تحدثت في المقالة السابقة التي هي بعنوان : الفواصل الإعلانية وتغيير الموجات عن العم لمسة وإجادته للفواصل الإعلانية والصديق الذي يدعى السيكبانا وإجادته لتغيير الموجات, وهذه المرة سوف أتحدث عن شخصية أخرى, وإجادته للعب الضاغط
الجميع يطلقون عليه لقب الجمرة الخبيثة ,فالجمرة الخبيثة أطلقها الناس على عدادات الدفع المقدم , وأصبحوا يطلقونها علي كل شيء غير مريح, وهذا الاسم يطلقه عليه البعض ولكن ليس أمامه وإنما من خلفه من وراء الكواليس فهو لايعرف أن هذا الاسم يطلق عليه حتى اليوم .
فهذا الشخص بارع في القصص والوصف الدقيق حتى كأنك تجد كلامه كأنك أمام كاتب روائي, وعندما يسمع بأي حدث حالما تجده يولف قصة من تأليفه شبيهه بها وهي في الواقع أحداثها من تأليفه هو شخصيا ويصر على إنها أحداث حقيقية بينما هي من تأليفه الخاص ,وفي ذات مرة كنا في صيوان للعزاء والناس كانوا يتحدثون عن الأخبار التي تأتي عن الوفيات وأحيانا ما تكون غير صحيحة, لأنك تسمع باسم شخص توفى وعندما تحضر الصيوان أو مكان الفراش تجد إن الشخص المتوفى غير الشخص الذي سمعت باسمه,
فعندئذ انبري الجمرة الخبيثة بقصة طويلة من قصصه التي يولفها في التو فقال (: . انه كان قادم بالبص من الخرطوم إلي الحصاحيصا واستمرت الرحلة إلي أن وصلوا منطقة أبو عشر, فعندها ضرب إطار العربة الأمامي وكان السائقة بارعا استطاع أن يسيطر على البص وقام المساعد والسائق بتغيير الإطار ووصل البص إلي الحصاحيصا وجميع ركابه سالمين , ولكنه عندما وصل إلي الحصاحيصا وجد إن هناك إشاعة قد سرت في المدينة بان جميع ركاب قد توفوا وانه هو شخصيا قد تم التقاط رفاته في شوال لان جسمه تقطع إلي قطع صغيرة جدا.)
وفي المساء عندما ذهب إلي حلة فور ليتعشى وجد شخص يقف فقال له( الم تسمع بهذا الحادث البشع في ابوعشر فقد مات جميع ركاب البص حتى إن .....
وهو اسم الجمرة الحقيقي قد تم جمع جثته في شوال )فقال له الجمرةالخبيثة وهل تعرفه إذا وجدته أمامك فأجابه الشخص ( نعم اعرفه حق المعرفة ) فقال الجمرة فقلت له أنا هو هذا الشخص فلماذا تروجون الإشاعات الكاذبة فعندها هرب ذلك الشخص .
في قصص الكتاب الروائيون الكبار تجد إن الكاتب لايكتب القصص للتسلية فقط ولكن , ولكن لديه أفكار وفلسفة يريد أن يوصلها من خلال القصة, وإذا تأملت هذه القصة جيدا تجد فيها فكرتين أراد أن يوصلهما للناس
الفكرة الأولى : هي أن لاتتحدث بحديث لمجرد انك سمعته دون أن تتحقق من صحته والفكرة الثانية : هي أن لاتتحدث مع أي شخص لاتكون لك به معرفة
وربما دخلت في مطب مثل الذي وقع فيه ذلك الشخص, وقديما قيل " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب"
فالجمرة الخبيثة شخص غير محبوب في الحي , لسبب بسيط هو انه عندما يكون في مجلس لايتيح الفرصة لأحد بان يتحدث فهو وحده من يتولى زمام الحديث حتى نهاية المجلس, حتى الإذاعة أحيانا تقطع فهو لاينقطع عن الحديث المتواصل براي جدا , ولا يعرف الفواصل الإعلانية حتى لايتداخل معه احد في اللعب, فهو مثل فريف برشلونة يمارس اللعب الضاغط حتى نهاية المباراة إذا لعبت معه بخطة دفاعية مثل فريق شيلسي لاتجدى نفعا يهزمك وإذا لعبت معه بطريقة مانشستر الهجومية لاتجدى معه نفعا يهزمك أيضا.
عبد اللطيف عوض الله – الحصاحيصا - الامتداد