الأغاني السودانية قديما كانت كلماتها تحمل مضامين جميلة ومعان راقية تنمي الحس الجمالي في الإنسان , والحان عزبة راقية مع موسيقي خلابة تخلب الألباب وتدخل الفرح في النفوس وتأسر القلوب
ولكن لللاسف الشديد ظهرت في هذه الفترة الأخيرة من السنوات أغاني هابطة وركيكة الكلمات وموسيقي كلها ضجيج وأصوات صفافير وأصوات نباح كلاب , ومن الطرائف إن جارنا اشتكى لنا بان كلبه لاينام إلا بعد تنتهي الحفلة , لان الاورغ يخرج أصوات كلاب ويظل كلبه بدوره ينبح معها.
من المسئول عن تردي الساحة الغنائية هل هم المغنون ام المجتمع هو الذي يفرض عليهم هذه اللونية من الغناء الهابط كأنه هابط بي براشوت إلي أسفل سافلين , والشيء المستقرب انلك عندما تستخرج تصديق للحفلة من البوليس تجد مكتوبا فيه " ممنوع استعمال العيارات النارية - ممنوع الاختلاط - ممنوع الأغاني الهابطة ", ومع هذا لاتسمع في المناسبات إلا الأغاني الهابطة لوحدها.
في إحدى الحفلات في قرية من قري الجزيرة وهذه القصة أحداثها حقيقية, حيث كانت هناك حفلة وكان المغني يغني أغاني هابطة وكان هناك مجموعة من الادروبات يرقصون في الحفلة ومعهم عصيهم , وعندما رآهم عازف الاورغ اخز يعزف مقطوعة تسخر من الادرواب وقام الصبية بترديد الكلمات مع الموسيقي التي تقول " ادروب ......*** سبب لي مرض " , وعندها جن جنون الادروبات غضبا وانهالوا بعصبهم على الفنان والاورغ والساوند واختلط الحابل بالنابل وفرت النساء وكانت هناك خسائر كثيرة جدا.
قبل حوالي ثلاث سنوات ظهرت أغنية هابطة انتشرت انتشارا مبالغا كالهشيم في النار وهي أغنية " راجل المرا حلو حلا" وقدا نشرها أول مرة فنان, يدعى حمادة ........وكنت تسمع هذه الأغنية في كل مكان سواء في الركشات أو الموبايلات أو في الحفلات وحتى بائعات الخمور البلدية , ومن الطرائف إن احد أصدقائي وهو من سقاه الكأس ذهب مرة لشراء خمره وسمع بائعة الخمور تغني في هذه الأغنية وهي من قبيلة لاتجيد العربية وسمعها تغني " ماتسيب الشمشرة ... راجل المرا الو الا" تقصد حلو حلا , فقال لها مداعبا ( والله انا برضو راجل مرا ) فقلت له ( والله انت بردو الو الا).
وألان هناك أغنية وهي هذه الأيام تسمعها في كل حفلة وتفرض نفسها عليك حتى لو لم تذهب إلي الحفلة لان صوت الحفلة يصلك في المنزل وهي أغنية
"ورا ورا ورا" وفعلا الأغاني رجعت إلي الوراء , فالأغنية ليست لها كلمات ثابتة كل فنان أو فنانة تجده يأتي بكلمات من عنده يتنافسون في الركاكة, مثل " الما عندو عربية يركب الردمية" وبعضها يسخر من سكان مناطق او اقاليم من السودان وهي من الأغاني التي تثير النعرات العنصرية مثل المقطع الذي يقول " البلد الما فيها جلابة ... يتمتعوا فيها الغرابة" حتى إنني سمعت شخص من دارفور عندما سمع هذا المقطع غضب غضبا شديد فقال " والله ناس الغرب ديل ليهم حق يتمردوا إذا كانت حتى مثل هذه الساقطة تقول فيهم مثل الكلام" وقل حوالي يومين سمعت هذه الأغنية ترددها فنانة
وعند نهاية الأغنية تردد المقطع التالي " الما عندها ورا ما مرا " أي معنى كلامها إن الفتاة التي ليس إرداف كبيرة ليست من النساء ,
وألان ظهرت الأسلحة عفوا اقصد كلمات الأسلحة مثل أغنية قنبلة , واضربني بمسدسك , وربما سوف نسمع في مقبل الأيام أغاني تتكلم عن الصواريخ ارض جو والصواريخ عابرة للقارات فانظروا ماذا وصل حال الغناء وما هو رأي القراء في هذه القضية
عبداللطيف عوض الله – الحصاحيصا - الامتداد