يستسهل بعض الآباء أن يوكل أحد أبنائه مهمة المراقبة والاستطلاع عن بعد والتحسس والتجسس على افراد العائلة ، ليعرف منه كل ما يحصل في غيابه من أمور ومخالفات وخصوصاً ما يحصل من شجار بين الأبناء..
**** جميل منا أن نشرك أطفالنا في بعض الأمور، أو نجعلهم يطلعون على ما هو حاصل داخل المحيط الأسري. ولكن أجمل من ذلك ان نفرق بين ماهو مناسب ان يطلع عليه الاطفال وماهو غير مناسب خصوصا اذا كان هذا الاطلاع يؤثر عليه فعلاً في تنمية بعض المهارات السلوكية أو النفسية أو العقلية..
وهل يخلق هذا الاطلاع عندهم بعض العادات الاجتماعية السيئة والممقوتة عند المجتمع، فيتميز هذا الطفل من بين أقرانه بحب الفضول والاستطلاع المذموم ، حتى ربما أصبح ينادى من قبل أقرانه بألقاب سيئة (كالملقوف) و(أبو أنف طويل) كناية عن إدخال أنفه في كل ما لا يخصه ولا يعنيه..
وكل ذلك بسبب التربية التي جعلت منه أشبه بمسجل يسجل كل ما حوله لينقله الى الآخرين، بل إنه مع الوقت يستمتع بذلك فتجده يحاول معرفة كل شيء بالتفصيل حتى الأشياء التي لم يرها، حتى يتمكن من أن يكون شاهداً أو محامياً أثناء الحاجة له..
**** إن الأطفال في مرحلة الطفولة قد يزيدون أو يحرفون في الوقائع لما يتمتعون به من سعة خيال قد تغرقهم في أحلام اليقظة .. إضافة إلى عدم معرفة الطفل بخطورة ما ينتج عن محاولته قول أي كلام يرضي مستجوبه ، فيؤلف من كلامه قصصاً خيالية..
**** إن هذه السلوكيات غالباً ما تجعل الطفل غير مرغوب فيه، ولا مقبول اجتماعياً، اضافة إلى ما يتعرض له الطفل من قلق وعدم أمان نفسي، لأن اطلاع الطفل على المشاكل او التسبب بها بسبب نقل الكلام والنميمة، وهذا يقلل ثقة الطفل بنفسه مستقبلاً وقد يجعله متحفظاً في طرح أو البوح بالمشاكل التي تواجهه مما قد يدفعه لحل مشاكله بنفسه، وبالطبع لن يستطيع، وهنا يدخل الطفل في عزلة نفسية واجتماعية وربما إلى ارهاق نفسي وذهني خاصة إذا ترتب على استجوابه مشاكل ضخمة وكبيرة قد يلوم نفسه فيها مدى العمر ، وللحديث بقية ...