فى انتظار يوسف
اى نار تلك التى اندلعت فى قلبها.. اى حريق اشتعل واحرق كل شئ.. اى موسم للالم والاسى والفجيعة.. سكون .. هدوء .. قتل وحرق ودمار .. ثم جلس الاثنان.. على طاولة واحدة يتناولان عشاءا دسما والاوسمة بينما الارض تبكى والقبور ترحل .. وكل شئ فى سماء الفجيعة باد ..
حنان.. اخذت نفسا عميقا فيما كانت عيناها تبحلقان فى سماء الغرفة تنتظر عودة يوسف من جنوب بعيد.. اخر لقاء له وعدها بالعودة ليكمل البيت ويتزوج.. لكنه تاخر .... جاءها اواخر الليل ليقول لها " امى انا قادم" جلس الرجلان يضحكان لقد فعلا كل شئ من اجل لا شئ .. وقعا على ورق كثير لم تكن بينها ورقة عودة يوسف ..
الدموع كانت انهارا والجبال وحوشا والسماء كفنا والملح شوكا .. الرجل ذو الكرش المدورة والعجيزة الضخمة والرجل الملتوية .. لم يابه لدموعها عندما حضر الى مدينتهم ذات يوم... شهداء كثر ودماء متدفقة .. وكلام عن زواج للحور العين ... الرجل يمضى فى احاديثه الماجنة ويروج سلعته الفاسدة .. " دخلو جنة النعيم..زراهم شيخ ابراهيم"" حتى الطيور كانت تقاتل معهم .. يا ليتنا كنا معهم..
لم يكن معهم ولن يكون لانه تزوج حديثا بامراة باذخة متينة متوردة ذات اكفال ضخمة
مضت حنان فى تفقد خيط من النور تسرب الى حجرتها ... دخل الى قلبها .. تسلل الى عروقها .. هذا الخيط النورانى كان يوسف روحا تنطلق فى الفضاءات وترحل فى السموات مطمئنة ... لا تبكى يا امى .. انا هناك
لا لا لا انت هنا .. انت مفقود .. سوف تاتى ذات يوم وتتزوج ...
يوسف فقد فى لحظة دقيقة .. لم يكن يريد المغادرة والريح تعزف اغنية حزينة لم تصدقها حنان .. ووزعت عدم التصديق على كل الناس.. لجات الى قارئ الكف وضاربى الودع والشيوخ الذين قالوا لها انه سوف يعود.
انفصل الجنوب وعلق بشر هنا وهناك ... لم يكن بينهم يوسف...
سافرت اليه .. باوصاف حملها البعض لها.. كلها تؤكد انه يوسف ....
سارت بين الغابات والاحراش ..والادغال.. وصلت الى المكان ولم تصل الى يوسف .. بكت تحت ظل شجرة استوائية فقد عندها ولم يعد..عادت بنصف قلب .. ظل نشيجها يؤرق الليل الباكى كل يوم حتى بعد ان رجعت .. ينادى صوتها يوسف يوسف .. ولا احد يجيب