الحصاحيصا الشرقية دراسة تحليلية:
مداخل الفوز والخسارة لمرشحي الدائرة
()خلفية عن مرشحي الدائرة الاربعة عشر
()من هو اقرب المرشحين الي الفوز
()هل تستطع القوي السياسية اسقاط مرشح المؤتمر الوطني؟؟
()الدكتور معتصم جعفر هو الاقرب الي الفوز في حالة ...
()هل يصبح الزين بخيت مرشح الشعبي المنافس الاوحد للدكتور معتصم؟؟بقلم / حسن وراق
مقدمة:دائرة الحصاحيصا 4 الشرقية والتي تضم حاليا وحدتي الحصاحيصا الادارية والمسلمية الادارية ما عدا بعض القري التي تقع في تخوم الدوائر المجاورة. هذه الدائرة تاريخيا وقبل ان تصير باسم الحصاحيصا كانت تعرف في اول انتخابات عام 1953 بالدائرة 3 المسلمية والتي تنافس فيها الاستاذ حماد توفيق ( العيكورة ) عن الاتحاديين والاستاذ عبدالرحمن علي طه ( اربجي ) حزب امة والتي شهدت تنافس خطير بلغ المحاكم التي فصلت في الطعن المقدم من المرشحين ضد بعضهما البعض ، عبدالرحمن علي طه اتهم حماد بانه مصري وقام حماد باتهام عبدالرحمن بأنه حبشي الا ان في نهاية الامر كانت الدائرة من نصيب الاتحاديين ممثلين لمجلس النواب وفاز ايضا ممثليهم احمد يوسف علقم وحسن عبدالجليل لمجلس الشيوخ . في انتخابات عام 1958 كانت تعرف بالدائرة 27 الحصاحيصا الشرقية والتي فاز فيها الاستاذ عبدالرحمن علي طه محرزا 46% من الاصوات اما في انتخابات 1965 عرفت بالدائرة 27 الحصاحيصا الشرقية والتي عادها احمد يوسف علقم مرة اخري الي حظيرة الاتحاديين ومرة اخري في عام 1968 كانت الدائرة 68 الحصاحيصا الشرقية من نصيب الاتحادي ابواليسر مدني العرضي الا ان في آخر انتخابات عام 1986 عندما كانت تعرف بالدائرة 85 الحصاحيصا الشرقية فقد حقق فيها الدكتور صلاح عبدالرحمن علي طه فوزا كاسحا علي مرشحي الاتحادي الديمقراطي ابواليسر مدني والخليفة يوسف حسن الا ان وبعد وفاة الدكتور صلاح وفي الانتخابات التكميلية عادت الدائرة للاتحاديين وفاز بها ابواليسر مدني العرضي .
بعد ربع قرن من آخر انتخابات تجيئ الحصاحيصا الشرقية في الترتيب الرابع في التقسيم الخاص بالدوائر ويخوض فيها الانتخابات اربعة عشر مرشحا يتنافسون حول اصوات 49911 ناخب منهم 26473 يمثلون ريفي الحصاحيصا الادارية و14632 مدينة الحصاحيصا بينما اصوات الناخبين المسجلة في ريفي المسلمية الواقع في نطاق الدائرة يقدر ب 2242 ناخب اما مدينة المسلمية يبلغ الناخبين المسجلين حوالي 6564 شخصا .دائرة الحصاحيصا 4 الشرقية تقع حدودها من قرية الصداقة شمالا وحتي ودبلال جنوبا ومن قرية نايل غرب السكة الحديد غربا حتي كمبو حاج علي والمدينة شرقا..هذه الدائرة تشكل تحد كبير للمؤتمر الوطني والذي يعاني ضعفا علي مستوي القيادة والقاعدة ولم يحظ بمؤيدين خاصة في المدينة. لعل استراتيجية الحزب الحاكم تريد تشتيت اصوات الناخبين في الدوائر الجغرافية بين عدد من الاحزاب والتي جيئ ببعضها من حظيرة المؤتمر الوطني حتي يفوز مرشحهم بنسبة بسيطة بينما يحاول حزب المؤتمر العكس بالنسبة لانتخاب رئيس الجمهورية بتقليص عدد المتنافسين حتي لا تتشتت الاصوات ويفشل الرئيس في الحصول علي النصف زائد واحد .هل تصبح الدائرة 4 الحصاحيصا الشرقية مثل دائرة اوهايو الامريكية التي تحسم امر رئاسة امريكا وتعطي مؤشرا عاما لاختبار القوة الحقيقية للمؤتمر الوطني او تكون كدائرة الصحافة نموذجا لتوحد القوي السياسية حول مرشح واحد وهذا ما ستثبته الايام القادمة.
الاستاذ الزين بخيت مرشح الشعبي مع الاستاذ محجوب مرشح الامة القومي
مدخل اول:يبدو ان المؤتمر الوطني بالحصاحيصا قد حدد خصمه الاوحد في الدائرة 4 الشرقية والتي يترشح فيها الدكتور معتصم جعفر. عند تدشين حملة الدكتور معتصم جعفر في القيزان منطقة نفوذ مرشح المؤتمر الشعبي الاستاذ الزين بخيت احمد حيث تم جمع حشد كبير من المسئولين علي نطاق المركز والولاية في مقدمتهم البروف الامين دفع الله الوالي الاسبق للقضارف ومدير مشروع الجزيرة الاسبق ورئيس اللجنة الزراعية بالمجلس الوطني والاستاذة سامية احمد محمد وزيرة الرعاية الاجتماعية وليلي احمد سعيد وزيرة التربية والتعليم ومسئولة المرأة في الامانة المركزية بالمؤتمر الوطني وعضو المجلس الوطني والدير الاسبق للمشروع عمر علي بالاضافة الي بعض القيادات الولائية ومن بينهم الاستاذ علي سعيد رئيس مجلس تشريعي محلية الحصاحيصا والذي اعفي في وقت سابق من موقعه .
هذا الحشد الذي دعا له المؤتمر الوطني بنادي الامير ودالسيد ليس مجرد حشدا طبيعيا او في اطار التعبئة الروتينية للانتخابات لقرية صغيرة مثل ود السيد لا تتعد نسبة اصوات المسجلين هنالك عن3% اذ لا يزيد عدد المسجلين فيها عن 1600 شخص او هكذا ولكنه يحمل رسالة واضحة المعالم للقوي السياسية بالدائرة 4 الحصاحيصا الشرقية والتي ترشح فيها الي جانب الدكتور معتصم عن المؤتمر الوطني والاستاذ الزين بخيت عن المؤتمر الشعبي ( المعني بهذا الحشد ), هنالك بعض المرشحين والذين ييمثلون عدد من الاحزاب والقوي السياسية ومن بينهم :
عبدالرحمن ابوحس مرشح الوطني الاتحادي ( ازرق طيبة )
عبدالسلام محمدصالح مرشح الحركة الشعبية
عبدالرحمن محمد ابو حس عن الوطني الاتحادي ( ازرق طيبة ) ومامون علي عطا المولي مستقل تؤيده جماعة( انصار السنة) و عبدالوهاب ميرغني بابكر عن حزب الشرق ( د. آمنة ضرار ) موالي للمؤتمر الوطني ولا توجد له قواعد بالدائرة والاستاذ محجوب الطيب محجوب عن حزب( الامة القومي) ويوسف الطيب محمد احمد عن حزب ( السودان انا) والذي يقوده ابراهيم موسي مادبو ويعتبر هذا الحزب احد المجموعات المؤيدة للمؤتمر الوطني وعبدالسلام محمد صالح عن (الحركة الشعبية) وفيصل محمد احمد طه عن الاتحادي الديمقراطي ( مجموعة حزب الدقير المتوالي) وعلي ساوي علي من الحزب (الاتحادي الديمقراطي الاصل) والرشيد الصديق محمد احمد الشفيع عن الأمة الوطني ( حزب عبدالله علي مسار مستشار رئيس الجمهورية ) وسعد محمد الحارث ابراهيم من (الحركة الشعبية لتحرير السودان التغيير الديمقراطي) فصيل لام اكول حليف المؤتمر الوطني وفاروق احمد محمد عن ( الحزب الشيوعي) وعبدالعظيم محمد احمد عيسي من تحالف قوي الشعب العاملة ( مجموعة المايويين). من مجموع الاربعة عشر مرشح في الدائرة 4 الحصاحيصا الشرقية يمكن القول ان ابرز الاحزاب التي لها قواعد جماهيرية تؤهلها لخوض المنافسة علي مقعد الدائرة هم ستة احزاب وهي :
المؤتمر الوطني
المؤتمر الشعبي
الاتحادي الديمقراطي الاصل
الحركة الشعبية
الحزب الشيوعي
حزب الامة القومي
بقية الاحزاب والمجموعات الاخري تخوض الانتخابات بمنطلقات مختلفة ومعظم هذه المجموعات الحزبية تدخل الدائرة بمباركة من المؤتمر الوطني ولا تعص له امرا او هي احزاب حديثة التكوين والتجربة لا قواعد لها وبعضها لم يسمع به من قبل ( الشرق الديمقراطي / مجموعة الدقير /الامة الوطني /الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي/ تحالف قوي الشعب العاملة).
بالنسبة للمرشح المستقل والذي تسانده جماعة انصار السنة دخل الحلبة نتاج لخلاف تنسيقي وعد بموجبه المؤتمر الوطني الجماعة باخلاء بعض الدوائر لهم وعندما اخل المؤتمر الوطني بالاتفاق دعمت الجماعة مرشحها المستقل الذي يدخل المارثون الانتخابي معتمدا علي توجه اندثر مثل البعد الجهوي والقبلي لمدينة الحصاحيصا.
الدائرة 4 الحصاحيصا الشرقية تاريخيا وعلي مر الفترات الانتخابية تنازعتها الولاءات بين الاتحادي الديمقراطي بنسبة 48% وحزب الامة بنسبة 44% والشيوعيين بنسبة 7% وذلك من واقع آخر انتخابات وبعد مرور ربع قرن من آخر انتخابات برلمانية في 1986 هنالك العديد من المتغيرات التي حدثت ومن ابرزها التغيير في جغرافية الدائرة وتقليصها و الضعف الذي احدثته الانقاذ في تركيبة الاحزاب السياسية ودخول المؤتمر الوطني كحزب جديد المعترك السياسي مستغلا كل امكانيات الدولة بالاضافة الي ظهور الحركة الشعبية كحزب جديد بايدلوجية اظهرت فكرة السودان الجديد ضم جيوش المهمشين والقوي الجماهيرية التي كانت تشكل رصيدا جماهيريا داعم للاحزاب التقليدية بالاضافة الي العقلية الامنية التي تدير بها الحكومة الحالية مقاليد الحكم رغم ما يشاع عن تحول ديمقراطي بالبلاد بالاضافة الي مظاهر لا تخطئها العين عن نية الحكومة اكتساح الانتخابات ( بشتي ) الطرق والوسائل والدليل علي ذلك , التجاوزات التي حدثت في السجل الانتخابي والانحياز الواضح للمفوضية القومية للانتخابات وتحجيم القوي السياسية وتجاهلها وفرض العديد من العقبات والقيود التي تحجم حركتها في الانتخابات ومحاولة الحكومة المستميتة لتكرار تجارب انتخابات اتحادت الطلاب والاتحادات والنقابات العمالية حيث اعتادت التزوير .
نواصل