--------------------------------------------------------------------------------
واشنطن - حنان البدري:
كشف خبير أمريكي في شؤون الطاقة ل “الخليج” عن وجود خطة جديدة تستهدف الاستحواذ على المزيد من نفط السودان الشمالي، بعدما اكتشف مؤخراً أن الحدود التي جرى ترسيمها قبل انفصال الجنوب تؤمن جغرافياً امتداداً طبيعياً بعرض الشمال وحتى جنوب دارفور لحقول النفط تحت الأرض لمصلحة الشمال، وجود مخزون نفطي ضخم أكبر بكثير مما كانت أوضحته الدراسات الأولية داخل حدود الشمال، وبشكل لا يمكن بمقتضاه سحبه جنوباً، كما أن الشمال لديه كمية احتياطي أكبر مما توقعته أبحاث وتقارير أمريكية في السابق أهمها استكشافات “شيفرون” منذ سنوات .
الأخطر، حسب الخبير، أن هناك خطة بدأ تفعيلها منذ فترة وجيزة تفتعل بموجبها جنوب السودان مشاكل مع السودان تؤدي حتماً إلى حرب ومواجهات حسب تقارير توقعات تراهن على ضعف حكومة البشير في التعاطي مع الأزمة، لافتاً إلى أن المطلوب حالياً اشغال الشمال في صراع حتى العام 2017 على الأقل، ريثما يتم الانتهاء مبدئياً من مشروع خط نقل النفط الجنوبي جنوباً وهو المشروع الذي رفضه الزعيم الجنوبي الراحل جون قرنق عندما عرضه عليه رجل أعمال ألماني . وأفاد الخبير أن مشروع مد خط أنابيب تم استبعاده لتكلفته الباهظة، إلا أن المشروع الحالي، أي النقل عبر خط سكك حديدية، ستنفذه شركة “تيسون كروب” وهي شركة الرجل الألماني نفسها، بالاشتراك مع شركة غامضة الهوية اسمها “اير لوجيستيك” وشركة هندسية روسية وهي موس “متروستروي”، وأن العمل الهندسي بدأ فور توقيع العقود في أكتوبر/ تشرين الأول 2010 .
وكشف الخبير عن قيام الأجهزة الأمريكية بالاستفسار عن هوية شركة “إير لوجيستيك” في برقية أرسلت للسفارة الأمريكية بلندن أواخر العام 2007 وأن الرد جاء في العام ،2008 وشمل معلومات غير كافية حول نشاط هذه الشركة في جنوب إفريقيا، وأن مؤسسيها سبعة رجال أعمال يصفون أنفسهم بأنهم متقاعدون ناجحون لديهم خبرة في صناعات الدفاع والنفط والاستثمار في مشاريع بالدول النامية بهدف تحسين الظروف المحلية لسكان هذه الدول .
وعندما سألت الخبير عما إذا كان هؤلاء على علاقة ب”إسرائيل” رفض التعليق، وطلب مني قراءة ما بين سطور زيارة رئيس جنوب السودان مؤخراً ل”إسرائيل” .
وعن تفاصيل المشروع الجديد لنقل نفط جنوب السودان، قال المصدر “دعيني أوضح لك أولا أن تهديدات جنوب السودان أو اقدامه على وقف ضخ التصدير النفطي شمالا أمر غير جدي وليس سوى إحدى مناوشات الغرض منها إحداث الاضطراب المطلوب ومن ثم المواجهة لأن مشروع تصدير النفط جنوباً سيستغرق في رأيي ليس خمس سنوات كما هو مفترض بل ثماني على أقل تقدير، كما تم مؤخراً توسيعه ليصبح كما أسميه شخصياً “مشروع خط التهام الثروة”، فالخط سيبدأ من جوبا ثم يقطع الحدود مع أوغندا ويصل إلى جولو الأوغندية وهناك في تلك البلدة يوجد خط سكة حديدية قديمة ومتهالكة سيتم تحديثها، ومنها سينقل النفط عبر كينيا وتحديداً إلى مومباسا على المحيط، وكنا نفكر في السابق أن تكون دار السلام بتنزانيا هي مرفأ التصدير إلا أن الخطة عدلت بمد خط السكة الحديدية من جولو بأوغندا إلى العاصمة كمبالا ومنها إلى مالابا ثم مومباسا، أي توسيع الخط يمر بجمهورية الكونغو، وحيث ستقفز تكلفة مد خط السكة الحديدية لوعورة المنطقة الجبلية التي يمر بها وسيبلغ اجمالي طول هذا المشروع 1750 كيلومتراً، التكلفة على الورق أي التشجيعية نحو 5 .5 مليار دولار لكن المتوقعة ألا تقل عن 9 مليارات . وعن إمكان تفادي دخول السودان في معترك مواجهة دموية جديدة، أشار الخبير إلى أنه يتوقع مواجهات دموية ومنطقة تستقطب فيها المرتزقة لاتمام المشروع، معتبراً أن وصول “ربيع عربي” إلى السودان سيكون بمنزلة الصخرة التي ستحطم “متجر الخزف” أي الثروة النفطية، الذي استحوذت عليها الشركات النفطية الغربية وكلفها الطريق إليه جهداً طويلاً وتقسيماً لدوله .
جريدة الخليج الأماراتية 28-1-2012