المقال الذي قاد عووضة إلى نيابة أمن الدولة : الله أكبر (عليكم) !!!
June 9, 2014
عووضة(صلاح عووضة)
الله أكبر (عليكم) !!!
صلاح عووضة
*لماذا أضحى الكثيرون – من غير الإسلامويين – (يتحسسون) من رؤية سبابة مرفوعة عالياً وصاحبها يصيح : (الله أكبر)؟! ..
*ببساطة لأن من بين هؤلاء من (يتحسس) مسدسه عند أية محاولات لتقويم إعوجاج من جانبه يتم تحت شعار (الدين) ..
*وأكثر الذين تُصوب نحوهم المسدسات هذه هم معشر الصحفيين الذين كل (جريرتهم) نشر ما يقع بأيديهم من معلومات صحفية تتعارض مع الرمزية الدينية لـ(رفع السبابات)..
*فإذا ما (ضُبط) أحدهم (رُباعياً !!) – مثلاً – سعى إلى صب جام غضبه على ناشر (فضيحته) ، من الصحفيين ، بحسبانه معارضاً علمانياً يستهدف التوجه الإسلامي (في شخصه) ..
*وإذا ما (وثقت المضابط) لحالة تصويب معتمدٍ (شهوتَه) نحو من هي على ذمة رجل آخر صوب (تهديداته) – على الفور- نحو من يشير إلى الحادثة هذه من (يساريي!!) صحافتنا ..
*وإذا ما تم التحصل على خطاب ممهور بتوقيع (إحداهن) تطالب فيه بفارهةٍ إضافيه – من فارهات (الهدية) الخارجية تلك – بإعتبارها من (المجاهدات) بكت وهي تصف الكاتبين عن الحادثة هذه بأنهم ضد (الجهاد!!) ..
*وإذا ما أشار صحفي إلى (تجاوزاتٍ) فاحت رائحتها بحكومة الوالي (الورع) ذاك جُرجر الصحفي هذا إلى (حيث !!) يرعوي ولا يجرؤ على إنتقاد (الورعين) مرةً أخرى ..
*وإذا ما تحدث كاتب – بالمستندات – عن مخالفة الولاية (الكبرى!!) لقرارت الرئاسة بوقف التعاقدات الخاصة لغير (الخبراء) ولولت صاحبة العقد (المخالف) صارخةً: (إنه كاتب يكن عداءً للمشروع الإسلامي!!) ..
*وإذا ما كشف صحفيون النقاب عن (شئٍ) يتعلق بـ(متوالية) تتعلم – (يادوبك) – ثقافة التلويح بالسبابة (من أجل العيش) صاحت وهي تغالب دموعها : (أنا مستهدفة بسبب مفارقتي طريق الضلال !!) ..
*وإذا ما سلطت الصحافة الضوء على (ظاهرة) إغتصاب (شيوخ الخلاوي) الأطفال إنبرى من يقول إن هذه حملة صحفية (حمراء) ضد من (نذروا أنفسهم لخدمة الدين!!) ..
*وذوو الشعارات (الحمراء) هذه – بالمناسبة – لم (يُضبط!!) أيٌ منهم بمثل الذي يُضبط به نفر من (رافعي السبابات) هؤلاء ..
*ومحجوب شريف – الذي لم يلوح بأصبعه (تكبيراً) أمام الناس أبداً – كان مثل (الصحابة) ؛ مأكلاً ومشرباً وملبساً وزهداً و(عفةً!!) و(سمو أخلاق)..
*وكذلك نقد وفاروق وفاطمة والخطيب والخاتم وعز الدين علي عامر ..
*ونميري يحكي لي عنه موقفاً (أخلاقياً) أحدُ رجال الأمن الخاص بوزيرٍ مايوي ذي صيت ..
*قال أن الوزير هذا كان في زيارة لمدينة (شرقية) فأوعز له الشيطان – أو نزواته – بـ(فعلةٍ !!) كانت ضد توجهات (القيادة الرشيدة) التي صدرت آنذاك ..
*فما كان من نميري – يقول محدثي – إلا أن أرسل مروحيةً خاصة لتحضر له الوزير هذا (فوراً) رغم أن الوقت كان ليلاً ..
*ويُفجأ الوزير (المسكين) بالنميري منتظراً إياه داخل مكتبه بالقيادة العامة وهو (مشمرٌ) عن ساعديه ..
*وما حدث بعد ذلك (لا علم!!) لمحدثي به – حسبما قال- وإبتسامة (ذات مغزى) ترتسم على شفتيه..
*ولكن بعضاً من وزراء ومسؤولي زماننا هذا – ولا نقول كلهم – تجاوزوا (القيادة الرشيدة) هذه ربطاً للحكم بتعاليم السماء ..
*ودلالة على الربط هذا هم يرفعون أصابعهم عالياً – مع تلويحٍ بالعصي في وجوه الناس – ويهتفون بأعلى أصواتهم (الله أكبر) ..
*ثم يأتي من تلقائهم – من شنيع الأفعال – ما لا يجترحه من يصمونهم بأنهم (أعداء الشريعة الإسلامية!!) من الساسة والصحفيين ..
*فأي هتاف يصح أن يُرمى في وجوه هؤلاء – إذاً – أصدق من (الله أكبر
عليكم)؟!!!.
بالمنطق – صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة.