هنالك مسميات محلية لبعض المناسبات الدينية يختص بها الشعب السوداني الكريم و لا تجد لها مرادف عند كل الشعوب الإسلامية، ومنها العيد الصغير والعيد الكبير أو عيد الخروف وما أدراك ما الخروف، الذي سوف يحرم غالبية الشعب السوداني الكريم من طلته البهية هذا العام وأظن الكل يعرف لماذا استحالة إراقة دماء الخراف هذا العام، والأمر المؤسف أن أحفاد مهيرة الشجعان يصير بهم الحال إلى هذا المستوى من السوء، ويتحكم فيهم قوم يوردونهم هذه الموارد من الذلة والمسكنة وشظف عيش لم يسمعوا به منذ مجاعة سنة سته.
أحفاد عبد الله جماع وعمارة دنقس يصل بهم الحال من البؤس وضيق ذات اليد من أن يفرحوا يوم العيد ببهيمة ينتشون لحمها وهم اللذين كانوا يكرمون الضيف بأكثر من ذبيحة وكيف يرجع بهم الحال إلى أيام الدرت وقد نَتَشَتْ الحكومة كل ما تبقى لهم من لحم وأرهقت كاهل كل من يحاول أن ينتج، بالضرائب والجبايات التي تجعله يعاف نفسه ويصبح عالة على غيره بعد أن كان الساس والراس.
إن الذي جرى ويجري لأحفاد علي دينار الذي وصل كرمه وجوده كل أنحاء السودان بل تعداه إلى الجزيرة العربية، ورغم ذلك يعيش أحفاده بين القتل والتشريد في المعسكرات، واللذين كانوا يصدرون بهائم الأنعام إلى خارج وداخل السودان، لا يستطيعون أن يضحوا هذا العام نسبة لغلاء المواشي وضيق ذات اليد، بعد أن ضيق عليهم أركان النظام الوسيعة وسلطوا عليهم ألوان العذاب.
أما أحفاد عثمان دقنة فلهم الله حيث لا وجيع لهم وكل قادتهم أغروهم بالكراسي التي أنستهم القضية التي خرجوا من أجلها ونسوا أهلهم وانغمسوا في ملذات المدينة تاركين أهلهم وأحبائهم إلى الحياة القاسية، لا يملكون حتى قوت يومهم .
ونجد أحفاد ود حبوبة بعد أن عاشوا العز في كنف مشروع الجزيرة الذي يعتبر أكبر مشروع زراعي في العالم يتركه الاستعمار للسودان، صاروا بلا أرض يزرعونها ولا ضأن يربونه ضمن الدورة الزراعية لمشروع الجزيرة حيث كان المزارع يوفر قوته من الحبوب للعام وقوته اليومي من الخضروات وكل ذلك ضاع وقبل ذلك ضاع أكبر مشروع زراعي في العالم ، وظل ساكن الجزيرة لا يملك ما يفرح به عياله يوم العيد ولو بحمل صغير.
هكذا وصل أهل السودان إلى هذا الحال، وهم اللذين كان يشار لهم بأنهم أهل الخير والعز والكرامة وغنى النفس وكل ذلك ضاع بسبب السياسات الرعناء التي انتهجها المؤتمر الوطني في إدارة البلاد فأضاعوا البلاد وشردوا العباد