إن حرية الصحافة ذات أهمية مزدوجة للإنسان و المجتمع ؛ فبالنسبة للإنسان (الفرد) وسيلة للتعبير عن ذاته وأرائه واتجاهاته السياسية والفكرية أما بالنسبة للمجتمع فهي وسيلة إصلاح تساهم في تقدمه و تطوره , وحرية الصحافة هي الأساس الذي يقاس بموجبه كافة الحقوق الديمقراطية .
ومع أن هذه الحرية تكاد تكون شبه معدومة في معظم دول العالم الثالث إلا أنها تحتل مكانة بارزة بين مختلف الحقوق الحريات العامة والفردية المعلنة في العديد من المواثيق الدولية ودساتير معظم دول العالم ومن تلك المواثيق ميثاق حقوق الإنسان والمواطن في فرنسا لعام1789 وذلك بعد قيام الثورة الفرنسية والذي يعتبر أول اعتراف رسمي بحرية التعبير حيث جاء في المادة (11) من الميثاق
أن التداول الحر للأفكار والآراء هو احد حقوق الإنسان المهمة والجوهرية ,فيجوز لكل مواطن أن يتكلم وان يكتب ويطبع بصورة حرة مع المسؤولية عن سؤ استعمال (استغلال) هذه الحرية في الحالات التي يحددها القانون .
أما الوثيقة الخاصة بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 20/12/1948 فقد جاء في المادة (19) من الميثاق (إن لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير , ويشمل هذا الحق الحرية في اعتناق الآراء دون تدخل وان يطلب ويتلقى معلومات وأفكار عن طريق أي وسيلة بغض النظر عن الحدود
وأوردت الاتفاقية الدولية بشان الحقوق المدنية والسياسية الصادر عام1966
(يكون لكل شخص الحق في أن يعتنق الآراء دون تدخل )
و(لكل شخص الحق في التعبير ويشمل ذلك الحق, حرية البحث والحصول علي المعلومات والأفكار ونقلها من كل الأنواع بغض النظر عن الحدود.
أما إعلان المبادئ حول حريات الصحافة في الوطن العربي الذي أصدره المؤتمر الخامس في ديسمبر 1976 م جاء في المادة 6) لا يجوز اعتقال الصحافي أو حبسه احتياطيا في قضايا الرأي ولا يجوز تعطيل الصحف إداريا أو مصادرتها ويعود الحق في ذلك للقضاء وحده
إذا فان حرية التعبير كما جاء في ميثاق الشرف الإعلامي العربي هو شرط أساسي للإعلام الناجح وهى مكسب حضاري يتحقق عبر كفاح الإنسان الطويل , وهو جزء لا يتجزء من الحريات الأساسية المنصوص عليها في المواثيق الدولية.
ورغم كل هذه المواثيق الدولية تطل علينا وزيرة الدولة بالإعلام وتقول أنها لا تستبعد عودة الرقابة القبلية على الصحف ضمن تعديل قانون الصحافة والمطبوعات الأخير وقالت إن التعديلات تتضمن تقنين وضع الصحافة الإلكترونية وميثاق الشرف الصحفي والجزاءات وإعادة السجل الصحفي للمجلس القومي للصحافة بدلاً عن اتحاد الصحفيين الذي يتركز دوره في الجانب الخدمي.
" ما زمان شن قلنا ؛ قلنا الطير بياكلنا "[/size][/color][/font]