ﺍﻟﺠﻔﺎﺀ ﺑﺪﻳﻼ ﻟﻠﻮﻓﺎﺀ
ﻻ ﺷﻚ ﻓﻲ ﺍﻥ ﺍﻻﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ
ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺮﻣﺎ، ﻭﺇﻥ ﺻﺎﺭ ﺍﻟﻜﺮﻡ
ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻀﻴﻒ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ
ﻧﺰﻋﺎﺕ ﺍﺳﺘﻌﺮﺍﺿﻴﺔ، ﻓﻼ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﻡ ﻓﻲ ﺷﻲﺀ ﺍﻥ ﺗﺪﻋﻮ
ﺷﺨﺼﺎ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺍﻟﻰ ﻃﻌﺎﻡ ﺛﻢ ﺗﻀﻊ
ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺃﻛﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﻛﺘﻴﺒﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻈﻠﻴﻴﻦ )ﻫﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ
ﺍﺣﺴﺎﺳﺎ ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﻷﻥ
ﻣﺼﺎﺭﻳﻨﻬﻢ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻟﻠﺘﻘﻠﺼﺎﺕ ﺍﺛﻨﺎﺀ
ﺗﺪﺭﻳﺒﺎﺕ ﺍﻟﻬﺒﻮﻁ ﺑﺎﻟﺒﺮﺍﺷﻮﺕ..،( ﻧﻌﻢ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﻛﺮﻳﻢ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩ
ﻹﻃﻌﺎﻡ ﺍﻱ ﺷﺨﺺ ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ
ﻃﻌﺎﻣﺎ )ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻌﺪﺍ
ﻟﺸﺮﺍﺀ ﺩﻭﺍﺀ ﺑﻨﺼﻒ ﻗﻴﻤﺔ ﺫﻟﻚ
ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻟﺸﺨﺺ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺮﺽ،( ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﺼﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ
ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺪﺛﺎﺭ ﻫﻲ »ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ،« ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻓﺮﺍﺩ ﺍﻻﺳﺮﺓ ﻭﺍﻻﺻﺪﻗﺎﺀ ﻭﻣﻦ
ﻳﺼﻨﻌﻮﻥ ﻓﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ، ﻓﺎﺭﺗﻔﺎﻉ
ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ
ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺿﻌﻴﻔﺔ،
ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮﺽ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﺎﻻ ﻷﻧﻪ ﺟﺎﺀﻙ
ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ..، ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺍﻧﺖ ﻣﺤﺘﺎﺟﺎ
ﻓﺘﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ ﺳﺪﺍﺩ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻓﻴﻤﺎﻃﻠﻚ
ﻭﻗﺪ ﻳﺼﻞ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻥ ﻳﺴﺒﻚ
ﻭﻳﺸﺘﻤﻚ: ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻠﻌﻦ ﺍﺑﻮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﺍﻟﻠﻲ
ﺧﻠﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﺜﻠﻲ ﻳﺴﺘﻠﻒ ﻓﻠﻮﺱ ﻣﻦ
ﻭﺍﺣﺪ ﺧﺴﻴﺲ ﻣﺜﻠﻚ!! ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻨﺎ
ﺳﻤﻌﻮﺍ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﻨﺎﺑﻴﺔ
ﻣﻦ ﺍﺷﺨﺎﺹ ﻭﻗﻔﻨﺎ ﻣﻌﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺤﻦ
ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻭﺍﺟﻬﻮﻫﺎ!! ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻬﻲ
ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻣﻮﻇﻒ ﻋﻤﻞ ﻣﻌﻪ ﻋﺸﺮ
ﺳﻨﻮﺍﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﻔﻮﺓ ﺑﺴﻴﻄﺔ، ﺟﻌﻠﺖ
ﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﻳﺤﺲ ﺑﺎﻟﺤﺮﺝ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻫﻢ
ﺃﻋﻠﻰ ﻣﻨﻪ، ﺍﻳﻀﺎ ﻋﺪﻳﻢ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺑﻞ
ﺟﺒﺎﻥ!! ﻓﺎﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻌﻤﻞ
ﺍﻟﻮﻓﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﺪﺍﻓﻊ ﻋﻦ ﻣﻮﻇﻔﻴﻪ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﻄﺌﻮﻥ ﺍﺧﻄﺎﺀ ﺑﺴﻴﻄﺔ،
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺑﺸﺠﺎﻋﺔ: ﺃﻧﺎ ﺃﺗﺤﻤﻞ
ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺗﻘﺼﻴﺮﻫﻢ!!
ﻭﻟﻌﻠﻨﺎ ﻧﺬﻛﺮ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﺻﻴﺐ ﺑﻔﺸﻞ ﻛﻠﻮﻱ ﻭﺗﺒﺮﻋﺖ ﻟﻪ
ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﻭﺍﺳﺘﺮﺩ ﺻﺤﺘﻪ
ﻭﻋﺎﻓﻴﺘﻪ، ﻭ... ﺷﺒﺎﺑﻪ، ﻓﻜﺎﻓﺄ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺎﻥ
ﺗﺰﻭﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻥ ﺭﻓﻌﺖ ﺩﻋﻮﻯ
ﻗﻀﺎﺋﻴﺔ ﺗﻄﺎﻟﺒﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﺮﺩ ﻛﻠﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺘﻲ
ﺟﻌﻠﺘﻪ ﻓﺤﻼ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ،
ﻭﻧﺸﺮﺕ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻣﺆﺧﺮﺍ ﺣﻜﺎﻳﺔ
ﺭﺍﻋﻲ ﺍﻻﻏﻨﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻘﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﻫﻮ
ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺨﻤﺴﻴﻦ، ﻓﺄﺻﺒﺢ ﻗﻌﻴﺪ
ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺳﻬﺮﺕ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﺣﺘﻪ
ﻭﺗﻮﻟﺖ ﺍﻋﺒﺎﺀ ﺇﻋﺎﺷﺘﻪ، ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ ﺑﻠﻎ
ﺍﻟﺴﺒﻌﻴﻦ ﺍﺟﺮﻳﺖ ﻟﻪ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ
ﺍﺳﺘﺮﺩ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺑﺼﺮﻩ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻭﻝ ﻣﺎ
ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻩ ﺍﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺍﻟﻮﻓﻴﺔ ﺗﻠﻚ
ﻋﺠﻮﺯ ﺷﻜﻠﻬﺎ »ﻳﺴﺪ ﺍﻟﻨﻔﺲ « ﻓﻜﺎﻥ
ﺍﻥ ﻗﺮﺭ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﺗﺴﺘﺄﻫﻞ
ﻧﻈﺮﺍﺕ ﻋﻴﻨﻴﻪ!! ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺹ
ﺗﺴﺎﻋﺪﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ
ﻭﻇﺎﺋﻒ، ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ
ﻟﺪﻳﻬﺎ، ﻭﺗﻔﺎﻭﺽ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ
ﻳﺤﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻭﻁ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺘﻤﻴﺰﺓ،
ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻥ »ﺗﺴﻠﻚ « ﺃﻣﻮﺭﻫﻢ ﺗﻜﺘﺸﻒ
ﺍﻥ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻛﺘﺐ ﺷﻜﻮﻯ ﻳﻘﻮﻝ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻧﻪ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻨﻚ ﺑﺎﻟﺘﺮﻗﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻼﻭﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻠﺘﻬﺎ ﺃﻧﺖ »ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ «
ﻭﻳﻨﺘﺤﺮ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻝ ﺷﺒﺎﺏ
ﺃﻧﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻳﻨﺴﻮﻥ ﺁﺑﺎﺀﻫﻢ ﻭﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻢ
ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺣﺼﻮﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﺎﺋﻒ، ﺭﻏﻢ
ﺍﻧﻬﻢ ﻳﻌﺮﻓﻮﻥ ﻣﺪﻯ ﺣﺎﺟﺔ ﺍﻭﻟﺌﻚ ﺍﻵﺑﺎﺀ
ﻭﺍﻷﻣﻬﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﻮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، ﻭﺣﺘﻰ
ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻬﻢ ﺣﺎﺟﺔ، ﻓﺈﻥ ﻣﺠﺮﺩ
ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺍﻭ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﻭﺍﻟﺪﻳﻪ
ﺣﺎﻣﻼ ﻫﺪﻳﺔ ﺭﻣﺰﻳﺔ، ﻳﻔﺠﺮ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ
ﺍﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺣﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ!! ﻟﻘﺪ
ﺍﺻﺒﺢ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﺳﻠﻌﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻷﻥ
ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ ﺻﺎﺭ ﻳﺤﺒﺬ ﺍﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ
ﺍﻥ ﻳﻌﻄﻲ!! ﺗُﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﻭﺗﺴﺎﻋﺪﻩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻭﻇﻴﻔﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ
ﻫﻤﻪ ﻣﻨﺬ ﺗﻘﺎﺿﻴﻪ ﺃﻭﻝ ﺭﺍﺗﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﺗﺎﺩ
ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﻔﺨﻴﻤﺔ ﻣﺮﺗﺪﻳﺎ ﻣﻼﺑﺲ
ﻓﺨﻴﻤﺔ، ﻭﻣﻄﻠﻴﺎ ﺑﺘﺸﻜﻴﻠﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ ﻭﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺎﺕ، ﻭﻳﺼﺎﺣﺐ
ﻣﻦ ﻳﺤﺴﺒﻬﻢ ﻣﻦ ﺫﻭﻱ »ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ..،«
ﺑﻞ ﻭ »ﻳﺴﺘﻌﺮ « ﻣﻦ ﺑﻴﺖ ﺃﻫﻠﻪ
»ﺍﻟﺘﻌﺒﺎﻥ « ﻓﻼ ﻳﺪﻋﻮ ﺍﺻﺪﻗﺎﺀﻩ ﺇﻻ ﺍﻟﻰ
ﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻤﻄﺎﻋﻢ ﺍﻟﺮﺍﻗﻴﺔ.. ﻭﺭﺍﺗﺐ
ﺍﻟﺒﻨﺖ ﻗﺪ ﻳﻀﻴﻊ ﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺠﺎﺕ
ﺷﺎﻧﻴﻞ ﻭﺍﺳﺘﻲ ﻟﻮﺩﺭ ﻟﻠﺘﺠﻤﻴﻞ.. ﻭﻻ
ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﺍﻧﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻌﺸﺮ
ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻧﻌﺮﻑ ﺍﻥ ﺍﻟﺒﻨﺖ ﺍﻟﻤﻄﻠﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﺣﻴﻖ، ﻣﻦ ﺑﺮﻩ ﻫﻼ ﻫﻼ ﻭﻣﻦ
ﺟﻮﻩ ﻳﺎ ﻟﻠﻬﻮﻝ!
منقول عن موقع النيلين