على الرغم من طيبة سكان مدينة الحصاحيصا إلا أن لديهم فضول عالي جدا يمكن أن يصل إلي عشرة درجات من مقياس ريختر, وربما تفوقوا به علي جميع مدن السودان الأخرى, فأي شخص من سكان المدينة تجده مكشوفا بالنسبة إلي بقية سكان الحصاحيصا يعرفون عنه أدق التفاصيل مايفعله ومالا يفعله .
واذكر ذات يوم كما هي من عادتي عصرا أن اذهب إلي النيل الأزرق لقربه من المنزل لاصطاد السمك أوان أتنزه في شاطئه وعلي الرغم من حبي إلي النهر إلا أنني لااحب السباحة لأنني لااجيدها, وعملا بقول الشاعر
لااركب البحر إني أخاف منه النوائب
طين أنا وهو ماء والطين في الماء زائب
في ذات يوم بينما أنا اصطاد السمك أدخلت يدي في جيبي لتفقد مفاتيح المنزل أتي شخص مسرعا نحوي ظانا إنني أدخلت يدي لاستخرج كيس الصعوط فقال لي (لوتسمح سفة سعوط ) فقبل أن أرد عليه ظهر شخص أخر لم اعرفه ولا اعرف حتي اسمه فتولي هو الرد نيابة عني فقال له ( إن هذا الشخص لايسف الصعوط ولا يدخن من نشأته) فقلت سبحان الله شخص لاتعرفه ويعرف أدق خصوصياتك , فعندما حكيت هذه الأحداث لأحد أصدقائي قال لي ( إن سكان الحصاحصيا ابرع من المخابرات الأمريكية في معرفة الأسرار وان رجال المخابرات الأمريكية يحتاجون إلي كورس من سكان الحصاحيصا ) وعندما تسير في شارع غير الشارع الذي كنت معتادا على السير فيه غالبا ماتجد شخصا يقول ليك لماذا غيرت شارعك الذي كنت معتادا على السير فيه سابقا . ذات مرة شكا لي احد أصدقائي وشكا لي من جيران يزعجونه لأنهم دائمي الشجار مع بعضهم البعض فقلت له( مادام لم يتشاجروا معك فلا تهتم بهم وخلي موبايلك استقبال ), وذكرت له إن احد الأشخاص مرة في جلسة ونسه وهو من مدعى المعرفة وكانت أمريكا علي وشك غزو العراق في عام 2003 فقال ( إن صدام هذه المرة سوف يهزم أمريكا ) فقلنا له كيف فقال ( انه هذه المرة تمكن من أن يجهز لهم صاروخ يحمل نووي وكيماوي في آن واحد) فانا أمام هؤلاء دائما مااخلي موبايلى استقبال لانني إذا رديت سيقفل الخط مني وافقد متعة القصص الممتعة فلذا اترك موبايلي استقبال وأتظاهر بتصديقهم .
إذا أردت أن تعيش خالي البال فاجعل موبايلك استقبال
اعمل طناش وماتهم بالقيل والقال
ووفر وقتك وجهدك لطلب الرزق ومقبل الأيام
عبدا للطيف عوض الله ** الامتداد