بدا صباحا أخر فيك يا روعة المدن خيوط الفجر تتسلل عبر ستائر الغرفة وصوت الازان يسمع من مسجد الراشدين بأسمراء وهو مجمع دينى كبير تدرس فيه علوم الفقه والسنة والقران ويقام فيه احتفال الختمية الكبير بمولد افضل خلق الله سيدنا ونبينا محمد (ص) عليه وسلم .
هذا المجمع شيد على نفقة مولانا السيد على الميرغنى ودلك لتدريس علوم القران والسنة لابناء الطريقة الختمية ولباقى المسلمين ويوجد فى الجانب الخلفى لسوق مصوع الشعبى .
بدأت فى طرد الكسل من جسمى ومقاومة شيطان الدفء فى سريرى الوثير ذو الغطاء الدافئ يدفعنى النداء الروحى لاداء الفريضة .
بعدها بدأت فى لملمة اشيائى المبعثرة فى الغرفة وارتداء ملابسى للخروج يسبقنى الشوق للتسكع فى طرقات المدينة الجميلة ورؤية حسنها وجميلاتها بدأ بسارة موظفة الاستقبال ثم نادلة المقهى المرفق بالنزل ابرهيد ووجها الملائكى الذى يدخل الدقء والفرح للقلوب التى تهوى الجمال فنجان القهوة من يدها له طعم اخر ترتشفه فى تلذذ غريب .افاقنى من هذه اللحظة الحالمة والشرود التلصصى عليها حضور الرائعين يوناس وعدن فحملونى فى عجالة الى حيث ينتظرنا الرائع ود الجاك فى مقهى امبيرو ثم خرجوا بنا متوجهين فى الطريق السفرى لمصوع الذى يتخلل سلسلة من الجبال المكتسية بحلة خضراء محاطة فى خواصرها وفى رؤسها بالاشجار الشوامخ من الكافور والبان الممشوق فى تناسق يحاكى وقفة الجند البواسل . اسفل الطريق ترى اودية متعددة ومسارات طبيعية تمر منها المياه المتساقطة من اعلى الجبال فى موسم الامطار ويلفت نظرك شريط السكة حديد الذى يخترق هذه الاودية والجسور عتد كل مسقط ماء يعترض مسار الخط الحديدى وهنا احدث نفسى بان الاستعمار له ايجابياته ايضا واشارك مرافقى فى هذا الرأى فيصمت لبرهة ثم يوافقنى الرأى.
راء يوناس اعجابى بالمكان وروعته ودعانى لقضاء اجازة اخرى معهم فى اواخر او اوائل مايو للاستمتاع معهم بأكل التوت والفراولة البرئية التى تكسوا كل هذه التلال والاودية وهى بمثابة عيد لاهل اسمرا تكثرفيها الرحلات للعوائل والشباب وينتشرون بينها وداعبنى بان الجمال البشرى يمتزج ويشكل لوحة ابداعية بطعم الفاكهة البرئية فوعدنه بالحضور فى الزمان والمكان .
قرر اصدقائى الرجوع لاسمراء قبل الغروب رغم احتجاجى ورغبتى فى البقاء لرؤية الغروب فى هذا الابداع الرباتى الخلاب.