أشارت دراسة حديثة صادرة عن جامعة لندن وكلية العلوم الاقتصادية تحديداً، إلى أن الأشخاص السعداء في حياتهم يمكنهم جني مال أكثر من غيرهم.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، التي نشرت بعض نتائج الدراسة، أن جني الكثير من الأموال ربما من أسباب السعادة عند الناس، لكن البحث الجديد يشير إلى العكس أيضاً، إذ يمكن للسعداء أن يجنوا مالاً أكثر بالمقارنة مع الآخرين.
وشارك في هذه الدراسة أكثر من 10 آلاف أميركي، أشاروا إلى أنهم يتمتعون بروح إيجابية عالية يومياً، ويشعرون بالرضا عن حياتهم، في الوقت ذاته استطاعوا أن يزيدوا دخلهم مع دخولهم سن التاسعة والعشرين.
هذه الدراسة تم نشرها الشهر الماضي في الأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية، وقدمتها الجمعية الاقتصادية الأميركية خلال اجتماعها السنوي.
هذا، وجمع القائمون على البحث ببياناتهم من دراسات أجريت بين عامي 1994 و2008، طُرح خلالها على طلاب سؤال عن مدى استمتاعهم بحياتهم آنذاك. وبعد أن زاد عمر هؤلاء، طُرح عليهم سؤال آخر حول مدى رضاهم عن حياتهم بشكل عام.
وبينت الدراسة أيضاً أن الطلاب الذين أجابوا بأنهم سعداء في سن السادسة عشرة والثامنة عشرة، عبّروا عن رضاهم في سن 22 وفي سن 29 كانوا قادرين على جني مال أكثر.
ووفق حساب يبدأ من نقطة إلى خمس، تقول الدراسة إن زيادة رضا الشخص عن حياته درجة نقطة واحدة في سن 22 تزيد أرباحه ألفي دولار. أي إن متوسط الدخل كان حوالي 35 ألف دولار.
ويشير التحليل إلى أن السعادة غير مرتبطة بارتفاع الدخل، بل تساعد على توليده. ويقول الدكتور دي نيف، الذي شارك في إعداد الدراسة أن نتيجة هذه العلاقة بين الدخل والسعادة تدور في الاتجاهين.
وربما يعود السبب في ذلك إلى أن الشباب السعداء في حياتهم أكثر قدرة على التحصيل العلمي العالي، والتوظيف، وهم أكثر تفاؤلاً وأقل عصبية مقارنة بغيرهم كما يفترض الباحثون.
كما عولت الدراسة على عوامل أخرى مثل التعليم والثقة بالنفس والمستوى. فكون الفرد سعيداً يمكنه أن يعزز دخله بنسبة %10 عن المعدل الوسطي. لكن الذين عبّروا عن عدم رضاهم كان دخلهم أقل بنسبة %30 عن متوسط دخل الآخرين.
ويشير الباحثون إلى أن الرابط بين السعادة الذاتية وارتفاع مستوى الدخل قد يكون بمنزلة خبر سار للدول التي تعاني، كي تعزز نموها الاقتصادي.
بالنسبة للساسة، قد يرفع وجود هاتين الآليتين من إمكانية توليد المجتمع السعيد دخلاً أعلى لمواطنيه.
"تفائلوا بالخير تجدوه"