(( أحبتنا الأفاضل .. أسعد الله أوقاتكم.. واسمحوا لي قبل البدء بمقالة اليوم بتوجيه شكري وعرفاني للأخوة بصحيفة حريات الذين سأظل أكرر شكري لهم على وقفتهم الكريمة معي وإتاحتهم مساحة غالية لنعرض عبرها وفيها هذه القضية الهامة جداً والخطيرة جداً، بعدما تخاذلت العديد من الصحف والأقلام والمنتديات عن عرض القضية رغم ما عرضناه من أدلة وبراهين رأيتم بعضها المرة السابقة وسترون الآن جزءاً وسترون تباعاً ما يندي له الجبين.. لذلك كان لزاماً توجيه الشكر لحريات في كل حلقة وفي كل الأوقات.
الدكتور عبد الله حسن أحمد البشير (لواء الجيش وشقيق الرئيس) رجل يرتقي لمستوى الوصف بأنه التجاوز بعينه.. وعلاقته بالهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي – للحقيقة – لم تبدأ مع رئيسها الحالي وإنما بدأت منذ عهد رئيس الهيئة السابق عبد الكريم العامري (إماراتي الجنسية أيضاً)، حيث ساهم عبد الله البشير – منتهزاً علاقة القرابة والأخوة التي تربطه بأمير المؤمنين عمر البشير كشقيق أصغر له – في إخفاء التجاوزات التي تمت في حق السودانيين بل وشرفهم من قبل العامري ومن معه، مع إقرارنا بأن ما ارتكبه العامري في البلد وإن كان كبيراً، فإنه لا يصل بأية حال لما فعله رئيس الهيئة السيد/علي سعيد الشرهان. فالعامري مشاكله كانت تجاوزات إدارية ومخالفات اخلاقية والتي من أبرزها الموقف التافه والقذر في حق إحدى السودانيات (ر.س) والتي كانت تعمل كمساعد باحث بوحدة البحوث التطبيقية في الهيئة ، وقد وقع الحدث إبان ملتقى شركات الهيئة العربية الذي أقامته الهيئة في القاهرة عام 2000، وحينما أبدت المذكورة رفضها (أشرنا لحروفها الأولى فقط للسترة) وأبت نفسها الشريفة والأبية كافة المغريات مع وقوف بعض السودانيين الأحرار معها من منتسبي الهيئة ، ما كان من العامري إلا وأنهى خدماتها هي ومن آزرها في مصر.
وحينما أتت المذكورة إلى السودان ورفعت دعوى قضائية ضد الهيئة – هي ومن معها – بسبب الفصل التعسفي مع الإشارة للأسباب الحقيقية – وفي ضوء الأدلة القوية ممثلة في الشهود وعدم إمكانية إنقاذ العامري – قام الدكتور عبد الله حسن أحمد البشير (اللواء في الجيش السوداني أو ما كان يوصف بعرين العزة والكرامة) قام الدكتور عبد الله بسحب ملف القضية بواسطة النائب العام وأرهب كل من يقترب من هذا الملف أو فتحه مرة ثانية وذلك إرضاءً للعامري وظلماً لابنة بلده!! وبالطبع كان هناك مقابل لقاء ذلك والكل يعرف ما أخذه الدكتور عبد الله البشير من الهيئة (هو وزوجته نور الهدي) لواء الشرطة المزعومة وما مدارس نور الهدى ببعيدة فمن أين لهم بتكاليف بنائها وتعميرها لتصل إلى هذا المستوى؟! وعلى سبيل المثال لا الحصر أخذ الدكتور عبد الله البشير عدد أربعة سيارات لاندكروزر (بحجة إحلال وتجديد) مع أنها سيارات شبه جديدة كانت تملكها الهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي بالإضافة إلى أربعة حافلات ركاب (سعة 15 راكب) وسيارتين مرسيدس وخمسة سيارات تويوتا (كامري) وما خفي أعظم!
ولم تقتصر خدمات الدكتور عبد الله البشير على قضية الآنسة (ر.س) وإنما شملت أيضاً القضايا التي رفعها العاملون بالأبحاث وإدارة المشروعات وشركات الهيئة (الزيوت، الدجاج، الخضر والفاكهة، النشا والجلوكوز) فجميعهم أصابتهم خيبة الأمل بفعل عبد الله البشير!!!
ظننا – وإن بعض الظن ليس إثم – بأن علاقة الدكتور عبد الله البشير ستقتصر على العامري فقط وعقب رحيله سيغيب ولكن هيهات، فالرجل يعرف من أين تؤكل الكتوف ولو على حساب كرامة بلده وعرزة أهلها وأثداء نسائها..! فهاهو يتقرب للسيد/علي سعيد الشرهان منذ استلامه مهامه رئيساً للهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي بنهاية عام 2008، ودونكم سادتنا ما سترونه مرفقاً من قرارات إدارية أصدرها رئيس الهيئة لصالح السيد/عبد الله حسن أحمد البشير وزوجته من تذاكر سفر ومبالغ إكرامية (مع ملاحظة عدم وجود أي رابط للدكتور عبد الله البشير أو زوجته بل وحتى رئيس الجمهروية شقيقه الأكبر بالهيئة التي تعمل في الزراعة).
لن أكتب كثيراً سندعوكم فقط للنظر في القرارات المرفقة والتفكر في أسباب إصدارها ومبرراتها؟ وما علاقة لواءات بالجيش والشرطة بعمل هذه الهيئة العاملة في الزراعة؟ ثم الربط بين ذلك وبين الصمت الحكومي الرسمي على تجاوزات السيد/علي سعيد الشرهان رئيس الهيئة في خنق السودان والاستثمار الزراعي القائم فيه وتشريد السودانيين العاملين في هذه المشروعات وعدم تقدم أي قضية ترفع ضده.
دعوتنا لأمير المؤمنين المؤتمن على السودان وأهله المشير عمر البشير.. ماذا أنت فاعل مع شقيقك ؟ نرجوك يا فخامة المشير أن تسأل أخوك : ما الذي قدمته أنت وزوجتك ليفعل لك السيد/الشرهان ما فعل؟ ولماذا يمنحكما هذه المزايا؟ بل وما هي علاقتكما بالهيئة؟ ولماذا أصلاً هذه العلاقة بهيئة زراعية لا تربطكما بها صلة؟ وكيف سمحا لنفسيهما وهما بالازياء الرسمية لأشرف قطاع في البلد بأن يتصورا معه في إشارة واضحة لأشياء نستحي من كتابتها وذكرها؟ لقد أعلنتم فخامة المشير وملأتم الدنيا ضجيجاً عن مكافحة الفساد.. فماذا أنت فاعل بشقيقك وزوجته ؟)) حريات