون بعضهم البعض ولدرجة أنهم يعرفون أقارب جيرانهم وأين هم يقيمون إن كانوا يقيمون خارج المدينة المعنية.
والأمر الغريب في طبيب عطبرة المزور يقول في لقائة الصحفي أنه من مواليد مدينة عطبرة وعاد بعد رحلته من بورتسودان وعمل في مستشفى عطبرة التي ولد وترعرع فيها، ألا يوجد واحد من أنداده يعرف أنه غير طبيب، أم أن أفراد أسرته الصغيرة لا يعرفون عن حركات وسكنات ابنهم، إنه أمر خطير أن تصل بنا الحالة الاجتماعية إلى هذا الحد وتبلغ بنا الحالة أن كل شخص ليس له دعوى بأي احد.
لقد كانت الحالة في السابق عندما كنا اطفالاً عندما يخطيء أحد فإن أي كبير من الجيران يتولى معالجة الموقف وحتى لو أدي ذلك العلاج إلى ضرب المخطيء دون الرجوع إلى أولاياء أمر الطفل المخطيء.
هذه الحادثة لابد أن يقف أمامها علماء الاجتماع بالدراسة الميدانية المعمقة عسى ولعل أن تكون الكارثة في بدايتها وبالإمكان تلافيها والله أعلم.
وفي الختام أقترح بأن يقضي هذا الطبيب المزور عقوبته على هذه الفعلة بدلاً من السجن أن يفسح له المجال في دراسة الطب وفي جامعة البحر الأحمر بدلاً من أن يقضي مدة العقوبة في السجن ويتم تمويل رسوم دراسته من فلوس الشنطة التي جمعت في الرياض أخيراً