لا أعرف أن أتعامل بالعواطف في المصلحة العامة, لأني واحد من الذين جبلوا على أن يقدموا المصلحة العامة على المصلحة الخاصة, عصام كحيل الرجل المهذب الصامت, ربطني بعض عمل بالمحلية مما دعى مقابلتي له أكثر من مرة, فعجبت لهذا الطراز الفريد من البشر بل الموظف المثالي, البار بمدينته, يترك سفاسف الأمور, ولا يمشي بين الناس بالخيلاء, يخدم بلده كأنها همه الأول, ويعامل الروضيع مثل معاملته الرفيع, كانت فكرتي عن الرجل بحسب هيئته أنه جاد أكثر من اللازم, ولكني عن قرب عرفت سريرته الخالية من التعقيد, الجادة في أمر الجد, السلسة لكل قريب عنها, عصام كحيل فيه مواصفات الموظف الراقي, الصابر على مكائد الناس, ودسائس المتعجلين, هو رجل محترم يحترم عمله, ويدافع عن وطنه الصغير حتى أتهمه كثير من المسئولين لأن الشجاعة دائماً لها ثمن, كن في الحدث أخي كحيل, ولا تنظر إلا لمصلحة الحصاحيصا, ولو كان بالحصاحيصا نسختين منك لعاد إليها كثير من الحق مسلوب.