حوار سابق فى صحيفة الاهرام اليوم مع القيادي د . امين حسن عمر . رئيس قطاع
الفكر والثقافة ب (الوطني )
{ الشاهد أن نشاط السلفيين صاحبه كثير من ظواهر العنف؟- هي ظواهر تشدد وتطرف وليست ظواهر فكر، هذه ظواهر انحراف سلوكي وانغلاق
ذهني، ليس هذا دليلا على الانفتاح، والذي يتحدث علنا سيناقش علنا، والذي
لا يتحدث سيتطرف بناء على قناعات دون مناقشتها وينبغي أن يكون الاتجاه السلفي
هو أول من ينشط لمواجهة التطرف، وأنا أحمد لمشائخ مثل الشيخ عبد الحي
نشاطهم ونشرهم لأفكار ضد الغلو والتشدد، وأنا لست ميالا لاعتماد هذه التصنيفات
بصورة صارمة، أي أن السلفية ليست نقيضا للصوفية، فهناك صوفيون سلفيون ومحا
ولة بناء حائط بين الصوفية والسلفيين هي من باب التحزب الفكري ليس أكثر، وصحيح
أن هناك تيارات صوفية لها رؤى أحيانا أقرب إلى الفكر الباطني، ولكنني لا أرى مثل
هذه التيارات موجودة في السودان الآن، وكانت الحركة الجمهورية في وقت من
الأوقات تمثل واحدة منها، وهناك طريقة أخرى لا أريد أن أسميها تعرفها كل الطرق
الصوفية وتراها أنها باطنية وتعتزلها نوعا ما، وهي موجودة الآن في السودان لكنها
ليست واسعة الانتشار ولا كبيرة الأثر.
{ هل يمكن أن تسميها لنا؟
- لا أسميها.
{ المؤتمر الوطني متهم بأنه في فترة معينة ولحسابات سياسية قرّب السلفيين؟
- ليس صحيحا لأن غالبية أعضاء المؤتمر الوطني أقرب إلى الصوفية من السلفيين،
وليس في هذا شك، لأنهم أصلا جزء من هذا المجتمع ومعروف أن غالبيته من أهل
التصوف، أما طريقة التفكير وتطوره وأخذ مناح تعتمد أكثر على الدليل من الكتاب
والسنة أكثر من أقوال الشيوخ؛ هذا تطور طبيعي للفكر وهو ليس تطورا موجودا في
الحركة الإسلامية وحدها، بل موجود في جماعات صوفية كثيرة وإن شئت اقرأي
كتابات الشيخ حسن الفاتح، أو استمعي لكثير من مشائخ الصوفية الذين يتحدثون
الآن،
في الماضي كانت أقوال الشيوخ هي المرجعية حتى إنها أحيانا تحجب الكتاب
والسنة لأنها تعتبر الدرج الذي يبلغك الكتاب والسنة، وهناك تطور كبير في الفكر
الصوفي ولكن عندما تحدث خصومات فكرية وخصومات سياسية الفرقاء لا يبصرون
هذه التطورات وهذا التطور حدث حتى في الحركة الحزبية في السودان، وصحيح
أنها شهدت تراجعا وتفتت ولكن من ناحية التصورات والقناعات أعتقد أن كل الأحزاب
تطورت في منهجها لتحسين الحياة في المجتمع أفضل مما كان في الماضي.