إن قصة غنم السوق هي قصة قديمة منذ أمد بعيدفلهذه الأغنام حكاية نتناولها غنماية غنمايه سوف نتناولها ونتداولها
لان لها الكثير
من المواقف التراجيديا والكوميديا
ونبدأ حكاية هذه الأغنام التي تناسلت من صلب ( تيس ود حميد ) أشهر التيوس علي نطاق القارة .. لأنه كان تيسياً استثنائيا فريداً من نوعه فهذا التيس يتميز بضخامة جسمانية مدهشة وتحتويه كمية غزيرة من الصوف فإنها تغطي منطقة رقبته وينصب في وقفته ومشيته التي تشابه مشيه الأسد .. فأكثر ما يميز هذا التيس غير ضخامة جسمه ورائحة النتنة . إنه كان لا يشرب إلا مياه من الحنفية يفتحها بفمه وإنه يشرب موية الباسطة والعسل لان صاحبه هو الحاج عثمان ود حميد أول حلواني من أشتهر بصنع الباسطة في الحصاحيصا لذلك أطلق إسم التيس علي صاحبة فلقد كان يعتني به كثيراً فإن غذاءه أغلبه من البسبوسة والباسطة لا آدري إن كان يشرب معاها حليب لان أهل الحصاحيصا تعودوا علي تناول البسبوسة والباسطة واللاتي لا تتوفقان إلا مع زجاجة الحليب البارد.ويقال أن هذا التيس يرجع إلي أصول فارسية أو تركية
خرجت غنم السوق هي مجموعة من أغنام الأحياء اللصيقة للسوق فمنها ( الحلة التحت ) أو الحي الشرقي ( والحلة الفوق ) الحي الأوسط والسكة حديد وحتي أغنام حي الإشلاق والمايقوما ولانها تجاور السوق وإشتهرت بالشراسة والعنف
إن الأغنام شكلت مجموعه مع بعضها لها خاصيتها وميزاتها وتوافقها الخاص فهي تسعى مع بعضها البعض وترعى مع بعضها فليس لهذه الأغنام راعي يرعى حماها ويحدد لها مكان مرعاها ويؤمن لها غذاءها وسقياها فلكن منذ أن قمنا وجدنا إن الأغنام تدير نفسها بنفسها وهي التي تحدد وجهتها كأنها كتيبة أو فيلق يتبع لقوات مقاتلة فإنها تسير في مجموعة
وتبدأ الهجوم علي أطراف السوق تبدأ من ملجة الخضار فتقضي علي أكوام الطماطم والخضرة والعجور وأي كوم مطرف تهجم علية فتتم المطاردة من قبل التجار فإنها تتراجع حينا وثم تهجم حيناً آخر بمجموعات آخرى
ثم بعد الملجة التي أجهزت علي خضارها وتتجه ناحية أصحاب المطاعم لتتناول من الرغيف والفول والسمك حقيقة أن أغلب هذه الأغنام تأكل الأسماك واللحوم والباسطة فلقد قضت هذه الأغنام علي ( حله كمونية ) وحلة ( فاصوليا ) فلم تبقي من الحلة إلا العضام فصاحت المراة صاحبة المطعم يا أخوانا ديل غنم مهجنات بكلاب ولا شنو
فتبدأ مرحلة آخري من الهجوم فمنه الهجوم علي أصحاب الطبالي فتبدأ بخطف السكر والبسكويت ومن ثم الهجوم علي باعة قصب السكر والعنكوليب والسوق كله يصيح تك أش تك إش تك ياغنماية يتكك
( البلا ) وفي آخر المطاف تنزوي الأغنام في ركن زوي عندما ينتصف النهار وهي التي تقضي سحابة نهارها في السوق
وآخر الهجوم تصورا هو الهجوم علي الصحف اليومية ولا تختار إلا الصحف السياسية المعروضة علي الترابيز وعندما يحل المساء تذهب الأغنام في مواعيد الحليب والذي عادة ما يتم في أطراف السوق وبعضها يحلب في المنازل ومن ثم يبدأ الدوام الليلي حيث أن الأغنام تذهب إلي الحلوانية وأهل المرطبات والفواكه لزوم التحلية وكده وحتى الأشجار والأزهار والشتول المعروضة في السوق لم تسلم من إذاها وعندما ينتصف الليل تبقى بعض الأغنام للمبيت في
]تصورا إنها تنام في أعلي البنايات ومكاتب المحاميين والبنوك المحروسة بالشرطة لعلها تريد أن تأمن سلامتها والجوانب القانونية وبعضها ينام في أشجار المحكمة وتحت اشجار مكتب رئاسة الشرطة بالمدينة قشة ما تعتر ليك ولا (ركشة) تسرقها لان سرقة الأغنام في المدينة تسرق يواسطة الركشات وبعضها يسرق بواسطة لصوص الأغنام وعندما كان بنطون رفاعة هو العابر للوصل بين الضفتين ولم يكن للكبري إلا نسياً منسياً .
حاول أحد لصوص الأغنام سرقة غنماية ماشاء الله ضرعها ملان وحامل وتبعها 4 سخلات إستطاع اللص أن يخرج بها من نطاق السوق ويعبر السكة حديد متوجهاً إلي البنطون و لا يدري المسكين إنه يعبر نطاق أصحاب الغنم الجغرافي ويتعدى علي مياههم الغنمية أقصد الإقليمية متوجهاً بالغنماية المنهوبه إلي مياه النيل الأزرق ولكنة لم يلبث إلا قليلاً حيث تبعته جحافل من الاغنام وقد لا حظ أهل الأغنام أغنامهم وحلالهم وثرواتهم الحيوانية تسلب جهاراً نهاراً وذلك الشخص يسوقها أمامه بعصاية وقبل أن يعبر الشارع الرئيسي في الأسفلت شارع الخرطوم مدني وجد ان أهل الغنم وأهل الحي خرجوا عن بكرة أبيهم أطفالهم ونسائهم وهم يسيرون خلف السارق الذي تم قبضة بالثابتة والذي حاول الهرب لكنة لم يستطيع لان رجال الشرطة كانوا متواجدين بالقرب من البنطون فسيروه إلي المركز وتبعته المئات من الأغنام والمواطنين لقد كان ينوي سرقة غنماية واحدة ولكن جنحته أصبحت سرقة أكثر من مائة غنماية نسبة لتضامن تجمع أغنام السوق مع كل غنماية أو تيس مسروق لذلك لن يحاول أحد المساس بهذه الأغنام لذلك ذاد عددها وإرتفعت نسبتها فأصبحت جحافل في وسط وأطراف السوق وحتى السلطات لم تستطيع الإنتصار عليها
ولذلك عندما اصدر المعتمد بالحصاحيصا أمر بمنع أي حيوان مشرد في السوق ويعني الأغنام بالذات فأعد قواته وعرباته لحمل الغنم الشاردة التي لم تاكلها الذئاب وعندما تم حمل الأغنام في عربة لوري الشرطة أحتشدت النساء والاطفال والرجال وركبوا مع أغنامهم رافضيين لقرار حبس الغنم في زريبة الهوامل ولقد تم حبس أهل الأغنام حتى تم إصدار عقوبات بإعتراضهم علي الأمر وتم إطلاق سراح الغنم ولكن إعتقال لأهالي وحبسهم دون جريرة حرك المياه الراكدة وحرك الرأي العام وذاد من تأليب الناس ضد الحكومة وقبل أن تشتعل شرارة ثورة الأغنام الحيوانية أو ثروتها فطن المعتمد إلي فداحة الأمر وخطورته وعواقبه الوخيمة التي تطيح به من الحكم بسبب غنماية فأمر بإخلاء السجون والمعتقلات من أصحاب الثورات الحيوانية ( ولحس ) المعتمد قراره فإنتصرت أغنام السوق وعادت لسيرتها الأولى ومواصلة مشاوير البحث عن المتاعب
وبدأت تستعرض قوتها في السوق أول ردة فعل لهذا الأغنام إنها هجمت علي أشجار المحلية وذلك بعد إعتلاءها لعربات المسؤلين وأكلت في ذلك اليوم كمية من الصحف السيارة خاصة بالصحف السياسية ويقال والعهد علي الراوي إنه أقيم حفل شاي في إحدى المنازل التي يمتلك أصحابها أغنام من غنم السوق وعندما حضر الضيوف لحفل الشاي ثم صب الشاي وصب اللبن الحليب علية وشعر أحد الضيوف في كوبة إنها هنالك ثمة ورقة من صحيفة تخرج من ثنايا اللبن عندما حرك الكوب بالملعقة وبدأت ورقة الصحف تظهر رويداً رويدا فحملها الضيف وإكتشف أنها صفحة من صحيفة يومية فخرجت مع لبن الغنم فكان مكتوب عليها (البشير اليوم إلي كوستي) خرجت حروف الصحف وأوراقه علي لبن غنم السوق
فماذا يحدث عندما تظهر غنم السوق علي منتديات الفيسبوك؟؟!
وكل عام والأغنام والانعام بخير