سد الالفية والربكة المصرية ومنظومة الامن القومى العربى...( مجدى الفاضل سعيد 2013 \25 مايو)
من البديهى فى سياسات الامن القومى لاى دولة هناك مرتكزات اساسية وقواعد ومناهج تحكم ادارة وعمل منظومة الامن القومى.
ارتباط الامن الداخلى والخارجى بحيث ان اى خلل او ارتباك اوضعف او عدم انسجام يؤدى لفشلهما معا وتهديد الامن القومى. عليه التخطيط الاستراتيجى وعلم الادارة وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم البرمجيات والعلوم العسكرية( الفنية والمهنية والعلمية والنظرية) والعلوم السياسية والاعلام والعلوم الهندسية وتكنلوجيا التصنيع على سبيل المثال لا الحصر بالضرورة لابد من وجودها كعلوم داخل المنظومة الامنية القومية كجهاز وليس فقط التنسيق واخذ المعلومات والاستفادةمنها وقت الحوجة.
لكل ما سبق اصبح بالضرورة فى عصر المعلوماتية والنت والفضاء ان تكون المعلومة الصحيحة متاحة فيما يخص استهداف الوطن والامة لرفع الحس الامنى لدى المواطن وتجريد الدول او المنظمات من سلاح الاشاعات التى تستهدف المواطن وتخزيله واحباطه وتمرير اجندة يبدو ظاهرها وطنيا .
المهنية العالية فى الاداء ومنع اختراق المنظومة من قبل حزب يحكم او يعارض . فى حالة فرض وصايا او اطلاق تصريحات اوتبنى رؤى بدعاوى الوطنيةيصبح كارثة حقيقية على اى دولة حيث ان الاعلام والفتاوى التحريضية والاستعلائية والاقصائية التى قد تصدر من البعض كموالين او معارضين تصبح سلاح من الوطن ضد الوطن وتوغر صدور البعض ضد الاخر .و ما يحدث الان فى الفضائيات المصرية والصحف والمواقع الالكترونية هو بكل اسف يضعف الدولة المصرية وليس الحكومة فقط ويمتد تأثيره المباشر على الامن العربى والافريقى بل هو اعداد وتهيئة لمنظومة وخارطة هيمنة دولية صهيو امريكية جديدة تعمل على مبدأ التأكل والتفكك الداخلى الذاتى للدول العربية والاسلامية. وكل هذا عمل استخباراتى وامنى عالمى يعمل على نار هادئة فى المحيط العربى الاسلامى الذى يستخدم كحقل تجارب لعلوم الاختراق الامنى والاستخباراتى بأدوات واموال الدول المستهدفة نفسها.
واصبح الاختراق بوسيلةالامن الوقائى الاستباقىالتخابرى الصهيو امريكى يهدف فى المقام الاول لخلق بؤر صراع اقليمية ودولية على اساس دينى وعرقىيعمل على ابتزاز وانهاك الدول المستهدفة بعضها البعض مما يكسب امريكا واسرائيل امنا داخليا مستقر.
الحرب الامنية الاستخبارتية تدار الان من قبل شركات ومنظمات عابرة للقارات وتعمل تحت مسميات انسانية وتطوعية وحتى فنية واعلاميةوغوثية وتجارية وشبكات مخدرات ودعارة.
ادارة الانظمة الديمقراطية فى بعض الدول حتى وان اتت عن طرق التزوير او خلافه ..ضد ارادة ورغبة شعوبها بالشروط الصهيو امريكية وحمايتها تحت مظلة الدفاع عن الديمقراطية هو ابتزاز واستعمار جديد .
فتح باب الهجرة للشباب هو دون ادنى شك عمل استخباراتى امنى يعمل على تهجير الكوادر الشبابية بمختلف تخصصاتها والاستفادة من المتميزين منهم كمشروع علماء وهم كثر..واستغلال الاخر لتجنيده للمشروع الصهيو امريكى بعلمه او بدون علمه كأداة ضد بلده..وتحييد الاخر الذى تأخذه الدنيا الجديدة مباهجها.
حرب الماء و الاقتصاد
..والناظر للدول العربية الان من حيث الموارد المائية فدول الخليج العربى ومعظمها اسيوية كل اطلالتها على بحار وليس لديها مياه عزبة. لذلك يتم البحث عن مداخل الفتنة المذهبية بين السنة والشيعة والوهابيين والحدود الاقليمية الضيقة كما ما بين السعودية وقطر..وما بين الكويت والعراق ومابين اليمن والسعودية فى مناطق الحوثيين وما بين الامارات وسلطنة عمان على حدود العين وراس الخيمة وما بين الامارات وايرن فى جزر حنش الصغرى والكبرى وطنب.
من حيث الموارد المائية ل العراق وسوريا المنابع لدجلة والفرات من تركيا ..لبنان والاردن وفلسطين نهر اليرموك وثلوج المنحدرة من جبل الشيخ والليطانى الوحيد الذى ينبع ويصب فى لبنان وهنا بحكم الجوار تصبح اسرائيل متدخلة تمام فى المشهد الامنى المفتوح على الارض ضد تلك الدول
. منظومة دول المغرب العربى كلها ليس لديها انهار عذبة لذلك يصبح تغريب هذه الدول من خلال الثقافة الفرانكوفونية وجبهات الطوارق والامازيق وجبهة الصحراء وجماعات التكفير فى الجزائر حرب يراد لها ان تكون مفتوحة فيما بينهم.
مصر والسودان ونهر النيل..
نصيب السودان من الاستهداف الامنى والاستخباراتى الصهيو امريكى كان ومازال كبيرا وهمجيا استعملت فيه جميع انواع الحروب الاسخباراتية والامنية والعسكرية والاقتصادية والتجارية وحتى الحظر العلمى والتكنلوجى وحرب المياه.. منذ الاستقلال وحتى الان ظل السودان الدولة العربية بل والافريقية وحتى على المحيط المحلى والاقليمىالوحيدة التى تستهدف بغلو من قفبل الاجهزة المخابراتية الصهيو امريكية وذلك لاسباب معلومة بلد غنى بانسانه المتفرد وبارضه الخصبة ومواره المائية المتعددة من انهار عذبة اربعة انهر عذبة حتى بعد الانفصال ..النيل الابيض والنيل الازرق وعطبرة والرهد والدندر وكثير من الخيران والجداول المائية العذبة غير المخزون الارضى الهائل فى حوض غرب السودان بالاضافة لمياه الامطار. وموارد حيوانية ومعدنية كبيرة اذا بلد عربى افريقى اسلامى بهذا الثراء الطبيعى يزعج تمام الهيمنة الصهيوامريكية.
مصر دون شك دولة محورية بمكانتها العروبية والدينية والتاريخية والعلمية والفنية كبيرة ليس على المستوى العربى والاسلامى والافريقى بل على المستوى الاقليمى والدولى وتأتى اهمية مصر للمشروع الصهيوامريكى ليس من منطلق اقتصادى فمصر محدودة الموارد اقتصادها ريعى يعتمد على خدمات السياحة وقناة السويس وتحويلات المغتربين وبعض الصناعات التحويلية وظل كذلك لفترة ومنية طويلة ومعتمدا على المساعدات الامريكية منذ اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل..هشاشة الاقتصاد المصرى وعدم تنوعه وتجديه وضخ روح جديدة عليه اصابه بالضعف والترهل والان دولة بحجم مصر تواجه اقتصاد داخلى منهزم و مأزوم وصراع طائفى وعقائدى وقبلىمحموم ومشاريع تقسيم مصر لدولة فى سيناء ودولة اخرى لتضم لقصاع غزة ودولة فى اسوان وهى عمل استخبارات صهيوامريكى دون شك تلعب فيه اسرائيل مباشرة بما لديها من علم بالخريطة الجغرافية والديموغرافية وحتى الخريطة النفسية ان جاز التعبير للمواطن المصرى .
نهر النيل لمصر الحياة ..ولا مصر دون نيل سوى صحراء..لذلك قضية النيل هى قضية بقاء. ومصر دون شك لها اجهزة استخباراتية وامنية قوية زمشهود لها بالكفاءة وهى تستشعر الخطر على امن مصر وحتى على امن الدول العربية بكل اقتدار اذا اين تكمن المشكلة؟؟ المواطن المصرى مغيب تماما عن جغرافية الدول المحيطة بمصر وثقافة الساحة الغربية والخليجية ابعدت اهتمامته عن العمق الامنى الشعبى وليس الرسمى عن محيطه الافريقى المهم جدا بالنسبة له..وسياسة الاستعلاء الثقافى التى يمارسها الاعلام المصرى ومازال حتى الان يمارسه وتحقيره لتلك الدول بالالفاظ شكل تراكم من الالم لشعوب تلك الدول ومعروف عن الشعوب الافريقية اعتدادها بنفسها وحتى افتخارها بثقافتها وهويتها بقوة وعنف وكل شعئرهم الاجتماعية والعقائدية مبنية على البساطة فى اللبس والمأكل وحتى المأوى ويعبر عنها بتراثه وفلكلوره بالغناء والطبول حتى فى الحزن..لذلك فهم هذ ا البعد النفسى مهم حدا فى علاقات الشعوب ببعضها البعض والمسسات الرسمية لا تخلق ابدا علاقات بين الشعوب بل الاندياح الطبيعى واحترام شعور وثقافة الغير هى مبدا اساسى وركن مهم يسمح للدولة ان تجد الدعم من تلك الدول حينما تحتاجه وتسحب البساط من تحت ارجل الاجهزة المخابراتية الصهيوامريكية على تمرير اجندتها فى جر الدول لصراع مياه وحروب بدا لن ينتهى ..فلتبدا مصر الان فى العمل على تهدئة الاصوات الاعلامية الناشزة فى القنوات الفضائية والصحف والتى بكل اسف تزيد الهوة وليعلموا ان افريفيا تسمع الاعلام المصرى وتفهمه تماما نتمنى ان لا ترسل لهم رسائل خاطئة او استفزازية تستغل لجر مصر لحر استنزاف طويلة الامد لاقدر الله.