أصبحت الحياة صعبة بفقد المورد الأساسي الذي كان له أثر في إنعاش الاقتصاد السوداني واستقرار الحياة، لكن بعد الانعدام، ظل الدولار في زيادة يومياً حتى كاد أن يتجاوز السبعة جنيهات إن لم يكن قد تجاوزها، لذا كان من المفترض على الدكتور "الجاز"، وهو الذي يحس بمعاناة الغلابة من أبناء الشعب، أن يستجيب لطلب الإخوة الجنوبيين للمفاوضات التي توصلت للاتفاق حتى يتدفق البترول من جديد، وتعود الحياة إلى طبيعتها، وتعود الأسعار لما كانت عليه. ربما الدكتور "الجاز" لم يتعود دخول الأسواق لمعرفة كم هي الأسعار الآن؟ هل يعلم الدكتور "الجاز" أن جوال البصل قد وصل إلى ثلاثمائة وستين ألف جنيه، والبصل مزروع في الجزيرة والشمالية ويأتينا من (الصين)، وهل يعلم دكتور "الجاز" أن رطل اللبن قد وصل إلى ثلاثة جنيهات، وكيلو اللحم وصل إلى أكثر من خمسين ألف جنيه، وهي خراف سودانية لم يتم استيرادها من (استراليا)، وهل يعلم دكتور "الجاز" أن لوري الطوب قد وصل إلى مليون وأربعمائة ألف جنيه، وهو طوب سوداني مصنوع في الكمائن السودانية على ضفاف النيل ولم يستورد من (ماليزيا) أو (الفيليبين)، حتى الخضروات تصاعدت أسعارها (البطاطس والأسود) وغيرهما من الخضروات التي تزرع داخل ولاية الخرطوم، ولا ندري كيف كان الحال إذا أصبح السودان مثله مثل دول الخليج والسعودية، الذين يستوردون كل شيء من الخارج، وهل يصدق دكتور "الجاز" أن صابون الغسيل قد انعدم بالأسواق، والسبب ببساطة يا دكتور كل هذا الارتفاع في المواد التموينية البترول وانعدامه، وبسببه تصاعد سعر الدولار ونحن دولة مستهلكة وليست منتجة، فإذا كنا منتجين لما وصل بنا الحال هكذا!!
لذلك لابد من الموافقة على مرور بترول الجنوب ليس انكساراً لهم، لكن لمصلحة هذا الشعب الذي صبر طويلاً على قسوة الحياة، وصبر على أمل أن ينصلح الحال، لكن الحال في ظل غياب البترول وعدم وجود بدائل تغطي عجز البترول، تصبح الحياة مستحيلة والمعاناة أصعب وعدد الفقراء سيكون في زيادة...
الشعب السوداني غير محظوظ في كل شي....
دمتم في امان الله