حوار سابق فى صحيفة الاهرام اليوم مع القيادي د . امين حسن عمر . رئيس قطاع
الفكر والثقافة ب (الوطني )
{ هناك حديث عن تمدد للسلفيين على حساب الحركة الإسلامية،
ما حقيقة أن يكون مرده ما ذكرت من قصور؟
- ليست هناك حسابات أو رصيد بنكي يسحب منه الطرف الآخر، وليس صحيحا
أن الحركة السلفية تتقدم على حساب الحركة الإسلامية، والحركة السلفية نفسها
لا يمكن فرزها بسهولة من الحركة الإسلامية ولهما مشتركات كثيرة بالفكر، وهناك
سلفيون داخل الحركة الإسلامية، وهي تؤثر في السلفيين لذلك توجد تيارات مختلفة
داخل السلفيين، لذلك لا يمكن الفصل الحاد، وهذا الأمر يصدر أيضا من تيارات صوفية
فهناك تأثير كبير للتيارات الصوفية داخل الحركة الإسلامية وتأثير للحركة على التيارات الصوفية، صحيح أن السلفيين نشطوا وفي منابر تقليدية لم يكن تسمع فيها أصوات غير
أصوات الإسلاميين، وأنا لا أحسد أحدا على نشاطه ولكن ينبغي أن ينشط الآخرون،
والبعض يقول إن الحركة السلفية تنشط لأنها من وراء الحدود تأتيها موارد ودعم بالأفكار والكتب والأموال لذلك تتقدم، وأنا لا أرى عيبا أن يكون هناك تناصح فكري بين الجماعات الفكرية لأن هناك فرقا بين التناظر السياسي والتناظر الفكري وإلا ستموت حركة الفكر
إن حولناها إلى حركة قطرية أي فكر سوداني وفكر مصري وفكر عراقي وفكر سوري وفكر إندونيسي، وطبيعة الفكر أنه لا يعرف الحدود وإذا نشأت حركة إسلامية في أمريكا
تريد أن تمدنا بأفكارها ومبادراتها سنكون سعداء بهذا، وكذلك إن كانت تريد دعم فكرنا
ونشرنا، وهذه ليست حجة كافية لتبرير نشاط السلفيين، فالسلفيون نشطون لأنهم نشطون والآخرون ينبغي أن ينشطوا وأن يقارعوهم الحجة بالحجة إن رأوا أن ما يطرحونه غير
صائب، فقط على الحركة السلفية أن تعمل على نبذ التطرف والتشدد لأنهما سيؤديان إلى تفتيتها من الداخل، لأنه ما من تشدد إلا وهناك تشدد أكثر منه وما من تطرف إلا وهناك
تطرف أكثر منه، وهناك تيارات رأيناها متطرفة رأتها تيارات من داخلها أنها كافرة إلى درجة الاعتداء عليها بالسلاح، والحركة الصوفية في السودان نفسها هي لم تنتظم في تنظيمات إنما في تيارات وطرق هي أيضا في الآونة الأخيرة شهدت اهتماما من مشائخها بالخطاب
العام والنشر وصحيح أنه لا يرقى إلى مستوى نشاط السلفيين ولكنه ظاهر وبدأ يتحرك وينبغي أن يشجع وينبغي أن تشجع كل تيارات المجتمع على البروز في الساحة الفكرية، والفكر للفكر مثل المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى.