الطقس في العيد

1
و مضى العيد
و لا زال يسكننا الاسى
فالناس في بلدي تبلد احساسها بالفرح
و اجسادها الكليلة تصارع جشع السوق غير المبرر
كانت وجوه الناس في العيد محبطة مكسرة الارواح و الامال
لكنهم فرحوا
فرحنا فيه بفطرنا ...
فرحنا بلمة الاهل و الاحباب ... فرحنا بجمال الطقس الطبيعي و ريحة الدعاش ونسيم الخريف الرقيق وخضرة الزرع الممتدة فوق كل الارض ...
نعم فرحنا برغم فساد حكامنا و جشع تجارنا و ضيق ذات اليد
فهل هذا الثراء الفاحش لهم شرعي و مبرر ؟؟
أم هل هذا الغلاء الفاحش لنا شرعي و مبرر ؟؟
و كان بيننا يوما عيد فرحنا و نحن نردد هجائية المتنبي لكافور الاخشيدي حاكم مصر المخادع خاصة مطلعها الذي يقول فيه :
عيد باية حال عدت يا عيد بما مضى ام لامر فيه تجديد
مضت ايام العيد و سيمضي حكامنا الفاسدين الي مزبلة التاريخ شاءوا ام رفضوا و سيمضي تجارنا الجشعين الي مصيرهم و ستبقى رحمة ربنا تتنزل من السماء غيثا يعم البلاد و العباد
عذرا لكل اؤلائك الذين لم يستطيعوا الابتسام في هذا العيد
عذرا لكل اؤلائك الذين لم يستطيعوا ادخال الفرحة لقلوب اطفالهم
ثم عذرا لكل الذين منعتهم ظروفهم عن التواصل مع الاهل و الاحباب
و كل سنة و الجميع طيبين