تنتظر البلاد وكل دول المنطقة هذه الايام تداعيات اصدار المحكمة الدولية لقرارها .. وجلنا ياخذ هذا الموضوع بسطحية دون التعمق فى تفاصيله التى لم نسعى للبحث عنها .. الكثيرون يتحدثون بلهجة العاطفة والوطنية والسيادة هذه المفاهيم والمصطلحات التى بدات تاخذ شكل القدسية فى تناولها .. مررت ببعض ما كتب عن اسرار التحقيقات ورايت ان نتناولها
وان يضع كل من من لديه جديد فى هذا الشان الذى يهمنا جميعا ...
بعض الوقائع السرية التي اعتمد عليها المدعي العام الدولي للمحكمة الجنائية الدولية لويس اوكامبو لطلب اعتقال رئيس السودان الفريق عمر حسن البشير، والمقرر ان يبت مجلس الامن الدولي بطلبه بعد ايام.
هذه الوقائع قرأها اوكامبو في تقارير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق التي امضت اكثر من ثلاثة اشهر في السودان تجول بين الخرطوم ودارفور، والتي ضمت عشرات المحققين المحترفين، وقابلت مئات المواطنين والمسؤولين والقيادات الحزبية المعارضة والمؤيدة.. فضلاً عن لجان اخرى لجمع الحقائق استمرت اربع سنوات.
1- المتهم يعترف
- اولى هذه الوقائع جاءت على لسان وزير الامن الداخلي السوداني احمد هارون وهو ابرز الذين طلبت المحكمة الجنائية الدولية من السلطات السودانية توقيفه وتسليمه لها لمحاكمته وكان رد الحكومة الرفض طبعاً ثم ترفيعه في مهماته ومسؤولياته الحكومية.
قال احمد هارون معترفاً: نعم نحن كنا ندفع لكل مسؤول ناحية في دارفور المال لتجنيد مقاتلي الجنجويد (جاء على جواد) وهذا الاعتراف جاء على لسان هارون شارحاً لوضع اجتماعي - اداري - امني معقد في نواحي السودان المختلفة حيث كانت الحكومة تعين قادة القبائل كمسؤولين امامها عن امور مناطقهم كالمحافظ في أي محافظة، في العصر الحديث، او بالاقطاعي في اقطاعيته في العصور الوسطى، ومثلما كان الاقطاعي ملزماً امام الوالي او الحاكم ان يقدم له المقاتلين او المتطوعين او المأخوذين بالقوة ليقاتلوا في جيش الوالي او الحاكم.. مقابل الاراضي التي يقتطعها له الوالي ليسلمها له يحكمها ويمتلكها بمن وما عليها... هكذا كان قادة القبائل في النواحي السودانية المختلفة يشكلون الميليشيات والمقاتلين لكي يخدموا سياسة الحكومة في الخرطوم.
وقد استدرج احد المحققين الدوليين هارون لكشف حقيقة علاقة السلطة السودانية بجماعة الجنجويد.. فتطوع هارون للحديث دون حسيب مع وجود اكثر من رقيب سجل له كل كلمة قالها.
اعتراف احمد هارون بأنه كان يدفع المال للمسؤولين في الجنجويد كي يحاربوا في دارفور.. في توكيد ان الخرطوم كانت تمول هذه الجماعات لمواجهة التمرد في هذه الناحية الذي تقوده جماعة العدل والمساواة التي شكلها غريم ونديم وصديق وعدو البشير د. حسن الترابي.. برئاسة صهره خليل الترابي.
2- الطيارون يعترفون
اعترف عدد من الطيارين العسكريين السودانيين المعتقلين في سجون الامن السوداني داخل الخرطوم، بأنهم تلقوا اوامر من قادتهم في الجيش السوداني، بقصف معسكرات اللاجئين السودانيين في دارفور، لكنهم رفضوا تنفيذ الاوامر رغم تكرارها، وأنها في كل مرة كانت الاوامر تقدم على انها صادرة عن القائد الاعلى للقوات المسلحة السودانية الفريق عمر البشير وهو نفسه رئيس الجمهورية.