علي هامش الذكري العاشرة لاحداث 11 سبتمبر
ربيع الثورات العربية في ظل مشروع الشرق الاوسط الكبير!!
() أحداث 11 سبتمبر حققت اهداف ومكاسب لم تتوقعها امريكا!!
()الشرق الاوسط الكبير مشروع إستعمار جديد للوطن العربي!!
()امريكا لا تخش التيار الاسلامي لانه صنيعتها!!
()الثورات العربية تغيير للحكام وابقاء علي الانظمة!!
() التقسيم الطائفي والعشائري نتيجة حتمية للثورات العربية !!
بقلم / حسن وراق
تصادف هذه الايام الذكري العاشرة لاحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والتي وقعت داخل الاراضي الامريكية بتفجير بنايتي مركز التجارة العالمية في نيويورك بالاضافة الي مبني البنتاغون في واشنطون . بغض النظر عن ما ينسج حول هذه الاعتداءات من اقاويل هي الاقرب الي نظرية المؤآمرة الا أن هذه الاحداث تعتبر نقطة فاصلة في اعادة صياغة العالم سيما وأن الاحداث جاءت عقب انهيار المعسكر الاشتراكي لتنفرد الولايات المتحدة بشراسة مطلقة كقطب اوحد في ادارة دفة العالم وفق ما تمليه سياسة الادارة الامريكية ومنظريها ومخططيها الاستراتيجيون .
عشرة اعوام مضت علي احداث 11 سبتمبر ولكن سرعان ما بدأت ثمارها تنضج في ربيع ثورات العالم العربي بعد انتصار ثورات التغيير في تونس ومصر وليبيا وقطار التغيير يناور بين محطتي اليمن وسوريا وبقية شعوب المنطقة في انتظار العوامل الثانوية لتفجر الأحداث . ما ظل يتردد علي الدوام من اسئلة تدور حول هذا التسونامي الذي يجتاح منطقتنا العربية والاسلامية هل هو مجرد صدفة عملت علي تصاعد الاحداث في المنطقة هكذا فجأة متجاوزة قوانين الثورات في العالم؟ وما الذي جعل كل هذا الاحتقان الثوري ينفجر في تسلسل يشمل عدد من دول المنطقة في وقت واحد؟ وهل ستتواصل ثورات التغيير في المنطقة وما هي الدوافع الحقيقية التي عجلت بثورات هذه الشعوب وما علاقة هذا التغيير باحداث الحادي عشر من سبتمبر ومشروع الشرق الاوسط الكبير كأحد افرازات تلك الاحداث ، كل هذه التساؤلات تجد الاجابة عليها من خلال ربط الاحداث بالافكار والاستراتيجيات التي تلعب دورا هاما في صياغة النظام العالمي الجديد وفق الأهداف الاستراتيجية للالفية الثانية.
المرجعيات الفكرية للهيمنة الامريكية :
الادارة الامريكية تعتمد العديد من المرجعيات العقدية في بلورة سياستها الخارجية وفق ما يشير الي ذلك المفكرون ومراكز البحوث التي تضع الخطط الاستراتيجية علي المدي البعيد ( التخطيط الاستراتيجي ) والذي يعتبر في الكلاسيكيات الماركسية كأحد المصادر الفكرية للامبريالية العالمية التي تسعي للهيمنة علي العالم قبل ان يخلو لها الجو بخروج قطب التنافس بعد انهيار المعسكر الاشتراكي.
في خمسينات القرن الماضي تناول جورج كانن وهو احد خبراء التخطيط الاستراتيجيات في امريكا مستقبل الولايات المتحدة من منظور صريح و اكثر وضوحاً معبراً عن الوجه الحقيقي القبيح للامبريالية الامريكية قائلا :
" نحن الامريكيون نمتلك أكثر من 50% من ثروة العالم بالرغم من أننا لا نشكل سوي 6% من السكان وتبقي أمامنا مهمة رئيسية في المستقبل وهي الحفاظ علي هذا الوضع المختل لمصلحتنا ولكي نفعل ذلك ما علينا الا أن نضرب بالعواطف والمشاعر عرض الحائط ويجب علينا ان نتوقف عن التفكير بحقوق الانسان والحديث عن رفع مستوي المعيشة وتحقيق الديمقراطية في العالم " هذه هي حقيقة عقلية الادارة الامريكية والحديث الآن حول حقوق الانسان واشاعة الديمقراطية وخلافه ما هو الا ذراً للرماد في الاعين والتظاهر بالحرص علي العالم الحر الديمقراطي .
اخطر ما جاء في المرجعيات الفكرية تجاه شعوب المنطقة العربية والاسلامية ما اورده بطريك الاستشراق برنارد لويس اليهودي الامريكي البريطاني الاصل عام 1980 عندما قال :
" إن العرب والمسلمين قوم فاسدون ومفسدون ، فوضويون لا يمكن تحضرهم وإذا تركوا لانفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية ارهابية تدمر الحضارات وتعيق المجتمعات والحل السليم للتعامل معهم هو ، إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور يجب أن تستفيد من التجارب الاستعمارية السابقة لبريطانيا وفرنسا " ليته اكتفي بما جاء في قوله ولكنه ذهب ابعد من ذلك مطالبا "بضرورة اعادة تقسيم الاقطار العربية والاسلامية الي وحدات عشائرية وطائفية مشددا علي عدم مراعاة خواطرهم او التأثر بإنفعالاتهم وردود افعالهم وصولا الي المهمة الاساسية وهي تدريب شعوب المنطقة علي الحياة الديمقراطية ومن خلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقوم أمريكا بالضغط علي قياداتهم الاسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة." والمراقب لما يدور الآن في المنطقة يلحظ التطبيق العملي لافكار القس برنارد وتقسيمه لبلدان المنطقة خاصة في العراق لشيعة وسنة واكراد وقيام دولتين في السودان والتخطيط لقيام 3 دول في مصر ، قبطية في الاسكندرية ومصر الفاطمية في القاهرة ونوبية في اسوان وتقسيم لبنان الي 8 مناطق لنفوذ الشيعة والدروز والموارنة وغيرهم وتذويب منطقة السعودية واليمن والكويت ولم يسلم حتي المغرب العربي من التقسيم الطائفي والعشائري .
مشروع الشرق الأوسط الكبير :
وهو المشروع الذي تختبئ فيه كل شرور الامبريالية العالمية تجاه المنطقة العربية والاسلامية رغم ان المشروع طرح في عام 2004 في عهد الرئيس بوش الابن الا أنه كان نتيجة مبادرات ومواقف لصياغة استراتيجية الامن القومي الامريكي بعد عام من هجمات الحادي عشر من سبتمبر ليضم المشروع كل المنطقة العربية بالاضافة الي تركيا واسرائيل الي جانب ايران وافغانستان والباكستان. أطلقت الادارة الامريكية المصطلح في إطار مشروع شامل يسعي الي تشجيع الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ليجد الموافقة من الدول الصناعية العظمي والتي تعرف بمجموعة الثمانية علي هذا المشروع .
مشروع الشرق الاوسط الكبير قام علي انقاض مشروع الشرق الاوسط الجديد New Middle East والذي خطط له شيمعون بيريز وزير الخارجية الاسرائيلي الاسبق في تسعينات القرن الماضي وهو يهدف بذلك الي دمج اسرائيل في المنطقة العربيى عبر التعاون الاقتصادي والتجاري . فشل مشروع الشرق الاوسط الجديد لانه تجاوز الصراع العربي الاسرائيلي وفيه محاولة لطمس الهوية العربية بإنحيازه التام الي الجانب الاسرائيلي.
مشروع الشرق الاوسط الكبير قائم علي استيعاب كل المتغيرات التي حدثت خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر وأهم جوانب المشروع هي نشر الديمقراطية وادخال تغيرات في بناء النظم السياسية وتقوية المجتمع المدني كأحد أهم ملامح المشروع الامريكي تجاه الشرق الاوسط .
لماذا الاهتمام بالشرق الاوسط :
منطقة الشرق الاوسط تشمل كل المنطقة العربية والتي تمثل 30% من انتاج النفط العالمي بالاضافة الي وجود ثلثي احتياطي نفط العالم الي جانب الموقع الاستراتيجي والمساحات الكبيرة الممتدة التي تمثل ساحة مكشوفة للتنافس جعل من الصراع هنالك يحتدم و يظهر من خلال الضغوط السياسية والاقتصادية والتي افرزت نظم حاكمة متآكلة ومتهالكة معادية لشعوبها ولا تحظي بالتأييد وليس لها القدرة علي استيعاب المتغيرات والتحديات الداخلية والخارجية .
احداث الحادي عشر من سبتمبر التي نفذها تنظيم القاعدة عبر مجموعة شباب تنتمي لشعوب المنطقة العربية والتي اصبحت مفرخة للارهاب العالمي ، من خلال ما توفر من معلومات واحصائيات كشفت ان بالمنطقة العربية (مصدر الارهاب العالمي ) هنالك جملة اسباب تسببت فيها حكومات المنطقة حيث تبين أن مجموع الدخل القومي لكل الدول العربية يساوي الدخل القومي لاسبانيا الي جانب أن 40% من العرب أميون ثلثيهم من النساء ويوجد هنالك اكثر من 25 مليون عاطل ومن استطلاعات الرأي و أن هنالك 50 % من الشباب العربي يرغب في الهجرة وأكثر من 40% من سكان المنطقة يعيشون علي أقل من دولارين في اليوم . ومن واقع ما اصدرته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالسكو) أن هنالك أكثر من 100 مليون عربي أمي وأن اكثر من ثلث الخريجين مهاجرين وتمثل المنطقة العربية حوالي 10 % فقط من انتاج الكتاب في العالم (من ضمنها الكتاب المدرسي) و15% منها كتب دينية ، كل المعلومات والاحصائيات التي توفرها المنظمات الدولية التابعة للامم المتحدة ومراكز البحوث ومنظمات المجتمع المدني قدمت صورة واضحة لخطورة الموقف وان المنطقة الآن في مفترق طرق وسوف تبقي مصدرا دائما للارهاب العالمي و المستقبل لا يبشر بخير .
الشرق الاوسط يحتوي علي أكبر مخزون نفطي وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي بدأت الهيمنة الآحادية عند تحرير الكويت التي اصبحت البوابة الامريكية لاحكام السيطرة علي المنطقة . الشرق الاوسط منطقة مغرية لتوفر الموارد الطبيعية واهمها مصادر الطاقة والقوة البشرية الهائلة ووجود العديد من الموانئ والمواقع الاستراتيجية والاتساع الجغرافي الذي يشجع علي نشر القواعد تأمينا لصد اي عدوان مستقبلي علي أمريكا .
تأثيرات أحداث 11 سبتمبر
تمثل أحداث الحادي عشر من سبتمبر كما جاء علي لسان هنري كيسنجر وزير الخارجية الامريكي الاسبق والخبير الاسترتيجي في شئون الشرق الاوسط ، أنها نقطة تحول فاصلة في صياغة النظام العالمي للقرن الحادي والعشرين بعد الشراكة الجديدة والتعاون مع دول اروبا واليابان وروسيا في الحرب ضد الارهاب .
العقد الزمني الذي تلي احداث سبتمبر اصبح يعرف بالحرب العالمية علي الارهاب ، حقق الكثير من المكاسب للادارة الامريكية من فرض هيمنة مطلقة وحصولهم علي معلومات خطيرة وهامة من بعض دول المنطقة ساعدت في تفكيك التنظيم العالمي للحركة الاسلامية المرجعية العقدية للارهاب العالمي الي درجة ان وزير الدفاع الامريكي رامسفيلد في عهد بوش الابن سمي دولة عربية (اسلاموية ) مدرجة من ضمن الدول الراعية للارهاب قدمت للادارة الامريكية معلومات في غاية الاهمية اعتمد عليها كلية في الحرب ضد الارهاب العالمي وهذه المعلومات عجزت في توفيرها حتي المخابرات الامريكية ولهذا ابقيت هذه الدولة في بيت الطاعة الامريكي.
من المكاسب التي تحققت في ظل الآحادية القطبية ، ان امريكا اصبحت السيد المطلق للعالم واصبح مصطلح (أمركة العالم ) هو جزء من إستراتيجية الامن القومي الامريكي والذي عبر عنه دفيد فروم صاحب مصطلح ( محور الشر ) و رتشارد بيرل مستشار التخطيط الاستراتيجي في إدارة بوش في كتابهما 0 (خارطة الطريق لضرب الارهاب ) والذي ينادي بحماية امريكا بكل السيل والوسائل بعد أحداث سبتمبر وذلك بضرب الدول التي ترعي الارهاب وتساعده وضرب الارهاب في عقول المسلمين والعرب وقد تأكد ذلك وليس صدفة أن يتم إعدام الرئيس العراقي صدام حسين في يوم عيد المسلمين والقاء جثة اسامة بن لادن في بحر العرب وليس في اي محيط او بحر آخر. خارطة الطريق لضرب الارهاب تبدأ بالتغيير كشعار للمرحلة وتطوير التعليم والمساهمة في التنمية وتاسيس مفهوم جديد للديمقراطية والحريات .
المشروع الامريكي وربيع الثورات العربية
مشروع الشرق الاوسط الكبير يمثل خلفية دعم لوجستي لإندلاع الثورات التي تنتظم العديد من البلدان العربية خاصة وأن منفيستو المشروع يقوم علي تشجيع الديمقراطية والحكم الصالح وبناء مجتمع معرفي وتوسيع الفرص الاقتصادية وتدريب النساء والانتخابات الحرة ومكافحة الفساد وتشجيع الشفافية ووجود إعلام حر ومستقل عن الحكومات وتشجيع المجتمع المدني وإعادة انتاج الطبقات الوسطي والتي بدونها لا تقوم الديمقراطية وتحسين المناهج الدراسية وتعديلها وتشجيع الدراسات والابحاث وتعديلها باعتبار أن المعرفة هي الطريق الي التنمية والانعتاق .
في مشروع الشرق الاوسط الكبير رفع شعار المطالبة بالديمقراطية وهذا الشعار يشكل خطر كبير علي الانظمة الثيوغراطية والديكتاتورية الحليفة لامريكا الا أن المصالح الامريكية تري في رفع شعار الديمقراطية هو مفتاح الحل لانجاح المشروع الامريكي في المنطقة بالاضافة الي التخلص من تلك الانظمة المـتآكلة والتي انتهت فترة صلاحيتها واصبحت ( مفرخة) للارهاب وتجييش قوي معادية لامريكا والغرب وقد عبرت عن ذلك بوضوح كوندايزا رايس وزيرة خارجية بوش بأن تحقيق الديمقراطية لشعوب المنطقة ضرورة حتمية حتي لو أدي ذلك وصول الاسلاميين الي الحكم .
من المتتبع لثورات العالم العربي التي إندلعت بعد أن توفرت كل الظروف الموضوعية والثانوية ووجدت الدعم والمساندة العالمية وتلويح امريكا لتلك الانظمة بانه قد ازف أوان التغيير بالرحيل وانحازت امريكا وحلفاءها الي جانب الثورات الشعبية الي درجة الايعاذ الي قوات الناتو بالتدخل لمصلحة الثوار . وقدمت امريكا كل الدعم المادي واللوجستي والاعلامي لنصرة الشارع الثائر وكل بلد تختلف عوامل نجاح ثورته وتحقيق اهدافها عن الآخر طبقا لتحقيق البلد المعني للمصالح الامريكية سلبا أوايجابا و مدي تاثير ذلك البلد علي مصالح حلفاء الامريكان واعوانهم علما بأن المصالح الاسرائيلية تأتي في مقدمة مصالح الحلفاء .
المصالح الامريكية والمد الاسلامي
قد يتبادر للوهلة الاولي ان تسونامي التغيير في البلدان العربية سوف يكون معاد لامريكا وبالتالي يهدد مصالحها في المنطقة وهذا اعتقاد ساذج لان تيار الاسلام السياسي الناهض في المنطقة هو صنيعة أمريكية استخدم من قبل الامريكان كمخلب قط لضرب الحركات التقدمية والشيوعية في العالم العربي وخاصة بعد التصدي للاحتلال السوفيتي في افغانستان . احداث سبتمبر وضعت التيار الاسلامي في صدارة القوة الداعمة للارهاب حول العالم وفي خلال عقد من الزمان وهو عمر الحرب علي الارهاب استطاعت أمريكا الحصول علي معلومات لم تتوفر لاحد من قبل ساعدت في تفكيك شبكة الارهاب وكشفت عن شخوصه وقادته و مموليه وتمكنت من الوصول اليهم وكان معسكر قوانتانمو بمثابة فرصة مواتية لكشف المزيد من المعلومات التي ساعدت في كشف الخلايا الارهابية النائمة وتعقب قادتها حول العالم .
هنالك دولتان عربيتان (احداهما) مصنفة كراعية للارهاب قدمت كل ماتملك من معلومات بلا تحفظ لتفكيك التنظيم العالمي لحركة الاسلام السياسي بعد احداث سبنتمبر مباشرة خوفا من الغضب الامريكي ان يطيح بها ويعرضها لانتقام شعبها ورغما عن ذلك لم يتم رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للارهاب في ابتزاز مهين وفي ذات الوقت تحظي بدعم (خفي ) باعتبارها شاهد (ملك ) يتمتع بنظام حماية الشهود وتعتقد الادارة الامريكية ان هذا النظام لم يحن أوان لفظه لانه ما يزال يقدم في خدمات جليلة للادارة الامريكية ولن يشكل خطر علي الادارة الامريكية التي افلحت في ترويضه وتدجينه . والدولة الاخري وكيل الادارة الامريكية في المنطقة اصبحت وكر للاسلاميين وخاصة الشباب منهم الذين جندتهم امريكا لمصالحها في المنطقة وتمثل مركز اعلامي مرموق ذو تأثير كبير في العالم العربي ، كشفت قادة الارهاب من الذين كانوا من خلف احداث 11 سبتمبر ولعبوا دورا بارزا في عملية كشف موقع الزعيم القاعدي خالد شيخ محمد مدبر احداث سبتمبر والذي القي القبض عليه وهو في حالة ذهول بالاضافة الي ضلوعهم في كشف مخبأ اسامة بن لادن وهذه الدولة ارتضت لنفسها ان تكون من ضمن قوات الناتو لضرب ليبيا .
الادارة الامريكية لا تخشي من صعود التيار الاسلامي في الثورات العربية لأنها وفي خلال عقد .زمني من مكافحة الإرهاب بنت الادارة الامريكية قيادات داخل الحركات الإسلامية يقودون الآن المسيرة بالوكالة بعد أن نزعت الادارة الامريكية اسنانهم وزرعتهم داخل التيار الاسلامي الذي يرتفع صوته في كل من البلدان التي اجتاحتها رياح التغييرالي درجة أن تمكنت الادارة الامريكية من تصعيد القيادات الاسلامية الموالية لهم ليكونوا حكام المستقبل في الأقطار التي يتنامي فيها التيار الإسلامي وهم حلفاء الأمس يعودون من جديد وقد تقدموا صفوف قيادة ثورات التغيير علي أمل ان يكونوا البديل وأمريكا بدأت تمهد الطريق للرأي العام الأمريكي المناهض لتيار الإسلام السياسي خاصة بعد إحداث الحادي عشر من سبتمبر ليروجوا للنموذج التركي بوصفه نسخة متحضرة ومقبولة من الإسلام السياسي الذي يمكن أن يتعامل معه الغرب .
شعوب المنطقة العربية المنتفضة والتي اجتاحتها رياح التغيير لا مفر لها من الانعتاق من السيطرة الامريكية خاصة مصر التي كانت وما تزال تعتمد علي المعونة الامريكية (70% من استهلاك القمح ياتي من امريكا ) وما حدث في ليبيا من تدمير للبنيات الاساسية الانتاجية مثلما حدث في العراق يجعل من ثروات الشعب الليبي رهن امريكا وقوات الناتو لتسديد ومخالصة فاتورة تغيير النظام . شعوب المنطقة سوف تكتشف ان ثورات التغيير لم تمس جوهر النظام المطاح و القائم علي تقديم المصالح الامريكية والاخلاص لها وأنما كان تغييراً في شخوص الحكام واعوانهم وما تزال البلدان التي غيرت حكامها لم تحقق اي تقدم ملموس نحو تغيير حقيقي وبدأ اليأس والاحباط يدب مفسحاً المجال للتباكي علي الانظمة السابقة لان ربيع الثورات العربية هو طقس سيادة المشروع الامريكي الكبير في المنطقة .