مدرب أهلي شندي ( الكوكي ).. في حوار غير مسبوق مع موقع الحصاحيصا دوت كوم!!
() أصغر مدرب عربي وأفريقي ينال ارفع درجة تدريب في الكاف!!
() كرة القدم السودانية تتطور ببطء وهذه خارطة طريق المخرج!!
() بعد أهلي شندي الي أين ستكون وجهة الكوكي للتدريب!!
() الاعلام الرياضي السوداني منحاز ويحتاج لانضباط!!
() أسباب تراجع الكرة التونسية بعد الثورة !!
() فريق الخرطوم الوطني سيحتل قيادة الكرة السودانيةحوار / حسن وراق .. و / وليد العشي
لأول مرة يجمع الوسط الرياضي في السودان علي رأي واحد حول مدرب فريق أهلي شندي الكوتش التونسي محمد عثمان الكوكي باعتباره من أميز مدربي كرة القدم الموجودين بالساحة الرياضية والذي حاز في فترة وجيزة علي شعبية ضخمة وحب جماهيري من خلال النجاحات والنتائج التي حققها مع فريقه أهلي شندي الحديث العهد في قبيلة الدوري الممتاز ،استطاع الكوكي أن يصعد بأهلي شندي إلي مصاف فرق المقدمة نداً تعمل له فرق الهلال والمريخ ألف حساب ، مؤكدا علي بطلان ً مقولة الصاعد هابط . يسر موقع الحصاحيصا دوت كوم أن يلتقي الكوتش محمد عثمان الكوكي في فندق الفيصل السياحي بالحصاحيصا ويجري معه حوار شيق ونوعي لاتنقصه الصراحة .
() في البداية نرجو ان نتعرف علي الخلفية العلمية والعملية المؤهلة للكوتش الكوكي ومدي مقابلتها المعايير الدولية المطلوبة للتدريب ؟أولا شكري الجزيل لموقع الحصاحيصا دوت كوم علي هذا الحوار وأحب آن أقول ، أني مارست لعبة كرة القدم في فريق الاولمبي الباجي التونسي من العام 1987 وحتى 1995 كلاعب ارتكاز ، تعرضت إلي إصابة ملاعب أجريت لها عدد من العمليات الجراحية في الركبة وبعد ذلك اتجهت للتأهيل سيما واني درست بالمعهد العالي للتربية الرياضية بتونس وحائز علي درجة الماجستير في علوم وتقنيات الأنشطة الرياضية والبدنية . حائز علي الدرجة الثالثة في التدريب لكرة القدم وهي أعلي درجة يمنحها الاتحاد التونسي بالإضافة إلي نيلي الدرجة Aوهي اعلي تصنيف في أفريقيا حسب معايير الكاف التي تشترط علي مدربي الممتاز ان يكونوا قد حازوا علي الدرجة C كحد أدني لممارسة التدريب في دوري أندية الممتاز .
() كيف كان انطباعك عن السودان قبل حضورك للتعاقد مع تدريب الاهلي وكيف وجدته بعد ذلك ؟السودانيون مثل التوانسة جمعتهم الهجرة وضمهم الاغتراب خاصة في البلدان العربية حيث سبقتني سيرة السودانيين بواسطة إخوتهم التوانسة في دول الاغتراب وهم يتصفون بالصدق والأمانة والدليل علي ذلك تقلدهم مواقع حساسة في دول الاغتراب إلي جانب ما يحكي عن كرمهم وحسن ضيافتهم وهذا ما وجدته تماما بل وأكثر من ذلك خاصة في منطقة شندي وأهلها الطيبون الذين أكن لهم حبا خاصا ًلم يشعروني الا واني وسط أهلي وأصبحت علاقة عيش وملح وكما تقولون (ملح ملاح ).
() كيف تقيم تجربتك مع فريق أهلي شندي؟اعتبر تجربتي مع فريق أهلي شندي ناجحة بكل المقاييس بدرجة امتياز تعكسها النجاحات التي حققها الفريق الذي استطاع أن يحفر اسمه بالذهب في خارطة الكرة العالمية حيث دخل التصنيف العالمي متربعا علي المركز 93 عالميا ولعمري هذا لا يمكن تصديقه لفريق عمره عامان في منافسة الدوري الممتاز . في البداية وجدت صعوبة في التأقلم وأنا انتمي للمدرسة التونسية التي تختلف كثيرا عن الأسلوب والتجربة السودانية التي لم يتأقلم ويتجانس معها اللاعبون ولانني طموح ومتطلع بالإضافة إلي تشجيع الإدارة ودعمها تمكنت من التغلب علي الصعاب وفرضت الانسجام والتجانس الذي يسود الآن .
() حدثنا بصراحة عن الفرق بين اللاعب السوداني ونظيره التونسي ؟أولا اعتبر الاحترافية هي ابرز معايير التصنيف بين اللاعبين بالإضافة إلي التكوين العلمي الصحيح . اللاعب السوداني يمتاز بمهارة عالية تفوق التونسي والخامة السودانية تحتاج لتشكيل علمي تنقصها المدارس السنية لان كرة القدم يبدأ تعلمها منذ الصغر كالتعليم (النقش في الصغر أسهل من النقش في الحجر ). في تونس المدارس السنية تبدأ من عمر ستة أعوام وعندما يصل إلي سن العشرين يكون في القمة واللاعب السوداني يبدأ في الظهور بعد ربع قرن من عمره أي بعد سن 25 وبعدها لن يستطع أن يعمر طويلا في الملاعب.
() من واقع تجربتك هلا حدثتنا عن ابرز عيوب اللاعب السوداني ؟قبل أن نسرد ما يعيب اللاعب السوداني دعونا نوجه اتهام صريح وواضح للمسئولين عن الكرة في السودان ماذا قدموا للاعب السوداني كي يرتقي بمستواه ؟ أنا افتكر أن اللاعب لم تتوفر له الرعاية والاهتمام المطلوبين من المسئولين ومن الدولة . علي الصعيد الخاص فان ما يعيب اللاعب السوداني انه يريد في وقت واحد أن يمارس اللعب وفي ذات الوقت يعمد للسهر وعدم الانضباط وهذا ابرز ما يتم تداركه منذ الصغر كنوع من التربية في المدارس السنية (من شبّ علي شيء شاب عليه ) . اللياقة ليست ما يعيب اللاعب لان اللياقة لاتعني الجري والمقدرة علي تحمله واللياقة بالمعايير العلمية هي قدرة الجسم علي التوافق والمرونة مع الفعل والحدث الرياضي حيث تتطلب كل حركة رياضية في الجري أو القفز للعب بالرأس أو التصويب او التحفز أو خلافة انسجام وتوافق معين مع بقية أعضاء الجسم العلوية والسفلية ووضعية الأطراف .
() كيف تبرر جنوحك الدائم لتكتيك الهجوم في مباراة المريخ الأخيرة ؟قناعتي الخاصة ، أن المريخ تكمن قوته في هجومه وبالتالي كلما يتم الضغط عليه ومهاجمته تحدث ربكة في خطوط وخطط هجومه وبالتالي يمكن ابطال فعالية خطورته في مهاجمة المرمي بالإضافة إلي إمكانية تسجيل هدف في مرماه وذلك كان خياري الوحيد وقد وصلت مرمي الحضري عدة مرات خاصة وأن المريخ كان يلعب بتحفظ شديد واستطيع القول انه لو وجدت واحد فقط من مهاجمي المريخ والهلال لحققت الفوز بجدارة .
() يعاني معظم المدربين من تدخل الادارة في عملهم كيف تتعامل مع هذا التدخل ؟تدخل الإدارة في عملي كمدرب اعتبره خط احمر ولا أسمح به لان الملعب هو مسئوليتي التي تحاسبني عليها الإدارة فكيف تتم محاسبتي من قبل إدارة تريد التدخل ومشاركتي في مهام من صميم اختصاصي والإداري له مهام وواجبات ليس من بينها العمل الفني الخاص بالتدريب أو عمل المدرب .
() رأيك بصراحة في الاعلام الرياضي السوداني ؟الإعلام كما يعلم الجميع له دور هام وخطير في تشكيل الوعي والتأثير علي الرأي العام ومحرض أساسي . الإعلام الرياضي السوداني منحاز لفريقي القمة الهلال والمريخ ولا يهتم بالقدر الكافي ببقية الفرق وهو إعلام صعب الي درجة الانفلات أحيانا و يحرص دائما علي تحريض الجماهير في كل مرة وأنت تقرأ الصحف الرياضية قبل أي لقاء كروي خاصة التي أحد أطرافها أندية المقدمة تشعر من خطاب الأعلام الرياضي أن البلاد في حالة حرب مع عدو وليس منافسة رياضية . يجب إعادة النظر في العقد الإعلامي الذي يحكم العملية الإعلامية الرياضية وتحديد دور الإعلام علي أن يختص فقط في تقديم المعلومة عبر الوصف الدقيق والأمين لمجريات الحدث الرياضي دون إبداء الرأي الشخصي تمام كمهنية نقل الخبر لان التحليل هو مسئولية جهات فنية ذات اختصاص من أهل الشأن ما يحدث بالنسبة للإعلام في السودان نجد أن الصحفي الرياضي يقوم بالتحليل الذي تنقصه الرؤية الاختصاصية والتخصصية لان هنالك أمور لا يدركها إلا المدرب تماما مثل ما حدث للمدرب ريكاردو الذي اصدر الإعلام الرياضي حكما وقرارا جائرا ضده وهذا ليست من مهام الإعلام الرياضي.
() إلي أين ستكون وجهة الكوكي بعد انتهاء تعاقده مع أهلي شندي ؟ كل همي الآن هو أن أحافظ علي تجربتي مع أهلي شندي و أركز في بقائه ضمن فرق الكنفدرالية وتوطينه مع فرق الدوري الممتاز ومن بعد ذلك لكل حادثة حديث . هنالك عروض جادة قدمت لي من فرق خليجية وأخري تونسية ولا توجد عروض جادة من فرق سودانية حتى الآن وأنا طبعا مدرب محترف أختار العرض الذي يرضيني ولكن ليس قبل أن أعود إلي بلدي تونس وأقيم الوضع من هنالك واختار العرض المريح و أن أي حديث غير ذلك يعتبر من السابق لأوانه ومجرد تكهنات .
() ما حكمك علي الكرة السودانية من واقع تجربتك مع تدريب اهلي شندي؟بصراحة شديدة ، الكرة السودانية تتقدم ببطء شديد جدا وتحتاج ل (بريسترويكا ) إعادة بناء من جديد ولابد من تسريع وتائر تقدمها فلذا يتطلب تغيير كل (السيستم )المنظومة من اعلي إلي أسفل دون ان يتم اختصار أو تجاوز أي مرحلة وهذا أمر يحتاج لعمل جاد ودؤوب و هو هم الدولة بشكل أساسي واستراتيجي .
() لو طلب منك وضع خارطة طريق للكرة السودانية ماذا تقول؟أولا الاحترافية علي مستوي الاتحاد فيما يختص بالتخطيط والبرمجة ووضع المشاريع المستقبلية للمدارس السنية والاهتمام بالبيات التحتية خاصة علي مستوي الملاعب والملعب الرديف . البحث عمن موارد مالية ثابتة وعدم الاعتماد علي الحالة المزاجية للممول أو الداعم الواحد . الاهتمام بتأهيل المدربين لمواكبة متطلبات الكرة الحديثة . الاحترافية علي مستوي إدارات الأندية لان عهد التطوع انتهي كما جاء في توجيهات الجهات الدولية التي تطالب باستخراج ترخيص للأندية يتطلب الاحترافية في كل شيء.
() هل هنالك تجارب ناجحة للأندية السودانية في نظر الكوكي؟ هنالك اتجاه اعتبره صحيحا ويتناسب مع الظروف الراهنة الا وهو قيام بعض الشركات والمؤسسات والجهات الوطنية بتبني بعض الفرق والأندية مثل ما يحدث مع نيل الحصاحيصا وشركة النيل للبترول ولكني اعتبر أن تجربة فريق الخرطوم الوطني مع جهاز الأمن والاستخبارات ستسفر عن ميلاد مستقبل فريق كبير سوف يحتل الريادة في كرة القدم السودانية ولقد لفت نظري هذا الفريق بانضباطه ونظامه الغير موجود في السودان وأتنبأ له بمستقبل كبير يحدث تحول في مسار كرة القدم السودانية واستطيع القول يملئ ألفيه إن مستقبل الكرة السودانية سيكون معقودا علي تجربة فريق الخرطوم الوطني الناجحة .
() كرة القدم التونسية بعد قيام الثورة ؟أكون صريحا معكم، إن وضع كرة القدم التونسية قبل الثورة كان أفضل بكثير من الآن لان الدولة ممثلة في الولايات والمحليات ت والوزارات كانت الداعم الأساسي للأندية التي تمتعت بالكثير من الامتيازات ولا ابلغ القول أن كل نادي في تونس له ملعب وميدان رديف غير الموارد والمداخيل التي تأتي الأندية من التلفزة والإعلانات المتحركة والثابتة والأنشطة الترويجية المختلفة . الوضع الآن مختلف تماما هنالك تراجع في المستوي الفني بعد قيام الثورة نظرا للظروف الأمنية بالبلاد وابتعاد جمهور اللعبة عن الملاعب وهذا أمر اعتقد انه لن يدوم طويلا وشيء طبيعي يحدث جراء التحول من ديكتاتورية قابضة متسلطة إلي وضع فيها حريات وهو تحول سريع له سلبياته أيضا وفيما يتعلق بالرياضة فقد توقف الدعم الحكومي . أنا اعتبر هذا التراجع مؤقت لان هنالك بارقة أمل بتقلد الكابتن طارق ذياب وزارة الشباب والرياضة في الحكومة التونسية الحالية وهو يحمل في جعبته مشاريع طموحة تتعلق بالاستثمار من اجل تطوير الرياضة في تونس بالتعاون مع الأشقاء القطريين .
موضوع: الكوتش التونسي الكوكي ضيفا علي الحصاحيصا دوت كوم ( يوجد نص الحوار كاملا) 
الأحد 23 سبتمبر 2012 - 14:55
