فجر جديد سودان جدييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييد
الشعب يريد إسقاط النظااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
عاش نضال المرأة السودانية
ياعازة إنت أساس شرفك محال ينداس
المرأة تريد إسقاط النظااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام
أرض الجنوب فصلوها ودارفور حرقوها والقروش سرقوها والعمارات بنوها
بهذه الهتافات وبعض الهتافات الثورية الأخرى كانت ضربة البداية لبرنامج إعتصام أسر المتعقلين من داخل دار المؤتمر الشعبي .
التفاصيل تأتي لاحقاً
نقلا عن موقع الحلاوين
د/يحيى الشيخ
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 9 مارس 2013 - 12:21
اليوم, 08:54 AM #22 محمد الطيب البصير عضو مميز
تاريخ التسجيل: Jul 2009 المشاركات: 103 رد: إعتصام ناجح لأسر المعتقلين وحضور مميز لأحزاب المعارضة وبعض الناشطين جانب من كلمه أسره البروفسير محمد زين العابدين قدمها شقيقه السيد مدثر زين العابدين:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاه والسلام علي أشرف المرسلين ، التحيه للحضور والتحيه لكل هذه الجموع الموجوده التي تقف مع الحق ضد الظلم والظالمن، وفي الحقيقه مافي معارضه في الدنيا إلا وهدفها إسقاط النظام، وفي الحقيقه أنا ماعايز أتكلم عن الأخ البروف وعن نضاله ، ولكن أشير الي أن الحاله الصحيه للبروف ظلت في تدهور وقد كانت للبروف مراجعات ومقابلات مع الأطباء في لندن ولكن النظام لم يسمح له بذلك بعد توقيعه علي وثيقه الفجر الجديد في كمبالا، وقد أشار الأخ مدثر في كلمته بانهم كأسره يحملون كفن أخوهم محمد بين أيديهم وأنهم يحملون النظام المسؤليه كامله وليعلم النظام أن أخونا محمد لوحدث له شئ سنأخذ بثأرنا ، وقد اكد الأخ مدثر علي أن شقيقه ورفقائه لم يعملوا خطيئه فهم يحاورون من أجل جمع الصف الوطني . وفي خاتمه حديثه أشار الي الفساد المالي والفساد الأخلاقي الذي ظللنا نلاحظه بصوره كبيره في المجتمع السوداني ،وأكد الأخ مدثر علي ضروره التكاتف بين أبناء الوطن من أجل أن نصل ببلدنا الي بر الأمان. وأخيرا حيا الأخ مدثر كل الذين وقفوا مع البروف وحيا أسر المعتقلين وفي مقدمتهم أسره المناضله إنتصار العقلي مهيره السودان. والشكر للجميع
د/يحيى الشيخ
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 9 مارس 2013 - 18:46
طبعا من ضمن احلامنا فى هذا الزمن القبيح انه يحق لنا فقط ان نحلم لانو الجماعه ديل قالوا زوول يفتح خشمه مافى حتى ولو لطبيب الاسنان
ولكن يا بروف دعنا نستعير حلم مارتن لوثر كنج
عندي حلم بأنه في يوم ما على تلال جورجيا الحمراء سيستطيع أبناء العبيد السابقين الجلوس مع أبناء أسياد العبيد السابقين معاً على منضدة الإخاء.
مقبرة مارتن لوثر كنج مكتوب عليها "حر في النهاية! حر في النهاية! شكراً يا رب العالمين، أنا حر في النهاية!" هذا هو أملنا. هذا هو الإيمان بأنه عندما أعود إلى الجنوب بهذا... بهذا الإيمان سنكون قادرين على شق جبل اليأس بصخرة الأمل. بهذا الإيمان سنكون قادرين على تحويل أصوات الفتنة إلى لحن جميل من الإخاء. بهذا الإيمان سنكون قادرين على العمل معاً والصلاة معاً والكفاح معاً والدخول إلى السجون معاً والوقوف من أجل الحرية معاً عارفين بأننا سنكون أحراراً يوماً ما.
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الثلاثاء 12 مارس 2013 - 1:30
لا الســــــــــــــــجن ولا الســـــــــجان باقٍ الحـــــــرية لمعتقلى ومعتقلات نظام الانقاذ
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الخميس 14 مارس 2013 - 0:52
الحريه لمعتقلى الرأى السياسى.
د/يحيى الشيخ
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 16 مارس 2013 - 21:56
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع 11-05-2012, 08:55 AM #1 على زين العابدين عثمان عضو مميز
تاريخ التسجيل: Sep 2008 المشاركات: 929 على صدى الجزء الثانى لمقال البروف..... هل ممكن ان نفتح الحوار الجاد والراقى..لمشكلة تؤرق الجميع السودان هذا الوطن المتعدد الاعراق والاثنيات والخلفيات الثقافية... تطل مشكلة اساسية لها جذورها التاريخية منذ بداية تشكل الدولة السودانية والوطن بحدودة الجغرافية......قبل ان يتم تقطيع جزء اصيل منها........ من جديد تطل علينا مشكلة العنصرية.. ومحاولة ادخال المجتمع السودانى فى نفق مظلم بعد ان مضت سنين عجاف.فى خروج من هذة المحرقة.. وبدات تتشكل ملامح جديدة لشعب بدات تدخلة عوامل جديدة.من الانصهار. والتشكل بسمات جديدة لدرجة بدا الكثيرين يتكلمون عن الهوية السودانية من منطلق سودانى بحت بعيداً عن التداخل العربى والتداخل الزنجى وغيره.....وكل بدا يحلم بوطن يسع الجميع........ولكن جاء هذا النظام وبدأ يؤسس الى تراجع كبير فى هذا الانصهار.بل بدأ حتى يؤسس على افضلية تضيق الى ابعد وانحصر فى اثنيات قليلة جداً من كل التنوع الموجود فى السودان....... ومن هنا سوف انطلق من مجتمع مهم جداً وعوامل اقتصادية وثقافية مهمة جداً هى التى كانت بداية تميز..ذلك الانصهار الا وهو مجتمع الجزيرة او وسط السودان والذى لدى اعتقاد كبير جداً..عكس حقيقة الانصهار الذى بدا وبل تمظهر بشكل كبير جداً.. فى مجتمع الوسط الذى بدا مقبول لكل الاطراف بحكم تواجدها فيه وان كانت هناك الكثير من المسالب موجودة ولكن فى راى انها كانت ممكن ان تزول لو ترك لذلك المجتمع عوامله التى انتجها فى الانصهار.. ولكن الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة.... بدل ما تساعد فى ذلك الانصهار ..... عملت على ايقاف الكثير..من عوامل تلك الى انت اتى نظام الانقاذ الاخير.وزاد من وتيرة انهاء تلك العوامل..وبالذات العامل الاقتصادى لاننى لدى قناعة تامة بانه له الدور الحاسم فى ذلك الانصهار وملامحه....... سوف اواصل الموضوع بشئ من التفصيل بشكل اكبر .. والموضوع مفتوح للنقاش الموضوعى والهادف لتشريح هذة المعضلة.......وسوف انقل مقالات مهمة كتبت فى هذا الاطار حتى تفتح النقاش بصورة اوسع وتاتى باراء مختلفة يجب ان نفهمها فى صياغها الموضوعى.....
منقول عن موقع الحلاوين
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الجمعة 22 مارس 2013 - 15:22
د/يحيى الشيخ
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الجمعة 22 مارس 2013 - 20:07
#48 محمد أحمد ابراهيم أبوغيدا عضو مميز
تاريخ التسجيل: May 2007 الدولة: شرفت--بيشة المشاركات: 708
رد: الحرية للبروف محمد زين العابدين ادناه مهدي لمن قالوا ونالوا من اولئك الشرفاء حبيسي زنازين النظام بتهمة العمالة بل والخروج من الملة لانهم وقعوا علي وثيقة الفجر ماذا يقولون في ربائب نعمتهم وهم يقومون بهذا ليكونوا شجعانا بالظهور هنا وعمل احد عملين لا ثالث لهما اما ان يدعو مثلنا لاطلاق سراح اولئك الشرفاء او الدعوة لادخال ربائبهم واولي نعمتهم السجن مثل اولئك لان الجرم حسب وجهة نظرهم واحد لا يتجزأ اللهم الا ان كانو يتحاكمون لقانون المخزومية والعياذ بالله فهل يملكون الشجاعة للظهور هنا
لأخبار أخبار إقليمية انظروا إلى "الحزب الحاكم" متورطاً انظروا إلى "الحزب الحاكم" متورطاً
03-22-2013 01:05 AM خالد التيجاني النور
لولا أنني أعرف الأستاذ فيصل محمد صالح زميلاً عزيزاً غاية في التهذيب وصحافياً مهنياً متميزاً وكاتباً رصيناً لما ترددت في وصف إيقاعه ب"المؤتمر الوطني" في "ورطة عظيمة" بأنها فعلة تنطوي على قدر غير قليل من"اللؤم السياسي", ف"المؤتمر الوطني" الذي تسميه الصحافة من باب التدليل والحذلقة أحياناً ب"الحزب الحاكم", وقع جراء ذلك في "شر أعماله" وفي مأزق لن يكون خروجه منه ممكناً أو سهلاً بغير كلفة عالية تفقده برجه "العاجي" أو "الصدقية" التي يغدقها على نفسه.
والقصة أن فيصلاً, بحس صحافي عال, التقط خبراً مر به الجميع بلا اهتمام مع خطورة دلالته, وقد تكسرت النصال على النصال مع كثرة الأخبار المفجعة والموجعة في بلادنا حتى لم يعد يبالي بها الكثيرون. فقد تواترت أنباء صحافية أن "المؤتمر الوطني" يتباهى بأن الحزب الشيوعي الصيني تبرع له بأموال لبناء برج فاخر من الطوابق ذات العدد ليكون مقراً لرئاسته. وما كان في ذلك من غبار لو أن مديري "المؤتمر الوطني" اتسموا بقدر من التواضع وعدم مغالطة الواقع واعترفوا أن نظامهم مثل نظام حليفهم الصيني نظام حزب واحد يملك أن يفعل ما يشاء دون أن يتشدق بالديمقراطية وإن أقام مسرحاً لها, ويا دار ما دخلك شر.
وبمناسبة العلاقة الاستراتيجية التي يقول المؤتمر الوطني "الإسلامي" إنها تربطه بالحزب الشيوعي الصيني (....) ضع ما يناسبك في الخانة الخالية, والتي لم نسمع بحمد الله فتوى ضدها مما يؤكد أنها حلال بلال, فإنني اقترح على الرفاق هنا من باب الترفيه أن يحولوا تنظيمهم إلى الحزب الشيوعي الصيني – فرع السودان عسى أن ينالهم رضا "المؤتمر الوطني" ويتركهم في حالهم او يجدوا لهم نصيباً من خيرات بكين, وربما يصبحوا شركاء في السلطة. بيد أن ما يحير المرء حقاً ولا يجد له تفسيراً لماذا يعشق حزبنا الحاكم الشيوعية الصينية ويعتبرها حليفاً استراتيجياً و"يكجن" الشيوعية السودانية ويعتبرها رجساً من عمل الشيطان. ما علينا نعود إلى موضوعنا ففي خطوة تدل على حسن إدراك وحس وطني عال وجه فيصل بلاغاً صحافياً مفتوحاً إلى مجلس الأحزاب ثم أتبعه بإجراء قانوني برفقة محامين في مواجهة "المؤتمر الوطني" الذي خرق القانون الذي يجرم تلقي الأحزاب السياسية أموالاً من جهات أجنبية. لأن في صنيعه الحسن هذا اختبار جدي للنظام السياسي, وللنظام العدلي وفق قواعد اللعبة التي وضعها "المؤتمر الوطني" نفسه لا بقواعد لعبة غيره, كما أن من شأن هذه الخطوة أن تكشف عيوبه على رؤوس الأشهاد إن تنكب طريق تطبيق القانون.
ويحي فيصل بخطوته هذه سنة حسنة في السعي لتأسيس حكم القانون وشفافية الممارسة السياسية, وإن بدا الطريق طويلاً, إذ يخطئ المعارضون بانتهاج سياسة عدمية باعتزال هذا الدور المهم, وما من شئ أكثر راحة للطبقة الحاكمة من تركها تطلق وعوداً وشعارات ثم لا تجد من يختبر جديتها. صحيح قد لا يكون المناخ القانوني ملائماً تتوفر فيه شروط العدالة الواجبة, لكن الإصلاح والتغيير لا يأتي بالزهد والجلوس على الرصيف, بل بالخوض في وحل الواقع حتى ينبلج الصباح.
ومأزق "المؤتمر الوطني" يأتي من إصراره على الزعم أن البلاد تعيش في بحبوحة نظام ديمقراطي كامل الدسم, وفي دولة يحكمها القانون, وأنه حزب ديمقراطي يحكم بأغلبية منتخبة شعبياً, ليس ذلك فحسب لا يفتأ قادته يتحدون معارضيهم بأن ينازلونهم في الانتخابات المقبلة, ومن يسمع مثل هذه التصريحات الولهى بالديمقراطية والاحتكام إلى الاختيار الشعبي يكاد يظن آثماً أن "المؤتمر الوطني" جاء إلى السلطة محمولاً على أعناق الجماهير متناسياً أنه ربيب نظام جاء إلى الحكم بإنقلاب عسكري, وأنه حزب تم تصنيعه لإكمال الديكور السياسي للطبقة الحاكمة حتى أن أغلب الإسلاميين الذي صنعوه يفضلون الجلوس على الرصيف ولعنه في الظلام بدلاً من الانخراط فيه ولذلك ظلت تسيطر عليه وتحتكره فئة قليلة على مدار أكثر من عشرين عاماً. والسؤال ما دام مديرو الحزب الحاكم مولعون إلى هذه الدرجة بالديمقراطية والانتخابات فلماذا لم ينتظروا صناديق الاقتراع في العام 1989؟. تصرف "المؤتمر الوطني" وهو يقبل الهدية الصينية دون أن يرف له جفن, بل ويتباهى بإعلان ذلك, في مخالفة واضحة لأحكام القانون التي تجرم حصول الأحزاب السياسية على هبات أجنبية, وهو قانون هندسه دهاقنة الحزب وليس غيرهم, تصرف ينم عن شئ واحد الفقدان الكامل للحس السياسي, وتدني الكفاءة والحنكة السياسية, وهو على أي حال يكشف العقلية الحقيقية التي يتعامل بها المؤتمر الوطني مع نفسه قبل غيره, فهو لا يرى نفسه حزباً سياسياً مسؤولاً وواعياً عليه أن يحسب تصرفاته بدقة وأن يتحرى احترام قواعد اللعبة التي صنعها بنفسه, بل يتعاطى السياسة بعقلية مصلحة حكومية ملحقة بالجهاز التنفيذي للحكومة وليس قائداً لها كما يفترض.
ولذلك يتعامل مديرو "المؤتمر الوطني" مع حزبهم باعتباره جهازاً بيروقراطياً حكومياً لا يستطيع الفطام من ثدي الامتيازات والمساعدات الحكومية المفتوحة خزائنها أمامه بلا قيود, بدلاً من أن يستمد وجوده الحقيقي من قواعد شعبية فعلية تمده بأسباب الحياة وتضمن له الوجود خارج مظلة السلطة. وما يبدو من وجود قاعدي لا يعدو أن تكون تحالف مصالح معهود طالما خبره الناس في ظل الأنظمة الشمولية, وهي مصالح ليست بالضرورة كلها ذاتية, ولكن تقتضيها أيضاً تحقيق مصالح جماعات اجتماعية تتحالف عادة مع أي سلطة تملك الثروة لتحقيق مطالب ومكاسب معينة, وهي ولاءات متحولة لن تصمد بمجرد فقدان السلطة لأنها ستتحول إلى صاحب السلطة الجديد. ولذلك تتبخر مثل هذه الأحزاب الاصطناعية الشمولية بمجرد خسارة السلطة.
والمازق الحقيقي أن مديري "المؤتمر الوطني" يتعاملون مع استحقاقات العمل السياسي ويتعاطون مع خصومهم باعتباره حزباً صنع على عين السلطة, وأنه وجد ليخلد في السلطة بأية وسيلة, ولا يتصور نفسه لأي سبب خارج أسوارها أو بعيداً عن ظلها, ولا يبدو مستعداً لأي خيار غير تصور نفسه جزءً من لعبتها, ومن أجل ذلك يبدو مستعداً للذهاب بعيداً ليضمن الخلود فيها, وما إبداء استعداده لمنازلة خصومه انتخابياً إلا لأنه يضمن أن تكتيكاته المعروفة ستحقق له هذا الهدف, وفكرة تداول الحكم أو خروجه من اليد لأي طرف آخر, والتحول للمعارضة يبقى مجرد حلم ليلة صيف. فالطبقة الحاكمة لم تقبل بتدوير السلطة وتبادلها سلمياً حتى داخل "المؤتمر الوطني" نفسه ولا حتى في "حركته الإسلامية" فكيف ينتظر أن تقبل للأخرين ما تحرمه حتى على مواليها. بتلك العقلية لا يرى "المؤتمر الوطني" نفسه ملزماً بقواعد اللعبة حتى على ضوء تلك القوانين التي وضعها بنفسها معطياً نفسه الحق تجاوزها متى ما شاء لأنه يعرف أنه ليس هناك من يستطيع محاسبته أو مساءلته على الخروج عليها, ولذلك يبقى الدستور والقانون مجرد كلمات منمقة وهبات تمنح أو تمنع حسب حسابات السلطة ومزاجها السياسي, وليست حقوقاً اصيلة بمقتضى العدالة والنزاهة, وهي طريقة تحاكي فعلة مشركي مكة الشهيرة الذين يقال أنهم كانوا يصنعون آلهتهم من العجوة فإذا جاعوا أكلوها.
وليست تلك هي المكشلة فحسب فقادة الحكم يعطون أنفسهم الحق في محاكمة خصومهم على الهواء, يتهمونهم بتصريحات صحافية, ثم يحاكمونهم مباشرة, ثم يطلقون الأجهزة التنفيذية لتنفيذ أحكامهم, وأما من يفترض بهم إقامة العدالة وحراستها و فلا عزاء لهم إذ يبدو أنهم مشغولون جداً بمطاردة صغار اللصوص وبؤساء المجرمين. إذ طالما "شالت" الحكومة حال خصومها سواء كانوا سياسيين أو جميعات مجتمع مدني معترف بها رسمياً, أو صحافيين أو غيرهم تطاردهم بتهم تلقي أموال أجنبية, وتزيدها من تهم الخيانة والعمالة, والسؤال ما الذي يجعل ما يجرمه قانون الحكومة نفسها حرام على الجميع وحلال عليها؟!!
كيف سيبرر "المؤتمر الوطني" فعلته بتلقي أموال أجنبية ويعلنها جهاراً نهاراً دون أدنى وازع بمخالفة القانون أو المسؤولية الأخلاقية, وهو الذي طفق يوزع شهادات الوطنية على البعض ويحجبها عن بعض مواطنيه لمجرد اختلافهم معه في الرأي, أهذه هي عدالة الشريعة في ظنهم التي طالما تغنوا بها شعارات وأزوروا عن استحقاقاتها , ألم يقرأوا مقومات ومقتضى العدالة التي أثبتها الحق عز وجل في كتابه العزيز "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى", هل بعد هذا الهدي الواضح من سبيل لجرأة على الحق باسم رب العالمين.
صحيح يستطيع "المؤتمر الوطني" ببعض الفهلوة, وكثير من قوة العين الخروج من هذه الورطة, أو ببعض الذكاء إن وجد من يحسن تدبر سبيل يجنبه هذا المازق اللزق الذي وجد نفسه فيه متلبساً لأن مديريه لا يحسنون التصرف خارج دائرة العقلية البيروقراطية, ويثبتون أكثر من ذلك انهم لا يأبهون بالقانون أو لا يلقون له بالاً, و"أن الأمر كله عندهم صابون", فالديمقراطية التي اكتشفوا محاسنها أخيراً وينادون الخصوم لمنازلتهم باسمها انتخابياً, هي مسألة أكثر من مجرد صناديق اقتراع, هي قبل ذلك سيادة حكم القانون, حقاً لا قولا, وتكافوء الفرص, والشفافية والنزاهة, وأن ينطلق الجميع للسباق من منصة واحدة, ولكن أن يقيد أرجل وايدي خصومه ويعصب عيونهم ثم يدعوهم للتسابق فذلك مما يثير السخرية.
وفعائل "المؤتمر الوطني" المنكرة هذه لا يرميه بها خصومه ممن يستسهل قادته اتهامهم حتى بالخرج من الملة, بل يأتي من أقربين لا يستطيعون التشكيك في نياتهم تجاه الحكم أو ضمهم في زمرة الخوارج, وها هو الأستاذ الطيب مصطفى يكتب في عموده منتقداً تضييق الحكومة وحزبها الحريات على الأحزاب السياسية بما فيها للمفارقة حزبه الذي يعتبره كثيرون وجهاً آخر للمؤتمر الوطني, أو حتى الحزب الحقيقي الخفي لبعض كبار قادته.
انتقد الطيب مصطفى بشدة نائب رئيس "المؤتمر الوطني" د. نافع ونعى عليه تخطي الحدود في معاركه التي لا تنتهي بانتقاده لقوى المعارضة المصرية التي نعتها بعدم الديمقراطية لمعارضتها لحكم مرسي في وجود رئيس حزب العدالة والحرية الحاكم بمصر الذي نأى بنفسه عن الخوض في ذلك, وسخر الطيب من الديمقراطية المزعومة في السودان قائلاً له بالحرف"لن تستطيع يا نافع أن تقنعنا نحن في الأحزاب السودانية أنك تتيح لنا ما يمكننا من مزاولة العمل السياسي الديمقراطي, وانك وحزبك وحكومتك ترموننا في اليم مكتوفين وتأمروننا ألا نبتل بالماء".
وتساءل عن كيفية ممارسة العمل السلمي الديمقراطي, بما يقطع الطريق على الحركات المسلحة, والأحزاب ممنوعة من مخاطبة جماهيرها إلا من داخل دورها. بالطبع في الوقت الذي يسرح فيه المؤتمر الوطني ويمرح في طول البلاد وعرضها بإمكانيات الشعب التي تتحكم فيها الحكومة, وباحتكار وسائل الإعلام الحكومية كافة لأنشطة "المؤتمر الوطني". ووجه الطيب مصطفى سؤالاً حارقاً هل كان مديرو المؤتمر الوطني سيرضون لأنفسهم هذه الحالة من تكميم الأفواه والقدرات إن كانوا في المعارضة, وتساءل عبثاً عن موقع ما يحدث عن المشروع الحضاري, وعن عدالة الإسلام وشريعته؟.
كل هذه اسئلة منطقية, ولكن المشكلة إلى من توجهها, فالطبقة الحاكمة تفترض أن المطلوب من معارضيها أن يسبحوا بحمدها وأن يمكونها من الخلود في السلطة, لا أن يعارضوها, لأنه تكرمت عليهم وسمحت لهم بقدر محدود من النشاط, يضيق ويتسع وفق حساباتها, لا بحكم الحرية المكفولة بالدستور, ولا بحق القانون المفترض تساوي الجميع أمامه, وتقتضي قواعد الشريعة الحق أن الجميع سواسية أمام القانون لا فرق بين رئيس ومرؤوس "ولو كانت فاطمة بنت محمد" دعك من هوى أدنى من مقامها بما لا يقاس. فالحرية حق كفله الحق عز وجل لعباده, "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" والحق في الحرية الذي يعتقد هؤلاء أنها منحة يملكون أن يعطوها أو يمنعونها لا يمكن عدادها في باب الحرية أصلاً, وتفقد قيمتها ابتداءً عندما تصبح هبة. وما يثير الاستغراب حقاً ليست هذه التغول على مقاصد الإسلام وتجير شعاراته لصالح فئة لا ترى لوجودها في السلطة بديلاً, بل هذه القدرة العجيبة من الجرأة على رب العالمين, هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم قضاة باسمه تعالى ليمنعوا على خلقه ما لم يمنعه عليهم. ويختصرون في نقائصهم الإنسانية كل قيم الدين حتى باتوا بفعائلهم هذه يصدون عن سبيل الله حقاً. لا نريد أن نفسد على قادة الحكم بهجة سلطتهم, بل لدينا رجاء واحد افعلوا ما يحلو لكم فقط رفقاً بالإسلام, ورحمة بعباد الله.
يواجه قادة المؤتمر الوطني مأزق أخلاقياً قبل ان يكون دينياً, وزد عليه مأزقاً وطنياً فلو ان حال البلاد بعد ربع قرن من سيطرة الطبقة الحاكمة عليه كان مما يسر لقلنا لا تثريب عليهم و"مبروك عليهم" أما وان حال البلاد مائل إلى درجة لا تحتاج إلى مغالطة الواقع سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ويواجه بوادر تحولات اجتماعية خطيرة, وتفككاً غير مسبوق بعد تقسيمه, وانفلات أمني توشك أن يفقد الدولة السودانية معنى وجودها, فذلك كله أدعى لأن يوقف مديرو "المؤتمر الوطني" الأسلوب البهلواني الذي يحاولون به معالجة أمور البلاد الخطيرة التي لا تحتمل الجدل البيزنطي, ومن المؤكد أن قادة "المؤتمر الوطني" يدركون في قرارة أنفسهم أكثر من أي طرف آخر الهاوية التي يقودون إليها البلاد.
والحديث عن الانتخابات القادمة باعتبارها هي الحل, ترف في غير محله, فحال البلاد لن ينتظر انتخابات لا تتوفر لها أدنى الشروط الموضوعية لتستحق أن يراهن عليها باعتبارها مبادرة جدية. كما أن الأصرار على هذا السيناريو الانتحاري التمسك بالسلطة بأي ثمن ولو كان ذهاب ريح ما تبقى من الوطن لن يورثهم إلا خسارة في الدنيا قبل الآخرة, ومن العظات في التاريخ وفي الواقع المعاصر ما يغني, والشعوب أبقى من حكامها ولن تنتظر حتى تساق إلى هذا المصير البائس وهي تنظر يائسة. ولكن من يقنع مديرو "المؤتمر الوطني" أن الأمر لا يتعلق بصراع مستميت للتمسك بالسلطة مهما كان الثمن في مواجهة معارضين, بل يتعلق اساساً بمسؤولية تجاه مواطنيهم الذين لا ينبغي أن يدفعوا ثمن تنازع عبثي على السلطة بين المتناحرين عليها.
إيلاف السودانية khalidtigani@gmail.com
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:11
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:12
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:14
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:16
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:33
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:54
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:55
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:56
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 14:56
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 23 مارس 2013 - 22:00
د/يحيى الشيخ
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الأحد 24 مارس 2013 - 10:04
اليوم, 12:50 PM #81 عوض الكريم عثمان عمر عضو مميز
تاريخ التسجيل: Jan 2007 المشاركات: 10,717
رد: تدهور الحالة الصحية للبروف محمد زين العابدين وحياته فى خطر
قام الأخ العميد محمود محمَّـد أحمد نائب الدائرة يرافقه البروفيسر قرشى محمَّـد على بزيارة البروفيســر محمَّــد زين العابـــدين عثمن فى معتقله ؛؛؛ للإطمئنــان على صحته ؛؛؛ وأفادنى الأخ محمــــود رداً على ســـؤال وجهتـــه لــه فى وقت ســـابق أن البـــروف محمَّـــد يتعاطى أدويته بإنتظام ؛؛؛ كما أن إدارة المعتقل قد سمحى لأُسرته بإحضار الطعام له من منزله . __________________
تصوَّر كيف يكون الحال لو ما كنت سودانى وأهل الحارَّه ما أهلى
د/يحيى الشيخ
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الخميس 28 مارس 2013 - 6:13
هرا بدار الزعيم الازهري .. بامدرمان
22-03-2013, 04:02 PM #48 محمد أحمد ابراهيم أبوغيدا عضو مميز
تاريخ التسجيل: May 2007 الدولة: شرفت--بيشة المشاركات: 712
رد: الحرية للبروف محمد زين العابدين ادناه مهدي لمن قالوا ونالوا من اولئك الشرفاء حبيسي زنازين النظام بتهمة العمالة بل والخروج من الملة لانهم وقعوا علي وثيقة الفجر ماذا يقولون في ربائب نعمتهم وهم يقومون بهذا ليكونوا شجعانا بالظهور هنا وعمل احد عملين لا ثالث لهما اما ان يدعو مثلنا لاطلاق سراح اولئك الشرفاء او الدعوة لادخال ربائبهم واولي نعمتهم السجن مثل اولئك لان الجرم حسب وجهة نظرهم واحد لا يتجزأ اللهم الا ان كانو يتحاكمون لقانون المخزومية والعياذ بالله فهل يملكون الشجاعة للظهور هنا
لأخبار أخبار إقليمية انظروا إلى "الحزب الحاكم" متورطاً انظروا إلى "الحزب الحاكم" متورطاً
03-22-2013 01:05 AM خالد التيجاني النور
لولا أنني أعرف الأستاذ فيصل محمد صالح زميلاً عزيزاً غاية في التهذيب وصحافياً مهنياً متميزاً وكاتباً رصيناً لما ترددت في وصف إيقاعه ب"المؤتمر الوطني" في "ورطة عظيمة" بأنها فعلة تنطوي على قدر غير قليل من"اللؤم السياسي", ف"المؤتمر الوطني" الذي تسميه الصحافة من باب التدليل والحذلقة أحياناً ب"الحزب الحاكم", وقع جراء ذلك في "شر أعماله" وفي مأزق لن يكون خروجه منه ممكناً أو سهلاً بغير كلفة عالية تفقده برجه "العاجي" أو "الصدقية" التي يغدقها على نفسه.
والقصة أن فيصلاً, بحس صحافي عال, التقط خبراً مر به الجميع بلا اهتمام مع خطورة دلالته, وقد تكسرت النصال على النصال مع كثرة الأخبار المفجعة والموجعة في بلادنا حتى لم يعد يبالي بها الكثيرون. فقد تواترت أنباء صحافية أن "المؤتمر الوطني" يتباهى بأن الحزب الشيوعي الصيني تبرع له بأموال لبناء برج فاخر من الطوابق ذات العدد ليكون مقراً لرئاسته. وما كان في ذلك من غبار لو أن مديري "المؤتمر الوطني" اتسموا بقدر من التواضع وعدم مغالطة الواقع واعترفوا أن نظامهم مثل نظام حليفهم الصيني نظام حزب واحد يملك أن يفعل ما يشاء دون أن يتشدق بالديمقراطية وإن أقام مسرحاً لها, ويا دار ما دخلك شر.
وبمناسبة العلاقة الاستراتيجية التي يقول المؤتمر الوطني "الإسلامي" إنها تربطه بالحزب الشيوعي الصيني (....) ضع ما يناسبك في الخانة الخالية, والتي لم نسمع بحمد الله فتوى ضدها مما يؤكد أنها حلال بلال, فإنني اقترح على الرفاق هنا من باب الترفيه أن يحولوا تنظيمهم إلى الحزب الشيوعي الصيني – فرع السودان عسى أن ينالهم رضا "المؤتمر الوطني" ويتركهم في حالهم او يجدوا لهم نصيباً من خيرات بكين, وربما يصبحوا شركاء في السلطة. بيد أن ما يحير المرء حقاً ولا يجد له تفسيراً لماذا يعشق حزبنا الحاكم الشيوعية الصينية ويعتبرها حليفاً استراتيجياً و"يكجن" الشيوعية السودانية ويعتبرها رجساً من عمل الشيطان. ما علينا نعود إلى موضوعنا ففي خطوة تدل على حسن إدراك وحس وطني عال وجه فيصل بلاغاً صحافياً مفتوحاً إلى مجلس الأحزاب ثم أتبعه بإجراء قانوني برفقة محامين في مواجهة "المؤتمر الوطني" الذي خرق القانون الذي يجرم تلقي الأحزاب السياسية أموالاً من جهات أجنبية. لأن في صنيعه الحسن هذا اختبار جدي للنظام السياسي, وللنظام العدلي وفق قواعد اللعبة التي وضعها "المؤتمر الوطني" نفسه لا بقواعد لعبة غيره, كما أن من شأن هذه الخطوة أن تكشف عيوبه على رؤوس الأشهاد إن تنكب طريق تطبيق القانون.
ويحي فيصل بخطوته هذه سنة حسنة في السعي لتأسيس حكم القانون وشفافية الممارسة السياسية, وإن بدا الطريق طويلاً, إذ يخطئ المعارضون بانتهاج سياسة عدمية باعتزال هذا الدور المهم, وما من شئ أكثر راحة للطبقة الحاكمة من تركها تطلق وعوداً وشعارات ثم لا تجد من يختبر جديتها. صحيح قد لا يكون المناخ القانوني ملائماً تتوفر فيه شروط العدالة الواجبة, لكن الإصلاح والتغيير لا يأتي بالزهد والجلوس على الرصيف, بل بالخوض في وحل الواقع حتى ينبلج الصباح.
ومأزق "المؤتمر الوطني" يأتي من إصراره على الزعم أن البلاد تعيش في بحبوحة نظام ديمقراطي كامل الدسم, وفي دولة يحكمها القانون, وأنه حزب ديمقراطي يحكم بأغلبية منتخبة شعبياً, ليس ذلك فحسب لا يفتأ قادته يتحدون معارضيهم بأن ينازلونهم في الانتخابات المقبلة, ومن يسمع مثل هذه التصريحات الولهى بالديمقراطية والاحتكام إلى الاختيار الشعبي يكاد يظن آثماً أن "المؤتمر الوطني" جاء إلى السلطة محمولاً على أعناق الجماهير متناسياً أنه ربيب نظام جاء إلى الحكم بإنقلاب عسكري, وأنه حزب تم تصنيعه لإكمال الديكور السياسي للطبقة الحاكمة حتى أن أغلب الإسلاميين الذي صنعوه يفضلون الجلوس على الرصيف ولعنه في الظلام بدلاً من الانخراط فيه ولذلك ظلت تسيطر عليه وتحتكره فئة قليلة على مدار أكثر من عشرين عاماً. والسؤال ما دام مديرو الحزب الحاكم مولعون إلى هذه الدرجة بالديمقراطية والانتخابات فلماذا لم ينتظروا صناديق الاقتراع في العام 1989؟. تصرف "المؤتمر الوطني" وهو يقبل الهدية الصينية دون أن يرف له جفن, بل ويتباهى بإعلان ذلك, في مخالفة واضحة لأحكام القانون التي تجرم حصول الأحزاب السياسية على هبات أجنبية, وهو قانون هندسه دهاقنة الحزب وليس غيرهم, تصرف ينم عن شئ واحد الفقدان الكامل للحس السياسي, وتدني الكفاءة والحنكة السياسية, وهو على أي حال يكشف العقلية الحقيقية التي يتعامل بها المؤتمر الوطني مع نفسه قبل غيره, فهو لا يرى نفسه حزباً سياسياً مسؤولاً وواعياً عليه أن يحسب تصرفاته بدقة وأن يتحرى احترام قواعد اللعبة التي صنعها بنفسه, بل يتعاطى السياسة بعقلية مصلحة حكومية ملحقة بالجهاز التنفيذي للحكومة وليس قائداً لها كما يفترض.
ولذلك يتعامل مديرو "المؤتمر الوطني" مع حزبهم باعتباره جهازاً بيروقراطياً حكومياً لا يستطيع الفطام من ثدي الامتيازات والمساعدات الحكومية المفتوحة خزائنها أمامه بلا قيود, بدلاً من أن يستمد وجوده الحقيقي من قواعد شعبية فعلية تمده بأسباب الحياة وتضمن له الوجود خارج مظلة السلطة. وما يبدو من وجود قاعدي لا يعدو أن تكون تحالف مصالح معهود طالما خبره الناس في ظل الأنظمة الشمولية, وهي مصالح ليست بالضرورة كلها ذاتية, ولكن تقتضيها أيضاً تحقيق مصالح جماعات اجتماعية تتحالف عادة مع أي سلطة تملك الثروة لتحقيق مطالب ومكاسب معينة, وهي ولاءات متحولة لن تصمد بمجرد فقدان السلطة لأنها ستتحول إلى صاحب السلطة الجديد. ولذلك تتبخر مثل هذه الأحزاب الاصطناعية الشمولية بمجرد خسارة السلطة.
والمازق الحقيقي أن مديري "المؤتمر الوطني" يتعاملون مع استحقاقات العمل السياسي ويتعاطون مع خصومهم باعتباره حزباً صنع على عين السلطة, وأنه وجد ليخلد في السلطة بأية وسيلة, ولا يتصور نفسه لأي سبب خارج أسوارها أو بعيداً عن ظلها, ولا يبدو مستعداً لأي خيار غير تصور نفسه جزءً من لعبتها, ومن أجل ذلك يبدو مستعداً للذهاب بعيداً ليضمن الخلود فيها, وما إبداء استعداده لمنازلة خصومه انتخابياً إلا لأنه يضمن أن تكتيكاته المعروفة ستحقق له هذا الهدف, وفكرة تداول الحكم أو خروجه من اليد لأي طرف آخر, والتحول للمعارضة يبقى مجرد حلم ليلة صيف. فالطبقة الحاكمة لم تقبل بتدوير السلطة وتبادلها سلمياً حتى داخل "المؤتمر الوطني" نفسه ولا حتى في "حركته الإسلامية" فكيف ينتظر أن تقبل للأخرين ما تحرمه حتى على مواليها. بتلك العقلية لا يرى "المؤتمر الوطني" نفسه ملزماً بقواعد اللعبة حتى على ضوء تلك القوانين التي وضعها بنفسها معطياً نفسه الحق تجاوزها متى ما شاء لأنه يعرف أنه ليس هناك من يستطيع محاسبته أو مساءلته على الخروج عليها, ولذلك يبقى الدستور والقانون مجرد كلمات منمقة وهبات تمنح أو تمنع حسب حسابات السلطة ومزاجها السياسي, وليست حقوقاً اصيلة بمقتضى العدالة والنزاهة, وهي طريقة تحاكي فعلة مشركي مكة الشهيرة الذين يقال أنهم كانوا يصنعون آلهتهم من العجوة فإذا جاعوا أكلوها.
وليست تلك هي المكشلة فحسب فقادة الحكم يعطون أنفسهم الحق في محاكمة خصومهم على الهواء, يتهمونهم بتصريحات صحافية, ثم يحاكمونهم مباشرة, ثم يطلقون الأجهزة التنفيذية لتنفيذ أحكامهم, وأما من يفترض بهم إقامة العدالة وحراستها و فلا عزاء لهم إذ يبدو أنهم مشغولون جداً بمطاردة صغار اللصوص وبؤساء المجرمين. إذ طالما "شالت" الحكومة حال خصومها سواء كانوا سياسيين أو جميعات مجتمع مدني معترف بها رسمياً, أو صحافيين أو غيرهم تطاردهم بتهم تلقي أموال أجنبية, وتزيدها من تهم الخيانة والعمالة, والسؤال ما الذي يجعل ما يجرمه قانون الحكومة نفسها حرام على الجميع وحلال عليها؟!!
كيف سيبرر "المؤتمر الوطني" فعلته بتلقي أموال أجنبية ويعلنها جهاراً نهاراً دون أدنى وازع بمخالفة القانون أو المسؤولية الأخلاقية, وهو الذي طفق يوزع شهادات الوطنية على البعض ويحجبها عن بعض مواطنيه لمجرد اختلافهم معه في الرأي, أهذه هي عدالة الشريعة في ظنهم التي طالما تغنوا بها شعارات وأزوروا عن استحقاقاتها , ألم يقرأوا مقومات ومقتضى العدالة التي أثبتها الحق عز وجل في كتابه العزيز "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا, اعدلوا هو أقرب للتقوى", هل بعد هذا الهدي الواضح من سبيل لجرأة على الحق باسم رب العالمين.
صحيح يستطيع "المؤتمر الوطني" ببعض الفهلوة, وكثير من قوة العين الخروج من هذه الورطة, أو ببعض الذكاء إن وجد من يحسن تدبر سبيل يجنبه هذا المازق اللزق الذي وجد نفسه فيه متلبساً لأن مديريه لا يحسنون التصرف خارج دائرة العقلية البيروقراطية, ويثبتون أكثر من ذلك انهم لا يأبهون بالقانون أو لا يلقون له بالاً, و"أن الأمر كله عندهم صابون", فالديمقراطية التي اكتشفوا محاسنها أخيراً وينادون الخصوم لمنازلتهم باسمها انتخابياً, هي مسألة أكثر من مجرد صناديق اقتراع, هي قبل ذلك سيادة حكم القانون, حقاً لا قولا, وتكافوء الفرص, والشفافية والنزاهة, وأن ينطلق الجميع للسباق من منصة واحدة, ولكن أن يقيد أرجل وايدي خصومه ويعصب عيونهم ثم يدعوهم للتسابق فذلك مما يثير السخرية.
وفعائل "المؤتمر الوطني" المنكرة هذه لا يرميه بها خصومه ممن يستسهل قادته اتهامهم حتى بالخرج من الملة, بل يأتي من أقربين لا يستطيعون التشكيك في نياتهم تجاه الحكم أو ضمهم في زمرة الخوارج, وها هو الأستاذ الطيب مصطفى يكتب في عموده منتقداً تضييق الحكومة وحزبها الحريات على الأحزاب السياسية بما فيها للمفارقة حزبه الذي يعتبره كثيرون وجهاً آخر للمؤتمر الوطني, أو حتى الحزب الحقيقي الخفي لبعض كبار قادته.
انتقد الطيب مصطفى بشدة نائب رئيس "المؤتمر الوطني" د. نافع ونعى عليه تخطي الحدود في معاركه التي لا تنتهي بانتقاده لقوى المعارضة المصرية التي نعتها بعدم الديمقراطية لمعارضتها لحكم مرسي في وجود رئيس حزب العدالة والحرية الحاكم بمصر الذي نأى بنفسه عن الخوض في ذلك, وسخر الطيب من الديمقراطية المزعومة في السودان قائلاً له بالحرف"لن تستطيع يا نافع أن تقنعنا نحن في الأحزاب السودانية أنك تتيح لنا ما يمكننا من مزاولة العمل السياسي الديمقراطي, وانك وحزبك وحكومتك ترموننا في اليم مكتوفين وتأمروننا ألا نبتل بالماء".
وتساءل عن كيفية ممارسة العمل السلمي الديمقراطي, بما يقطع الطريق على الحركات المسلحة, والأحزاب ممنوعة من مخاطبة جماهيرها إلا من داخل دورها. بالطبع في الوقت الذي يسرح فيه المؤتمر الوطني ويمرح في طول البلاد وعرضها بإمكانيات الشعب التي تتحكم فيها الحكومة, وباحتكار وسائل الإعلام الحكومية كافة لأنشطة "المؤتمر الوطني". ووجه الطيب مصطفى سؤالاً حارقاً هل كان مديرو المؤتمر الوطني سيرضون لأنفسهم هذه الحالة من تكميم الأفواه والقدرات إن كانوا في المعارضة, وتساءل عبثاً عن موقع ما يحدث عن المشروع الحضاري, وعن عدالة الإسلام وشريعته؟.
كل هذه اسئلة منطقية, ولكن المشكلة إلى من توجهها, فالطبقة الحاكمة تفترض أن المطلوب من معارضيها أن يسبحوا بحمدها وأن يمكونها من الخلود في السلطة, لا أن يعارضوها, لأنه تكرمت عليهم وسمحت لهم بقدر محدود من النشاط, يضيق ويتسع وفق حساباتها, لا بحكم الحرية المكفولة بالدستور, ولا بحق القانون المفترض تساوي الجميع أمامه, وتقتضي قواعد الشريعة الحق أن الجميع سواسية أمام القانون لا فرق بين رئيس ومرؤوس "ولو كانت فاطمة بنت محمد" دعك من هوى أدنى من مقامها بما لا يقاس. فالحرية حق كفله الحق عز وجل لعباده, "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً" والحق في الحرية الذي يعتقد هؤلاء أنها منحة يملكون أن يعطوها أو يمنعونها لا يمكن عدادها في باب الحرية أصلاً, وتفقد قيمتها ابتداءً عندما تصبح هبة. وما يثير الاستغراب حقاً ليست هذه التغول على مقاصد الإسلام وتجير شعاراته لصالح فئة لا ترى لوجودها في السلطة بديلاً, بل هذه القدرة العجيبة من الجرأة على رب العالمين, هؤلاء الذين ينصبون أنفسهم قضاة باسمه تعالى ليمنعوا على خلقه ما لم يمنعه عليهم. ويختصرون في نقائصهم الإنسانية كل قيم الدين حتى باتوا بفعائلهم هذه يصدون عن سبيل الله حقاً. لا نريد أن نفسد على قادة الحكم بهجة سلطتهم, بل لدينا رجاء واحد افعلوا ما يحلو لكم فقط رفقاً بالإسلام, ورحمة بعباد الله.
يواجه قادة المؤتمر الوطني مأزق أخلاقياً قبل ان يكون دينياً, وزد عليه مأزقاً وطنياً فلو ان حال البلاد بعد ربع قرن من سيطرة الطبقة الحاكمة عليه كان مما يسر لقلنا لا تثريب عليهم و"مبروك عليهم" أما وان حال البلاد مائل إلى درجة لا تحتاج إلى مغالطة الواقع سياسياً واقتصادياً وعسكرياً ويواجه بوادر تحولات اجتماعية خطيرة, وتفككاً غير مسبوق بعد تقسيمه, وانفلات أمني توشك أن يفقد الدولة السودانية معنى وجودها, فذلك كله أدعى لأن يوقف مديرو "المؤتمر الوطني" الأسلوب البهلواني الذي يحاولون به معالجة أمور البلاد الخطيرة التي لا تحتمل الجدل البيزنطي, ومن المؤكد أن قادة "المؤتمر الوطني" يدركون في قرارة أنفسهم أكثر من أي طرف آخر الهاوية التي يقودون إليها البلاد.
والحديث عن الانتخابات القادمة باعتبارها هي الحل, ترف في غير محله, فحال البلاد لن ينتظر انتخابات لا تتوفر لها أدنى الشروط الموضوعية لتستحق أن يراهن عليها باعتبارها مبادرة جدية. كما أن الأصرار على هذا السيناريو الانتحاري التمسك بالسلطة بأي ثمن ولو كان ذهاب ريح ما تبقى من الوطن لن يورثهم إلا خسارة في الدنيا قبل الآخرة, ومن العظات في التاريخ وفي الواقع المعاصر ما يغني, والشعوب أبقى من حكامها ولن تنتظر حتى تساق إلى هذا المصير البائس وهي تنظر يائسة. ولكن من يقنع مديرو "المؤتمر الوطني" أن الأمر لا يتعلق بصراع مستميت للتمسك بالسلطة مهما كان الثمن في مواجهة معارضين, بل يتعلق اساساً بمسؤولية تجاه مواطنيهم الذين لا ينبغي أن يدفعوا ثمن تنازع عبثي على السلطة بين المتناحرين عليها.
إيلاف السودانية khalidtigani@gmail.com
د/يحيى الشيخ
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الخميس 28 مارس 2013 - 9:14
#9 عبيد العوض عضو مميز
تاريخ التسجيل: Dec 2006 الدولة: أبوفروع / السعودية / الرياض المشاركات: 591 رد: رسالة مفتوحة ..... البروف خط احمر (3) بسم الله الرحمن الرحيم
لقد طالعنا بالأمس عبر اجهزة الاعلام وبعد طول غياب الاستاذ علي عثمان محمد طه وذلك في مسعي واضح لتسويق نفسه خلفاً للمشير عمر البشير في خضم صراع السلطة المحتدم بين أركان نظام الانقاذ في الفترة الاخيرة. لقد طرح الاستاذ نفسه منقذاً للبلاد، داعياً القوي السياسية المعارضة لحوار حول وضع دستور جديد للبلاد وكانه لم يكن مسئولاً عن ما حل ببلادنا من كوارث إنسانية وسياسية واقتصادية في ظل حكم الانقاذ الذي تسبب في انفصال جنوبنا الحبيب، وارتكب جرائم الحرب والإبادة الجماعية في دارفور، وأساء لسمعة الشعب السوداني الذي اصبح متهماً بالارهاب في كل دول ومطارات العالم، بل اذل وافقر وشرد الملايين من ابناء شعبنا، وحطم قواتنا المسلحة الباسلة ، اذ فرض عليها خوض حروب أهلية في جنوب وغرب وشرق البلاد ما يقارب ربع قرن من اجل حماية نظام فاسد وفاشل، مما دعي المئات من ضباطها كتابة المذكرات والاحتجاج حتي بلغ الامر بشباب الإسلاميين الذين جندهم الحزب في صفوف القوات المسلحة لحماية نظامه، التمرد عليه والثورة علي الفساد والظلم والاقتتال الاهلي والمطالبة بالحل القومي، فكان جزاءهم الاعتقال والتنكيل.
ان دعوة الاستاذ علي طه تفتقد للمصداقية لانها تأتي والشرفاء من القادة والناشطين السياسيين قابعون في معتقلات النظام وسجونه لانهم شاركوا في مؤتمر حوار وطني ووحدوا رؤيتهم حول مستقبل الحكم وكيفية تحقيق السلام في السودان.كما تأتي هذه الدعوة وقد الغي النظام هامش الحريات الضيق اصلاً الذي افرذته اتفاقية السلام ودستورها في 2005.كما تأتي الدعوة والنظام يصعد عملياته العسكرية في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق ويعلن قادته إصرارهم علي الحل العسكري وعلي استمرار احتكار السلطة بالقوة.
كان الاجدي بالاستاذ علي طه ان يعلن العودة لاحترام الدستور الحالي وإلغاء القوانين المقيدة للحريات المتعارضة معه وعلي راسها قانون الأمن الوطني واطلاق سراح المعتقلين السياسين والاستجابة لدعوة الحركة الشعبية قطاع الشمال والاتحاد الافريقي ومجلس الأمن لوقف الاقتتال من اجل الإغاثة الانسانية للآلاف من المواطنين المتأثرين بالحرب الاهلية بدلاً من الدعوة لحوار حول كتابة دستور جديد للبلاد في ظل الحرب ومصادرة الحريات .ان العلة ليست في غياب الدستور، بل العلة في احترام الدستور، فدستور نيفاشا الحالي يحتوي علي ارفع وثيقة للحقوق والحريات ولكنها لا قيمة ولا احترام لها في ظل نظام الانقاذ الشمولي الديكتاتوري الذي جاء بانقلاب عسكري ونهب وخرب البلاد.
ان الحوار كمبدأ ووسيلة لحل الخلافات والتراضي الوطني قيمة مقدسة ينبغي عدم الإساءة لها باستخدامها في المناورات السياسية الرخيصة.
ان الوطن يتمزق والدماء السودانية تسيل بغزارة ولم يعد هناك وقت يتسع للمناورات والخداع والتدليس. لذا نكرر دعوتنا للمشير عمر البشير بحقن الدماء وتسليم السلطة لإدارة انتقالية بمعاونة القوات المسلحة، لينعقد تحت لواءها المؤتمر الدستوري الذي يضع حداً للحرب الاهلية ويؤطر لحل أزمة الحكم في البلاد والله الموفق مبارك الفاضل المهدي
عثمان عابدين
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الخميس 28 مارس 2013 - 17:03
الرهيفة التنقد ...اطلقوا سراح البروفسور محمد عثمان زين العابدين .. عجيبة اللصوص والحرامية فى الشوارع مطلقى السراح والشرفاء فى السجون
صداح فاروق وراق
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ الجمعة 29 مارس 2013 - 16:26
أطلقوا سراح معتقلى الرأى والضمير .
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 30 مارس 2013 - 7:41
عاطف اسماعيل
موضوع: رد: أما آن لهذا الفارس ان يترجل ؟؟؟؟ السبت 30 مارس 2013 - 7:57