بسم الله الرحمن الرحيم
رحل حاتم الجزيرة /مراد
كلنا في غلفه والموت يغدو ويروح , والخيار يتنادون ويتلاحقون ففي أيام لم تنقضي عدتها رحل / علي حسن عبد الطليف ولحق به من يقطع يومه بألقراًن الشيخ / بابكر حسن عبد اللطيف ُ وما فقد الأخوان مثل صباحي ولا مثله مماتي يفقد ُ ُ
ولحق بهما الشيخ الزاهد / بشير صباحي, ولم تنقضي عدة الأيام لحق بهم
حاتم الجزيرة / مراد مبارك
تقاربت ديارهم فتقابلت أبوابهم, فتقاربت قلبوهم وتقارب رحيلهم
فالموت آت والحياة مريرة والناس بعضهم لبعض يتبع
واعلم عن قليل صائرُُ خبراًُ فكن خبراً بخير يسمع
وهكذا كانُُ مراد , ذكرُُ بلا حسان يجري علي كل لسان . كان حاتم زمانه , واحد عصره , وسيد وقته .
ولكل زمان واحد يقتدي به وهذا زمان كان مراد لا شك واحده
فالحصاحيصا بيت الأفاضل وكان وكان مراد أفضلهم , ولله رجال اختصهم بقضاء حوائج الناس ومراد سيدهم , والمحسنين بالجزيرة كثر ومراد عميدهم
وما نزل بالمواقع وجاء بالصحف كان تعبيراً صادقاً وتصويراً للحالة النفسية التي يعيشها مجتمع فقده ونعاه ورثاه , إنها قصة اللآلم لرحيل رجل عزيز
ولكن مراد فقده الذين لا يعرفون المواقع ولا يقرءون الصحف
من أشار إليهم الأستاذ/ مزمل يعقوب في رثاءه ,
فلسان حالهم يقول : ذهب الذي نعيش في كنفه وبقينا في نفر كجلد الاجرب
ُ ُ حين توفي الحسن بن علي رضي الله عنه وجدوا خطوطاً سوداء علي ظهره بحثوا كثيراً فوجدوا صاحباً مقرباً له . وسألوه عن سر هذه الخطوط ؟ فقال كان رضي الله عنه كل ليلة بحمل كيساً من الطحين يتجول به علي بيوت الفقراء يوزع عليهم الطعام , وهكذا كان مراد وأبيه
ورحل مراد بكاه إسماعيل العايدي ُ ُ لجنة مسجد ود الكامل ُ ُ في صيوان عزائه وهو يفشي سره وحق له ألبكاه :
ُ ُ فما يغسل الخزن الا الدموع بها الهم عن الخاطر ينجلي ُ ُ
قال رجل الأعمال أبو نوره :- جئت بالجراح ووجدته قد رحل رقماً وعلماً ونجماً في بلدي قد افلُُ من شاء بعده فليمت فعليه كنت أحاذر. فهو صاحبة والصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ان لم مثلة شانته .
بهت وزيري وقال لو لا ان استقرت في نفسي حقيقة الموت . لقلت كما قال عمر رضي الله عنة حين مات رسول الله صلي الله عليه وسلم, ما مات مراد ولكن نقول كما قال الحي الذي لا يموتُُ كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ُ ُ
رجل إحسان احبة الناس ومحبه الناس دليل علي محبة رب الناس
ُ ُ والله يحب المحسنين ُ ُ
وغيبة الموت وقد غيب الجود والنبل والكرم , ورأيت الحر الكريم ليس له عمر فقدوه صبيحة علوه الثري . ونعي شبابه رفيق دربة / الحاج العبد ُ ُ معيجنة ُ ُ
وفادحه لم تبقي للعين مدمعا وقد حل الثري من نوده
عصامياًً سليل سلف كرام غرقوا في المكارم , سلك سبيلهم لم يكن عظامياًً يفخر بالعظام ويري مروءته تكون بمن مضي , بل شاد بناءه ببنائهم واقام صالح ما اتوه بما أتي
فجده المرحوم / الوداعة عثمان مشيد مسجد الحلة الجديدة ومقبور به , فكان مراد كافل دعاة ومعمر مساجد الله , سمي بفعاله وعاش عمره لغيرة
إن لم تكن بفعال نفسك سامياًً لن يعني عنك سمو من سمو به
ليس القديم علي الجديد بعائد إن لم تجده آخداًً بنصيبه
لم يكن همه خاصه بنفسة وفكره محصورُ ُ في مطعمه ومشربه وقوت يومه بل كان همه طلب المعالي ونشدان الكمالات . ووجده بالعلا وصبابته لجميل يصنعه ومكرمه يسدي
اننا في مجتمع كل يقف علي ثغره وقد وقف مراد علي ثقره النبل والعطاء والإنفاق ثغره لا يقف عليها الا من حبب الله اليه الإحسان وقد ترك بموته ثلمة لا تسد .
هو الأروع ومنه تعلم اهل بيته الورع يسالون عن زكاه الحلي ، يمنحه ديوان الزكاة بالجزيرة شهادة شكر وتقدير ومحله ديوان زكاه ويدُ ُ مبسوطة بالصدقات وثقر دائم الابتسامة ,, وتبسمك في وجه أخيك صدقة ُ كما قال (ص)
ردت له شركة التامين تامين سيارة فاذا به يوزعه علي الفقراء وأهل الحاجة لشكه في حله , كان في كل شئ يرجو رضي الرحمن
هو الندي وابن الندي واخو الندي حليف الندي
هو من كنت أمنية المني واعده لعثرة أيامي وحرب زماني
هو من اذا جئته أكرام مجلسي وان غبت عنه أحاطني ورعاني
ولكنه الموت المقدور والأجل المكتوب .... أجل لكل نفس أجل ولكل أجل كتاب , ولكل بدءُ ُ نهاية وكل حادث فهو فان وكل نفس ذائقة الموت .
وقد ختم سبحانه وتعالي آيات الإنفاق ودستور الصدقة بقوله تعالي : (( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراًً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يخزنون )) صدق الله العظيم
ولم نقدم لمراد جزاء لما قدم لنا ولمجتمعنا وقد قدم مراد علي ما قدم والله خير ُ ُ منا لمراد
يأرب عبدك قد أتاك وقد أساء هفا وقد استجار بجميل عفوك من عزابك ملحفاً
يارب فاعف عنه فلا أنت أولي من عفا
ورحم الله مراد
الشيخ / سليمان عبدالله