حوار سابق فى صحيفة الاهرام اليوم مع القيادي د . امين حسن عمر
. رئيس قطاع
الفكر والثقافة ب (الوطني ){ ألا يوجد طرح فكري مرن لاستقطاب
المجموعات السلفية داخل الحركة الإسلامية؟- هي أصلا موجودة.
{ موجودة كأفراد، ماذا عن تنظيمها؟ ففي بعض البلدان الحركات الإسلامية
تنفي وجود السلفيين؟- هناك فرق بين الاعتراف القانوني والاعتراف بالواقع الاجتماعي،
لا تستطيع أن تمنع السلفية أو الصوفية بقانون كما يحدث في بعض البلدان،
بعض البلدان تمنع الصوفية، وأخرى تمنع السلفية، وهذا لم يمنع وجودهما، في
الواقع هذه الأمور تناقش بتنشيط حركة الفكر وتوسيع منابره ليس أكثر ولا أقل.
{ لا أقصد المنع بالقوانين، أقصد مقدرة الحركة الإسلامية على وضع إستراتيجية
لتكون معادلا موضوعيا للحركات السلفية والمساحات المتمددة فيها، وهل هي
أصلا مساحات فراغ خلفتها الحركة الإسلامية؟
- طرحك للحركة الإسلامية وكأنها تنظيم ماركسي وكتلة لها نظرية جامدة تريد
أن تغزو بها، نحن نعتقد أن الحركة الإسلامية تيار فكري اجتماعي موجود متنوع
حتى داخل الحركة في كثير من التوجهات والتقديرات، وصحيح أنه يتفق على
المقاصد الكلية والمبادئ، وإذا حدثت نهضة ثقافية فكرية واسعة في المجتمع
لن نجد حاجة لوجود حركة إسلامية (ليه نعمل حركة إسلامية)، لأن الحركة
هي محاولة لتنشيط اتجاهات الفكر والأصالة في المجتمع، إذا نشطت هذه
الاتجاهات ستتحول الحركة إلى مجرد مجموعة ضغط لمصلحة أشخاصها لأنه أية
جماعة تستنفد أغراضها في تحقيق أهدافها واستمر وجودها سيبرر بأغراض
أخرى، نحن نعتقد أن الحركة الإسلامية حركة تاريخية نشأت لأسباب تاريخية
وستنتهي لأسباب تاريخية هي ليست جزءا من المؤسسات التي أقيمت لأن
الدين أمر بأن تقام، والدين أمر بإقامة جماعة واحدة هي جماعة المسلمين،
لتعيد للإسلام سيرته الأولى، إذا تحقق هذا ونرجو أن يتحقق بدرجة واسعة
ستتحول هذه الحركات إلى أغراض إصلاحية جزئية فقط وليست كلية، وهذا ب
دأ الآن، ونرى حركة وعي بالإسلام واسعة جدا في المجتمعات مثل مصر وتركيا
وسوريا، وكثير من السلفيين يقيسون انتشار الإسلام بزي المرأة، ففي سوريا
أو مصر هل النساء الملتزمات ملتزمات لأنهن أخوات مسلمات أو كذا؟ لا، بل لأن
هذا الاتجاه العام في المجتمع وهذا مؤشر واحد، فامتلاء المساجد بالشباب
مؤشر ثان والتزام الناس بالخلق الحسن وانتفاء العبارة البذيئة من الأسماع في
الأسواق كلها دلالة على أن المجتمع يتحرك نحو الأفضل وإذا بلغ المجتمع شأوا
معينا من التحول نحو الأفضل لا تستطيع هذه الجماعات أن تقول نحن نريد قيادتكم
إلى الخير، وأحيانا يكون المجتمع سبق هذه الجماعات نفسها إلى الخير وتركها
في المؤخرة.