خيمة الذئاب والجهة المقابلة... كيف يفرح نافع..؟!
خيمة الذئاب والجهة المقابلة... كيف يفرح نافع..؟!
09-30-2012 12:25 AM
عثمان شبونة
خروج:
بحديثه عن كرامات البشير في الخطبة (الملحوسة)، يصبح المدعو الشيخ الكاروي منافق (خمسة شنكل).. مبروك لك الإضافة يا رجل.. ولكل مجتهد (نصيب).. فتحسس وجهك في مرآة الفارهة المظللة.. واسأله: من أنا..؟!!
تذكرة:
أخرجت أجهزة إعلام المؤتمر الوطني مسرحية (الفرح المنقوص) ابتهاجاً بما تم من اتفاقات مع الجنوب... وعدا القلة التي اصطادتها الكاميرات (لتجامل) بكل هشاشة الإنسان المسلوب، فإن الشعب كان في وادٍ بعيد، لا تعنيه سوى (مشغلة العيش المهين).. فعلام يستقبلون المشير؟!
* الشعب يعلم أن المؤتمر الوطني لو وقع اتفاقاً مع ملائكة الرحمة، فإنه لا يستطيع عيشاً إلاّ في العكر والخيانة، إذ تظل الحروبات وتمزيق المجتمع دورة حياة للحزب لا يمكنه المجازفة بها... فعلام السلام؟!
* الشعب ذاته ــ وإن أبي ــ لا تمثل الإتفاقات مخرجاً له من جور (المصاصين) الذين رموه هيكلاً مشوهاً...! القضية الأولى والأخيرة تظل في بذل الممكن وغير الممكن لحفر مقبرة تليق بالقتلة.. فعلام التهليل؟!
* متى يتعلم البقية من أبناء الشعب أن يكونوا أذكياء في التعامل مع الأحداث الطارئة التي لا تخدم مستقبلهم..؟! فهب أن الجنوب تنازل عن كل بتروله للشمال وعادت أبيي دون نزاع ودماء، وخمدت كافة نيران الحدود، وعاد الثوار الأبطال الذين يحاربون باسم الشعب لا باسمهم (كما يزين متاعيس حزب البشير) فهل يسود الأمان مع ضباع لن تشبع إلى يوم القيامة؟!!
* 23 سنة وامتحان الطاغية مستمر.. فعلام يسقط "المغشوشين" مراراً في مادة (الإعلام الرسمي) وهو يدحرجهم ببخرة الوهم..!!
* العار واحد... فلا تكن نصيراً للظالمين.. ولو بمبراة القلم..!!!
النص:
* التواضع هو الرافعة الإنسانية التي بموجبها تتجمل الفطرة، وهو قرين الكرم ومحرقة الشح.. فلو سلطنا على المتواضعين شعاعاً سحرياً لابتهجت الروح مما ترى..! ولست واجداً من شرائح مجتمعنا السوداني فئة (أدّبها الواقع) وأحسن تأديبها أكثر من هذه الوجوه العتيقة التي عرفتها مقرونة بالبخار المتصاعد من صحو البن..!
* غرام قديم بيني وبينهن.. نساء كبار يختلفن عن (سحالي) هذه المدينة التي جمعت في أحشائها مسوخ تمشي في عهد (الراقص الدولي)... بينما حاجة فاطمة تنتظر بوقار صبور رزقها... تطول قعدتها أحياناً وهي تضع رأسها بين يديها في شرود أرضي موجع..! تشاغلها بابتسامة مفتعلة، لعلك تعزيها، وهي في سرداق الحيرة يستعصى عليك حالها بتمتمة مفهومة: (الحمد لله على العافية يا ولدي.. الزباين مافي.. والصنعة واقفة..)..!
* هي الإنقاذ جاءت لتذل الأعزة وتعز الأذلة.. فما الذي يخرج به الإنسان المعذب من رحلة وجوده التي لا تعرف الفرح إلاّ نادراً..؟! لعله الحمد كافياً لنجاة هذا الوجه الطيب الذي مشت عليه أزمان، لا تفلح قاطرة الحروف في احتوائها (وتسفيرها) إلى حيث يشتهي خيال القارئ..!
* وعلى جهة مقابلة (ماما سيلينا) ربة العيال والشاي.. تجذب صورتها نحل التأمل... وجدتها تزين صفحة (حكايات) على موقع التواصل الإجتماعي، فلم استأذن أحداً في الإنحناءة تحت (صريفها).. وكل صريف في بلادي مطعون الخاطر..!
* من وحي الأفلام يأخذ (الممكونين) ترياقاً للأمل من أجل ابنائهم (لا من أجلهم) أرايتم كرم النفوس الجريحة بهذا التجسير الإنساني؟!
* هي أيضاً ــ مثل حاجة فاطمة ــ تنتظر... ومن عش المكابدة تحلق طيور المستقبل (من أجل ابنائها) أيضاً...! إنه الرجاء في الغيب... ففي حياة السودانيين مازال الأمل بساقين... ومهما تجرأت عناصر البتر، فثمة حركة تقارع الحال الساكن، رغم طول الآماد..!
* فمن أجل ماذا يتخندق (الملاعين) وهم (يأكلون شعبهم) جبرة بالأسماء المقدسة؟!
* اليوم الفائت (الجمعة) مرّ آلاف المنافقين للمشاركة في أفراح الرجل القبيح الذي ينتظر الناس (صيوان حتفه)، عسى رئاتهم تستجم قليلاً من (تلك الرائحة)..! الكائن الذي ــ رغم هدوء الكتاحة ــ صمت طوال الفترة الماضية بعد أن استهلك (مراحيض الكلام) ولم يعد لديه ما يقوله سوى أن ينتظر المصير.. ومثله (يجب ألا يموت) لو كان للبشر اختياراً..! كيف يموت لتفقد ثلة المجرمين واحداً مميزاً؟
* على مساحة تزيد مرتين عن مساحة (سوق 4) بمنطقة بري، تمددت صيوانات آل نافع.. واغلقت الشوارع بالحرس الأمني المدجج بالأسلحة... استرخى البوليس المغلوب في مهمته، بعضهم جلوساً على الكراسي، والآخر مستعداً.. ثم توقفنا قبل ذهابنا المعتاد للنهر، نتأمل لمعان الذخيرة الحية التي تتدلى من أحد المدافع الرشاشة في عربة الأمن بلونها الكئيب ولبوسها الحرباوية.. كانت العربة تحرس المدخل الغربي للصيوان (الأسطورة).. وعلى مساحة 1000 متر مربع توزعت الوجوه القبلية والعتاد لحراسة (الفرح)..!!
ــ هل يحتاج (أهل الله) للحراسة؟! أليس عيباً فاضحاً أن يجبن محبي (الشهادة في سبيل الله) حتى في مواسم أعراسهم؟!
ــ مم يخشى (أبو الـعـ... ريس) وهو كالبقية (عابد صوّام قوّام)، يسلم أمره، أن هي لله؟!
ــ ألم يسأل أحد المدججين نفسه: لماذا أقف هنا؟!... ها هم الحراس يتشابهون، كأنهم من عائلة واحدة، كافتهم ينتمون للجغرافيا العنصرية (الدُّمك) التي ناشت السودان بالمحق والقحط وجراد الفقر.. إنهم يعرفون تماماً (بيت العائلة الضارة) ولا يعرفون: كيف أصبحت البلاد بـ(حلايبها).. أو في أية جهة يتاجر (سماسرة دين الله) هذا المساء؟؟! أو كيف يعيش الشعب قريباً من سرادق البذخ الملياري؟! وكيف تراخت يايات المعتوه جنوباً؟! يشتم امريكا جهاراً ويعبدها سراً بمسبحة الإفك المذهّبة..!!
* كانت نفسي تحدثني باقتحام المكان الضاج بالمعازيم والشياطين، حيث أستأجر سكني المتواضع في ذات الدائرة التى تنوء بأصحاب الفيل.. أود تفرُّس المزيد من وجوه (الترف الكاذب).. أحصيت 14 مكيفاً كبيراً تلاطف (المواهيم) وغابت البقية... هل يحمل الرجل واحداً إلى ذلك الشبر؟!.. لم أتوغل.. لكن (عنوان الجواب) كفاني مع آلاف العابرين شاهدوا زواج (أولاد الكار) ليحيا نسل الذئاب..!
ــ هل تبادر المشهد التاريخي للفاروق حين نام (دون لاندكروزر) تحت ظل الشجرة... هل تبادر لصدورهم المجوفة وهي تعتمل بالظلام والتحنُّط وكل (سجم) المرحلة؟!
* ما أكرم هذه القطة التي تفتش عن ضالتها بين أكياس النفايات في شارعنا أول الفجر، وقد أخطأت شارع المناسبة.. بل ما أسعد ربات الحصائر بجرعة الماء ـــ كسرة الذرة... والدنيا (بخار شاي)..!!
* من سنام المشهدين يتفرع خيط المفارقة، فالمرأة الكادحة ما بين الظل البخيل وكماشة المتسلطين تعمل: (من أجل ابنائي).. والسفلة بأظافرهم المعطونة في الدم والمال الحرام يعملون لذات الغرض..!!!
* إن كان ثمة خير للرائي ــ في المناسبة التي تبدو سعيدة ــ فتكفي بعض انتعاشة لعمال الصيوانات من البسطاء.. إنتعاشة منهوبة من جيب الشعب الطاوي، الذي هو جيب (الكائن) الضار..!!
أعوذ بالله