لفتت أخصائية علم السموم الألمانية، ساشا ماير، الانتباه إلى أن احتواء الطعام على كميات كبيرة من الملح يُمكن أن يعرض حياة الأطفال للخطر، إذ قد يُصاب الطفل بنزيف في الرأس ، وتورمات في المخ تؤدي إلى وفاته، إذا تناول كميات كبيرة من الملح. وأضافت ماير، مديرة مركز السموم التابع لمستشفى زارلاند الجامعي بمدينة هامبورج الألمانية، أن تناول الإنسان لكمية من الملح تراوح بين 0.5 إلى جرام واحد لكل كيلوغرام من وزنه، يعرض حياته للخطر، لافتةً إلى أن ذلك يسري على الأطفال والبالغين على حد سواء، ولكن نظراً لقلة وزن الأطفال أكثر من البالغين يتضاعف لديهم هذا الخطر، ومن ثمّ يكفي إمدادهم بكميات قليلة للغاية من الملح. وأرجعت أخصائية علم السموم سبب خطورة الملح إلى أنه يصل إلى الدم، ويعمل على ربط المياه هناك، ما يُحفز تدفق المياه من الخلايا إلى الدورة الدموية لمعادلة الأمر، ما يؤدي بدوره إلى حدوث خلل وظيفي في الكثير من أجهزة الجسم. وأوضحت ماير بحسب جريدة «الإمارات اليوم»أن أعراض الإصابة بالتسمم الناتج عن الملح يُمكن أن تظهر في صورة قيء، وعدم انتظام ضربات القلب والرغبة في النوم، لذا أوصت الآباء بضرورة مراقبة أطفالهم بمنتهى الدقة، إذا ما ظهرت لديهم مثل هذه الأعراض «وينبغي على الآباء استشارة طبيب أطفال بأقصى سرعة ممكنة، إذا حدثت هذه الأعراض والطفل في وعيه» أما إذا فقد الطفل وعيه لدرجه أنه أصبح غير قادر على التجاوب مع مَن حوله، فشددت ماير في هذا الوقت على ضرورة إجراء الإسعافات الأولية له واستدعاء طبيب طوارئ على الفور.
بينما حذّرت من أن يحاول الآباء إمداد أطفالهم بكميات كبيرة من الماء عن طريق مياه الصنبور مثلاً «فعادةً لا يكون الآباء على دراية بكمية الملح، التي تناولها طفلهم بالتحديد، لذا ينبغي عليهم إحضاره إلى المستشفى بأقصى سرعة ممكنة، إذ يتم إمداده هناك بكميات مناسبة من الماء بالتدريج وبصورة مستمرة».
وعلى الرغم من خطورة تناول الأطفال لكميات كبيرة من الملح، إلا أن ماير تحذّر الآباء من الاستغناء تماماً عنه مع الأطفال، مؤكدةً أنه لابد أن يحصل الطفل على كميات معتدلة من الملح؛ فطالما أنه يتم الالتزام بالكميات المُوصى بها، لن يتعرض الطفل حينئذٍ لأي مخاطر.