بالرغم من وجود دول في التاريخ كانت تستند في إدارتها الداخلية والخارجية وتوجهاتها السياسية إلى الشريعة الإسلامية ولكن حركة الإسلام السياسي بمفهومه الحديث بدأت بعد انهيار الدولة العثمانية عقب الحرب العالمية الأولى وقيام مصطفى كمال أتاتورك بتأسيس جمهورية تركيا على النمط الأوروبي وإلغائه لمفهوم الخلافة الإسلامية في تاريخ 3 مارس من عام 1924م وعدم الاعتماد على الشريعة الإسلامية من المؤسسة التشريعية وقام أيضاً بحملة تصفية ضد كثير من رموز الدين والمحافظين. وبدأت الأفكار التي مفادها "أن تطبيق الشريعة الإسلامية في تراجع وأن هناك نكسة في العالم الإسلامي بالانتشار" وخاصة بعد وقوع العديد من الدول الإسلامية تحت انتداب الدول الغربية المنتصرة في الحرب العالمية الأولى. واعتبر البعض نشوء الحركة القومية العربية على يد القوميون العرب وجمال عبد الناصروحزب البعث العربي الاشتراكي النكسة الثانية للإسلام في العصر الحديث.
حركات الإسلام السياسي
الوهابية
• : السلفية الوهابية
جاءت الدعوة الوهابية بالمنهج السلفي بهدف ما تعتبره تنقية لعقائد المسلمين والتخلص من العادات والممارسات التعبدية التي انتشرت في بلاد الإسلام وتراها الوهابية مخالفة لجوهر الإسلام التوحيدي مثل التوسل والتبرك بالقبور وبالأولياء والبدع بكافة أشكالها. ويصفها أتباعها بأنها دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بالحكمه والموعظه الحسنه والرجوع إلى الإسلام الصافي وهو طريقة السلف الصالح في اتباع القرآن والسنة [4] الاعتماد المباشر على النص من القرآن والسنة وأقوال السلف الصالح وإجماع العلماء.[5]
حركة ديوباندي في الهند
نشأت حركة ديوباندي في الهند كردة فعل على الهيمنة البريطانية في الهند حيث انطلقت من قرية ديابوند الواقعة 150 كم من العاصمة نيودلهي على يد سيد أحمد خان(1817 - 1898) حركة إسلامية انتشرت في جنوب آسيا وكانت الحركة تتخذ من الفقه الإسلامي حسب المذهب الحنفي محوراً مركزياً لها وتم بناء مدرسة دار علوم ديوباند في القرية عام 1866 م وقامت المدرسة بتدريس مايعتبره العالم الغربي بالمفهوم الحديث الإسلام السياسي ويمكن تلخيص مبادئ هذه الحركة بالتالي: توحيد الله, اتباع سنة رسول الإسلام محمد بن عبد الله في كل صغيرة وكبيرة, حب الصحابة, تقليد واتباع أقدم مدارس الفقه أو الشريعة الإسلامية, الجهاد في سبيل الله.
كان لهذه المدرسة الأثر الأكبر في نشوء حركة طالبان فيما بعد. كان مؤسس الحركة سيد أحمد خان يشعر بالقلق من كون المسلمين أقلية في الهند وكمواجهة للمدالبريطاني في الهند نصح اتباعه بتقبل الثقافة الغربية بصورة محدودة مع عدم الانفتاح الكامل على الغرب وكان يخطط لإنشاء مؤسسة تعليمية ضخمة توازي في ضخامتها جامعة كامبريدج وقام باصدار صحيفة باسم "تهذيب الأخلاق" وتدريجياً نشأت خلافات بينه وبين الهندوس من جهة والسلطات البريطانية من جهة أخرى وعندما بدأت بوادر الأزمة في عام 1876 م نتيجة إصرار الهندوس على اعتبار اللغة الهندية لغة رسمية بدلاً من لغة أردو عندها صرح أحمد خان أنه كان ولفترة طويلة يعتقد أن المسلمين والهندوس هم أمة واحدة ولكنه مقتنع الآن أن هناك خلافات جذرية تمنعهما من أن يكونا أمة واحدة". بالرغم من أن حركة سيد أحمد خان لم تكن مسلحة ولم تتسم بطابع العنف إلا أن آثار وأفكار هذه المدرسة كانت لها دوراً كبيراً في نشوء دولة باكستان وحركة طالبان فيما بعد.[6]
حركة الشيخ أبو الأعلى المودودي
: الجماعة الإسلامية في باكستان
يعتبر سيد أبو الأعلى المودودي (1903 - 1979) من الشخصيات الدينية البارزة في تاريخ باكستان وكان المودودي متأثراً بحركة ديوباندي في الهند. نادى المودودي بإقامة دولة إسلامية يتم فيها تطبيق للشريعة الإسلامية وفي عام 1941 م أنشأ المودودي مجموعة "جماعتِ إسلامی" أي الجماعة الإسلامية وكانت عبارة عن حركة إسلامية سياسية وسيطرت هذه الحركة في الوقت الحاضر على 53 مقعد من المقاعد البرلمانية البالغة عددها 272 في البرلمان الباكستاني.[بحاجة لمصدر] ويؤمن بعض المؤرخين بأن سيد قطب الذي ينتمي لحركة الاخوان المسلمين قد تأثر بأفكار المودودي ويعتبر قطب والمودودي من مؤسسي تيار ما يسميه البعض "الصحوة الإسلامية".
تعرض المودودي إلى الاعتقال بسبب انتقاداته الشديدة والمتكررة للسياسيين في باكستان من عدم اعتمادهم على الشريعة الإسلامية في رسم سياسة الدولة.[7] من عام 1956 م إلى عام 1974 م قام المودودي بمجموعة من الرحلات لنشر أفكاره على شكل محاضرات في القاهرة ودمشق وعمان ومكة والمدينة وجدة والكويت والرباطوإسطنبول ولندن ونيويورك وتورونتو.[بحاجة لمصدر]
الإخوان المسلمون[
: الإخوان المسلمون
طبقاً لمواثيق جماعة الاخوان المسلمين فإنهم يهدفون إلى الإصلاح السياسي والجتماعي والإقتصادي من منظور إسلامي شامل في مصر وكذلك في الدول العربية التي يتواجد فيها الاخوان المسلمون مثل الأردن والكويت وفلسطين كما أن الجماعة لها دور في دعم عدد من الحركات الجهادية التي تعتبرها حركات مقاومة في الوطن العربي والعالم الإسلامي ضد كافة أنواع الاستعمار أو التدّخل الأجنبي، مثل حركة حماس في فلسطين، وحماس العراق في العراق وقوات الفجر في لبنان [8][9] وتسعى الجماعة في سبيل الإصلاح الذي تنشده إلى تكوين الفرد المسلم والأسرة المسلمة والمجتمع المسلم، ثم الحكومة الإسلامية، فالدولة فأستاذية العالم وفقاً للأسس الحضاريةللإسلام عن طريق منظورهم. وشعار الجماعة "الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله اسمي أمانينا".
حركات الجهاد الإسلامي
• : الجماعة الإسلامية في مصر
• السلفية الجهادية
أدى اعتقال سيد قطب وتنفيذ حكم الإعدام فيه مع 7 آخرين في فجر الاثنين 29 اغسطس عام 1966م إلى نشوء نوع من بوادر الانقسام في حركة الإخوان المسلمين حيث استمرت قيادة الجماعة متمثلة في حسن الهضيبي في انتهاج نهج معتدل يدعو إلى الحوار بينما بدأت بعض الفصائل التي تتبنى تغييرات جذرية في الخطوط العريضة للحركة بالظهور وكان محركهم الرئيسي الكتابات الأخيرة التي كتبها سيد قطب من المعتقل قبل إعدامه ومهدت هذه الأحداث الطريق إلى نشوء حركة الجهاد الإسلامي في مصر في أواخر السبعينيات والتي تبنت مسؤوليتها عن اغتيال الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات وحاولت اغتيال وزير الداخلية المصري حسن الألفي ورئيس الوزراء عاطف صدقي في عام 1993 م.
كما تعتبر حركة الجهاد الإسلامي في مصر مسؤولة عن تفجير السفارة المصرية في باكستان العام 1995 م وسفارة الولايات المتحدة في ألبانيا عام 1998 م. وكان أيمن الظواهري زعيمًا لحركة الجهاد الإسلامي في مصر في الثمانينيات ولكنه انضم إلى القاعدة فيما بعد بعد نشوء هذه الحركة في مصر ظهرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وكانت معارضة لمنظمة التحرير الفلسطينية وزعيمها ياسر عرفات.
حزب التحرير
• : حزب التحرير
حزب التحرير هو الحزب الإسلامي الوحيد الذي يعمل على استئناف حياة إسلامية في ظل دولة خلافة إسلامية يكون الإسلام فيها هو المبدأ الوحيد الذي يطبق كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي كذلك فهو الحزب المبدئي الوحيد الذي لم يغير من أفكاره ومبادئه منذ انشائه عام 1953 م وما زال متمسكاُ بأفكاره ومبادئه التي ترفض فكرة التدرج في تطبيق أحكام الإسلام وكذلك الانخراط في الأنظمة السياسية الكافرة أو الغير إسلامية للوصول للحكم بما انزل الله عن طريق خلافة إسلامية, وهو يسير على طريق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في اقامة الخلافة, وذلك استناداً إلى أحكام الشريعة الإسلامية. A.K.F
الصدام مع الانظمة
قامت العديد من حركات الإسلام السياسي باعلان التمرد المسلح ضد عدد من الأنظمة العربية مثل ما حدث في سوريا بين 1979 و 1982 الذي انتهى بمجزرة حماةوفي الجزائر أيضا بين 1992 و2002 والذي عرف باسم العشرية السوداء