كلام يستاهل الاطلاع
للدكتور : بدر محمود
منذ مدة ليست بالقصيرة وجهابزة اقتصاد الانقاذ وعلماء السلطان على صهوة كل المنابر الاعلامية يتبارون فى ما بينهم تجميلا ودفاعا عن قرار رفع الدعم الكارثى المرتقب . منهم من يدرى انه لا يدرى ما يقول ومنهم من لا يدرى انه يقول ما لايدرى ومنهم من يدرى تماما ان ما يقوله محض كذب وخداع ومنهم من يدرى ان مهمته تنحصر فى التضليل ومنهم من لا تتعدى مهمته النماص والتزين والتبرج . منهم من له علاقة بالاقتصاد فيحدثك حديث العالم الجهبذ ويمطرك ارقاما كلها من نسج خياله . محافظ محافظ بنك السودان فى معرض دفاعه عن رفع الدعم طفق يعدد محاسن الانقاذ حتى وصل الى القول بان كل ديون السودان موروثة اذ ان الانقاذ ومنذ مجيئها لم تستدن. وقبلها بيومين احتفلت وزارة المالية بقرض صينى . لا بل يعلم الجميع باستثناء محافظ البنك المركزى ان كل انجازات الانقاذ التى تباهى بها الديمقراطية من سدود وكبارى وطرق هى بالاقتراض. المتعافى وبكل ما يملك من حزاقة ومهارة اعترض على تسمية العملية ( برفع الدعم ) واستبدله ( بتحويل الدعم الى سلع وخدمات اخرى ) .
الشيخ عبد الحى محلل حرام الانقاذ ومحرم حلال الشعب الغلوب نصح الشعب بالاكثار من الاستغفار ونصح ولاة الامر بالرفق بالرعية وضرب مثلا برفق الراعى بقطيع اغنامه. المدش والمثير فى كل من انبروا دفاعا عن قرار رفع الدعم هو ظهور لاعب جديد وهو مدير وكالة السودان للانباء الذى خرج داعيا كل الاعلام وليس فقط الجهاز الذى يتربع على عرشه بانتصار سناء على مسار بان يبشروا بايجابيات قرار رفع الدعم.
الاكثر دهشة ويلاما فى نفس الوقت هو الاختفاء التام للسيد وزير التجارة عن ذلك المشهد الذى من المفروض ان يظهر فيه ولو بدور كمبارس . فوزارة التجارة هى المعنية بضبط الاسعار والمعنية بالصادر والوارد والمعنية ايضا بكل ما يتعلق بالكثير من بنود الموازنة . الواضح انه اكتفى من الغنيمة بكرسى له ولصهره. وحتى القرض الصينى الذى وقعه وزير المالية كان مع وزير التجارة الصينى يعنى ( نظيره )
ان حديث الاديب الطيب صالح وسؤاله ( من اين اتى هؤلاء ) لاصبح اذا كان الله قد مد فى عمره الى ايامنا هذه ( اى دين واى اخلاق تحكم خطى هؤلاء ). جاء فى حديث عبدالله بن مسعود ( سباب المسلم فسوق وقتاله كفر وحرمة مال المسلم كحرمة دمه ) وجاء ايضا (بحسب امرئ من الشر : ان يحقر اخاه المسلم ) وجاء ايضا ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ). لم يكتفى هؤلاء بتحميل الشعب السودانى نتائج فسادهم وحماقة سياساتهم وتخبطهم وجهلهم وصلفهم حتى وصل بهم الامر الى التحقير والسب والشتم.
اذا افترضنا كما يدعون ( ان عملية رفع الدعم جراحة لا بد منها حتى يتعافى الاقتصاد ) _ نفس الديباجة التى يحملها كل قرار مجحف _ الم يكن من المناسب والشعب الذى هم ليسوا بجزء منه يمر بكل هذه الضايقات ان يتكرموا عليه بالكلمة الطيبة بدلا من القول ( بيوتكم كانت شينة ... ولم تكونوا تعرفون ماهى البتزا ...وكنتم تملكمون قميصين ... ولم تسمعوا بالهوت دوق الا بعد الانقاذ والكثير من قاموس نافع وسوار وربيع وامين حسن عمر )
اسمعوها منى كلمة ( لو صبر الشعب السودانى على سياساتكم الرعناء فانه لن يحتمل الاهانة والتحقير ).. ولو كان ما تمتنون به علينا حقيقة فأين انتم من بطلان ذلك بالمن والاذى ؟؟؟ ان كانت هى فهلا لله كما ( قديتم اضانها بيها )
لا خير عندكم تقدموه ولا مال فليسعد النطق ان لم يسعد الحال .