ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ الحاج سر الختم
ﻛﺎﻥ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﻭﻣﺮﺍﻗﺒﺎً ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ
ﻣﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﺒﻨﺎﺕ ﻻﻣﺘﺤﺎﻥ
ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ، ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻣﺎﺩﺓ ﺭﻳﺎﺿﻴﺎﺕ ، ﻭﺍﻟﺒﻨﺖ
ﺍﻟﺘﻲ ﻗِﻴﻠﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻷﻭﻝ ﻭﻛﺎﻧﺖ
ﺗﺒﻜﻲ ﻣﻦ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ
ﻭﺗﻌُﺾ ﺷﻔﺘﻬﺎ ﺑﺄﺳﻨﺎﻧﻬﺎ ﻣﻤﺎ
ﺯﺍﺩﻫﺎ ﺟﻤﺎﻻً ﻓﻲ ﺟﻤﺎﻟﻬﺎ ، ﻓﺘﺮﻙ
ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﻭﺑﻘﻰ
ﻳﺮﺍﻗﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ، ﻭﻛﺘﺐ
ﺍﻟﻘﺼﻴﺪﺓ ﺃﺩﻧﺎﻩ ..
ﺭﺑﻚ ﻳﻬﻮﻥ ﻛﻞ ﻗﺎﺳﻲ ﻋﻠﻴﻚ
ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ﻻ ﺗﺒﻜﻲ
ﺃﺭﺟﻮﻙ ﻳﺎ ﺟﻤﻴﻞ
ﻳﺎ ﺃﺧﻲ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﺃﻧﺎ ﺑﻜﺮﻫﻦ
ﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﻦ ﻃﺮﻓﺎً ﻛﺤﻴﻞ
ﻭﻣﺎ ﺑﺮﺿﻰ ﻓﻴﻚ ﻗﺴﻢ
ﻓﺪ ﺩﻣﻌﺔ ﻓﻮﻕ ﺧﺪﻙ ﺗﺴﻴﻞ
ﻣﺎ ﺇﻧﺖ ﺣﻘﻚ ﺗﺒﺘﺴﻢ
ﺗﻀﺤﻚ ﺗﻤﻠﻲ ﻧﻬﺎﺭ ﻭﻟﻴﻞ
ﺷﺎﻥ ﺇﻧﺘﺎ ﻣﺎ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ
ﺗﺒﻜﻲ ﺇﻧﺘﺎ ، ﺷﻦ ﺑﻴﺴﻮﺍ ﺩﻳﻞ ؟
ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﻟﻮ ﻗﻠﺖ ﺣﺎﺭ
ﻣﺎ ﺗﻨﺴﻰ ﺭﺑﻚ ﺑﻴﻚ ﻛﻔﻴﻞ
ﻣﺎ ﺇﻧﺘﺎ ﺫﺍﺗﻚ ﺣﺎﺭ
ﻭﻫُﻢ ﻣﻦ ﺣﺮﻙ ﺃﺩﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ
ﻣﺎ ﺇﻧﺘﺎ ﻧﺎﺟﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﺤﺒﺘﻬﺎ ﻟﻴﻚ ﺩﻟﻴﻞ
ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﻧﺎﺟﺢ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻥ
ﻳﻮﻡ ﺍﺗﻮﻟﺪﺗﺎ ﺑﻼ ﻣﺜﻴﻞ
ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺟﺎﺑﻮﻫﻮﺍ ﻟﻴﻚ
ﻗﺎﻟﻮﻟﻚ ﺃﻋﺰﻝ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﻞ
ﺃﺩﻭﻙ ﺳﺒﻴﺐ ﺃﺳﻮﺩ ﻃﻮﺍﻝ
ﺳﻮّﺩ ﻋﻠﻲ ﻟﻴﻠﻲ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ
ﻓﻚّ ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺑﻲ ﺻﻔﺤﺔ ﺳﺎﻝ
ﺷﻮﻑ ﻋﻴﻨﻲ ﻗﺮﺏ ﻟﻠﻜﻔﻴﻞ
ﻭﺃﺩﻭﻙ ﻋﻴﻮﻥ ﻓﻴﻬﻦ ﺭﻣﻮﺵ
ﺭﺍﻣﺎﻧﻲ ﺿﻠﻬﺎ ﻟﻠﻤﻘﻴﻞ
ﻭﺃﺩﻭﻙ ﻗﻮﺍﻡ ﻣﻦ ﺧﻴﺰﺭﺍﻥ
ﻟﻮ ﺩﺍﻋﺒﻮ ﺍﻟﻬﺒﺎﺏ ﻳﻤﻴﻞ
ﻭﻣﻨﻚ ﻋﺒﻴﺮ ﺷﻤﻴﺘﻮ ﻓﺎﺡ
ﻣﺴّﺦ ﻋﻠّﻰ ﺭﻳﺤﺔ ﺍﻟﻔﺘﻴﻞ
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻀﻤﻴﺮ ﻗﺮّﺏ ﻳﺮﻭﺡ
ﺑﺎﻟﺠﻮﻉ ﻗﻀﺎﻙ ﺑﻘﻴﺖ ﻧﺤﻴﻞ
ﻭﻓﻮﻗﻮ ﺍﻟﺤﺰﺍﻡ ﺧﻂ ﺍﺳﺘﻮﺍﺀ
ﻗﺎﺳﻤﻚ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﻋﺪﻳﻞ
ﻭﺃﺩﻭﻙ ﻗﺪﻳﻢ ﺧﻄﻮﺓ ﺣﻤﺎﻡ
ﻭﺣﻼﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺎﺗﺎﻱ ﻋﻄﻴﻞ
ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﻼﻁ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ
ﺩﺍﻳﺮﻟﻮصﺎﺝ ﻭﺗﺮﺱ ﺗﻘﻴﻞ
ﺃﻧﺎ ﻻﻧﻲ ﺟﺎﺭﻛﻢ ﻭﻻﻧﻲ ﺃﺧﻮﻙ
ﺑﺎﻟﺼﺪﻓﺔ ﺟﻴﺖ ﻋﺎﺑﺮ ﺳﺒﻴﻞ
ﻣﻦ ﺃﻫﻠﻨﺎ ﺟﻴﺘﻜﻢ ﺷﺤﺺ ﺳﻠﻴﻢ
ﻛﻴﻒ ﺗﺮﺿﻰ ﺇﻧﻲ ﺃﻓﻮﺕ ﻋﻠﻴﻞ
ﻃﻠﺒﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﺲ ﺗﺒﺘﺴﻢ
ﺗﻄﺮﺡ ﻭﺷﻴﻚ ﻣﺘﻞ ﻗﺒﻴﻞ
ﻭﺍﻗﻊ ﻭﺭﺍﻙ ﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﺃﺑﻴﺖ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﻘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺨﻴﻞ
.