قال اللّه تعالى {قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى}قال في المواهب: المراد بالقربى من ينسب إلى جده الأقرب عبدالمطلب.وقال في الصواعق: المراد بأهل البيت والآل وذوي القربى في كل ما جاء في فضلهم مؤمنوا بني هاشم وعبدالمطلب.وكان الثلاثة العترة فالألفاظ الأربعة بمعنى واحد. كما في المواهب.وقال ابن عطية: قريش كلها عندي قربى، وإن كانت تتفاضل، وخير الأقوال أوسطها، وينافيه ما روى الطبراني وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس، أنها لما نزلت قالوا يا رسول الله من قرابتك الذين نزلت فيهم الية قال: (علي وفاطمة وإبناهما)، إلا أن يجعل هذا الحديث ونحوه من باب (الحج عرفه) والاستثناء في الآيةوالمعنى لا أسألكم عليه أبدا، ولكن أسألكم أن تودوني في ذوي القربى.وفي الآية تفسير آخر، وهو: أن المعنى ولكن أسألكم أن تودوني وتكفوا عني أذاكم، بسبب ما بيني وبينكم من القرابة، ولا بطن من قريش إلا له عليه الصلاة والسلام قرابة بهم، فالقربى على كل بمعنى القرابة مع تقدير مضاف على الأول (وقال عز وجل) {إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}. أراد بالرجس الذنب، وبالتطهير التطهير من المعاصي، كما في البيضاوي روى من طرق عدة صحيحة أن رسول الله ، جاء ومعه علي وفاطمة وحسن وحسين، قد أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى علياً وفاطمة ثم تلا هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وفي رواية (اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم، إنك حميد مجيد).وفي رواية أم سلمة قالت: فرفعت الكساء لأدخل معهم، فجذبه من يدي، فقلت وأنا معكم يا رسول الله فقال: إنك من أزواج النبي على خير.وفي رواية لها أن رسول الله كان في بيتها، إذ جاءت فاطمة ببرمة، (قدر من حجر) فيها خزيرة، بخاء معجمة مفتوحة فزاي مكسورة فتحتية ساكنة فراءُ، (ما يتخذ من الدقيق على هيئة العصيدة لكن أرق منها) فوضعتها بين يديه، فقال: أين ابن عمك وابناك فقالت في البيت، فقال ادعيهم، فجاءت إلي علي وقالت أجب رسول الله، أنت وابناك فجاء علي وحسن وحسين فدخلوا عليه، فجعلوا يأكلون من تلك الخزيرة، تحت الكساء، فأنزل الله عز وجل هذه الآية {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.وفي رواية أنه أدرج معهم جبريل وميكائيل، وفي رواية أنه أدرج معهم بقية بناته وأقاربه وأزواجه، وفي رواية أن ذلك الفعل كان في بيت فاطمة، وفي حديث حسن أنه ستر العباس وبنيه بملاءة ودعا لهم بالستر من النار، وأنه أمن على دعائه أسكفة الباب، وحوائط البيت، ثلاثاً وقد أشار المحب الطبري إلي أن هذا الفعل تكرر منه وبه جمع بين الاختلاف في هيئة اجتماعهم. وما سترهم به وما دعا به لهم، وفي المجموعين، ومحل الجمع، وكونه قبل نزول الآية أو بعدها. وروى أحمد والطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (أنزلت هذه الآية في خمسة، فـيَّ وفي علي، وحسن، وحسين وفاطمة) وروى ابن أبي شيبه وأحمد والترمذي وحسنه، وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه، عن أنس أن رسول الله ، كان يمر ببيت فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول الصلاة أهل البيت، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}، وفي رواية ابن مردوية عن أبي سعيد الخدري أنه جاء أربعين صباحاً إلى باب فاطمة يقول: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، الصلاة يرحمكم الله، {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.وفي رواية عن ابن عباس، سبعة أشهر، وفي رواية لابن جرير وابن المنذرر والطبراني، ثمانية أشهر، وروى مسلم والنسائي عن زيد بن أرقم قال قام رسول الله خطيباً فقال: (أذكركم الله في أهل بيتي ثلاثاً) فقيل لزيد بن أرقم: من أهل البيت؟ قال: أهل البيت من حرم الصدقة بعده، قيل ومن هم؟ قال آل علي، وال عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. وفي الصواعق، أن المراد بالبيت في الآية، ما يشمل بيت نسب النبي ، وبيت سكناه، فتشمل الآية أزواجه عليه الصلاة والسلام. وهو ما ذكره الزمخشري والبيضاء، ويدل عليه ما قبل الآية، وما بعدها، وما يوهم خلاف ذلك، من الأحاديث المتقدمة تقدم الجواب عنه فافهم. ونقل القرطبي عن ابن عباس في قوله تعالى{ولسوف يعطيك ربك فترضى} أنه قال رضي محمد أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار، وأخرج الحاكم وصححه أنه قال (وعدني ربي في أهل بيتي، من أقر منهم بالتوحيد، ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم)، وأخر تمام والبزار والطبراني وأبونعيم أنه قال: (إن فاطمة أحصنت فرجها، فحرم الله ذريتها على النار) وفي رواية (فحرمها الله وذريتها على النار) وأخرج الطبراني بسند رجاله ثقات أنه قال لها (إن الله غير معذبك ولا أحد من ولدك) وأخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً} عن جعفر الصادق أنه قال: نحن حبل الله. وأخرج بعضهم عن الباقر في قوله تعالى {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله} أنه قال أهل البيت هم الناس. وأخرج السلفي عن محمد ابن الحنفية في قوله عز وجل {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُداً} أنه قال لايبقى مؤمن إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته.
وللحديث بقية ،،،