[color=red]
ما أقسى أن تتحدَث عن رائع ومبدع دخل الوجدان عبر الكلمة التى تعبر عن الإنسان والإنسانية وشخص عزيز بصيغة الماضي !
وما أصعب أن تستعرض مآثر وخصال رجل توفاه الله ولكنه حييَ فى وجداننا بتلك الشخصية التى عاشت بيننا هو حمُـــــــــــــيد ناكر للذات نذر حياته للآخرين ومقت كل تقديس أو تحنيط للأفكار أو للأفراد أياً كان شأنهم .
فحمـــــــــيد ولد فى منتصف القرن الماضى بمنطقة نورى ولد ليس فى قصر والى ان مات منزله بنورى ليست بقصر وانا ليست بناقل حديث عن هذه التفاصيل ولكن عايشتها حين كنت فى زيارة اجتماعية للراحل المقيم حمـــــيد بمنزله المكلوم ومازوم مازوم بنورى وانا طالب بالجامعة وكانت حينها الزيارة اليه بها شئ من المجازفة إن صح التعبير وذلك لحضوره ايضا لعزاء بمنزله ودخوله بصعوبة المهم كانت جلسة عصرية معة بديوانه المتواضع وتناولنا معه وجبة الغداء بما رزقهم الله وكوب شاى لم ادرى ان الشاى له مفعول قوى الا بمنزل حميــــــد وحين خروجنا انا وصديقى عثمان عمر _ شندى- اردنا ان ناخذ صورة تجمعنا سويا ولكنه اعتزر بمبدا انه يخاف علينا من ان تفهم مغلوطة و و و و ولكن اخذنا صورة انا وعثمان واحد اقرباء الراحل حمــــــــــيد يلقب بالجكنون ولكننا غمرنا بترف الفهم والادب والفن من الراحل حين كان يتحدث معنا بكل اريحيه وتبسم وسالنى عن اسرة المرحوم مصطفى سيد احمد وعن تفاصيل عديدة
ان ميلاد شخص قاااامة مثل المبدع حميـــــــــد معلناً عن ميلاد فكرة وفن يحمل معاناة هذا الشعب المغلوب على امره منذ ان كنا حضارة كوش والى قوش وشتان مابين الحقبتين . كان رجلا بسيطا ودودا زاهدا متواضعا . لم يطمح في حياته لكسب مال أو جاه أو منصب , وقنع منها ببسمة طفلة وتفتَح وردة وترنيمة عصفور . كانت الحياة في تفاصيلها الصغيرة مثل بس يا ام الحسن طقهن آب يفيد وإن طقن زمن وإن طق الزمن لازمك توب جديد , هذه جزئية تفاصيل ولكن تمثل شغفه الكبير . وكان بإحساسه المرهف يجول في ثنايا تلك التفاصيل ويستجلي من أدقها أسرار وحدة الوجود وعظمته وجماله.
وكان على تواضعه ووداعته صلبا شديدا المراس في الحق . لا يخاف فيه لومة لائم , يقاوم الظلم ولا يقبل الإهانة . فلم يهن ولم يحن رأسه لكائن من كان . وقد عانى جراء ذلك الكثير في حياته العامة والخاصة و المهنية , ولكنه واجه كل أشكال المضايقات و التعسَف والتهميش بجلد كبير . فعاش عزيزا ومات كريما.
وكان مناضلا تقدميا ووطنيا شريفا من خيرة ما أنجبت حركة الصراع الفكرى بين السياسى والمثقف. فقد كان يرفض " منطق " الصفقات والمساومات وأنصاف الحلول
طيلة عقود وكانت البوصلة الوحيدة التي تقوده هي الانحياز الكلي والمطلق وآللا مشروط لأبناء شعبه والمسحوقين ولحقًهم في الكرامة والحرية والسيادة .وهي الثبات على الوفاء لقيم الحياة الكريمة في تحديث المجتمع وتحريره من كافة أشكال التخلف و الاستغلال و التبعية.وهي الوقوف ضد التيًار في زمن المتاجرة بالمبادئ و الارتداد والانزياح المريع نحو الترويج لقيم السوق
الرأسالمالية " و.
أعترف أنني مازلت لحدَ هده اللحظة مذهولا وغير مصدَق أن الموت اختطفك من بيننا , إن مصاب فقدك عظيم .غير أن المآثر الجليلة التي تحلَيت بها . والارث المهووووول الذى خلفته ورائك من شعر والقيم النبيلة التي ناضلت من أجلها. والنضالات الشريفة التي خضتها تذكَرنا وتؤكد لنا حين نستحضرها , أنك أعطيت بما قدمته وبما رمزت له , معنى فعليا وإيجابيا للوجود
عم عبد الرحيم
يا كم من بشر
عم عبد الرحيم
يا كم من بشر
صحى الموت سلام
ما يغشاك شر
صح فى الموت سلام
ما يغشاك شر
وبمناسبة عيد الام
وطنى ولا ملى بطنى
سكاتى ولا الكلام النّى
بليلتى ولا ضبايح طى
قليلتى ولا كُتُرْ سمّى
سلام يا أمّى
سلام لا هكمى .. لا دكْمى
شئ آخير
خوفي من تلحق رفيقك
يا بريق نجم الحيارى
وإنت لا نّور طريقك
لا شرق فجر السهارى
من زمن يا صحوة طلعك
غصة في حلق الصحارى
حتى شال النمة فرعك
دودى زي وهج البشارة
قلنا يا سعد المواسم
عودك المليان جسارة
عودك الفجري المصادم
بالبصيرات والبصارى
مستحيل يرضخ يساوم
مهما كان الريح حصارا
يفضل النخل البقاوم
في السقوط نخل الفقارى
يااندلاع صوت الغفاري
في حلق دغش الغلابا
لو خريفك تاني يطرح
آهـ يا اخر سحابة
لمايا شرف المواكب
يبقى هم الناس إمارة
تندحر كل المناصب
ينكسر كرسي {الوزراة}
موضوع: حمــــــــــــيد السودان 
الأربعاء 21 مارس 2012 - 15:24
