التغيير قادم قادم!!

التغيير قادم قادم!!
 الحديث الذي أدلي به مهدي ابراهيم القيادي بالحزب الحاكم في ندوة الاستقلال التي نظمها اتحاد شباب ولاية الخرطوم كشف بوضوح عن حقيقة ازمة النظام الداخلية التي تقوم علي الكذب والمراوقة وبعث التطمينات التي لن تتحقق وتعبر بوضوح عن فشل نظام الانقاذ في قيادة البلاد .هذه المرة يؤكدون انهم كانوا يكذبون عندما قال مهدي ابراهيم ( لا نريد ان نكذب ) والان فقط ادركوا أن الشعب مقبل علي ثلاث سنوات عصيبة بعد انفصال الجنوب وذهاب موارد البترول من الموازنة وهم لا يعلمون ان كل سنوات الانقاذ عصيبة علي هذا الشعب .
 الوضع الاقتصادي عبرت عنه الميزانية التي بلغ عجزها اكثر من 30 % من ايراداتها ولا سبيل لاحتواء هذا العجز الا بفرض مزيد من الضرائب رغم نفي فرض ضرائب ورسوم جديدة ولكن ادمانهم الكذب جعلهم يعتقدون اننا نصدق ما يكذبون .قبل تقديم الموازنة كان محافظ البنك المركزي قد ( استجدي ) العرب من حولنا ان يودعوا 4 مليارات دولار تمثل نصف عجزالموازنة لتسيير دفة الوضع الاقتصادي ولم يجد استجابة والعرب يدركون اننا دولة فساد مالي ليصبح الخيار هو القروض الربوية من مؤسسات التمويل الدولية وباسعار فائدة عالية رغم حديث نافع برفضهم أكل الربا.
 الحكومة تدرك جيدا ان خفض الانفاق الحكومي في الصرف علي اجهزة الحكم وخفض المخصصات والامتيازات لن يخرجهم من الازمة فلهذا تراجعوا عن هذا الخيار وعاد الصرف البذخي علي جهاز الدولة الي درجة ان أرجأ البرلمان مناقشة تخفيض مخصصات الدستوريين وازدات مقاعدهم وبالتالي مخصصاتهم .عجز الموازنة يساوي المبلغ المرصود لميزانية الامن والدفاع وبدلا من أن تخفض ارقامها عبر إنهاء بؤر التوتر والاحتقان يزداد الصرف خارج الموازنة عبر الشركات الرمادية بعد اتسعت دائرة المواجهات في الغرب والشرق والنيل الازرق وفي الحدود الجنوبية واركان ىالنظام يطلقون في التصريحات والتهديدات والرعب يتملكهم من غضبة الشعب وفي الذاكرة ما آل اليه بن علي ومبارك ومصير القذافي ( المحبط ).
 الحكومة لا تتحدث مطلقا عن خدمات صحية متدنية وامراض تفتك بالمواطنين وارتفاع اسعار الدواء والعلاج ولا حديث عن التعليم الذي تدهور وانهار واصبح للقادرين عليه فقط ولا حديث عن توفر الاحتياجات الاساسية من مياه الشرب النظيفة والسكن الادمي والمواطن اصبح كل همه الحصول علي وجبة في اليوم له ولعياله وتراكم هذه الاحتياجات في ظل عجز الدولة عن توفيرها سوف ستصبح وقود الانفجار والثورة القادمة التي لن يوقف زحفها وانتشارها الاستراتيجية الامنية المتمثلة في آلية الكبت والارهاب والتعذيب والقتل والترويع ولن يجد الشعب أمامه من مخرج سوي ترديد شعار مليون شهيد فداء التغيير لانه من لم يمت بالسيف مات بغيره ولن يفقد العبيد سوي اغلالهم .