ألا يستحي السيد الرئيس من تهديم بيوت الشرفاء، وقتل ابنائهم، وانتهاك حقوقهم واعراضهم، ثم السعي الى ربهم في بيته، ليكذب عليه كما كذب على وسائل الاعلام، وادعى أنهم مخربين ؟َ! أم أن البشير سيقول بأنه لم يأمر بضرب المتظاهرين، وإن فعل ذلك رجال أمنه وشرطته ؟! فقد جاء (أبلغ مصدر مطلع وموثوق (حريات) أن محمد المختار حسن حسين – ضابط جهاز الأمن ووزير الدولة بمجلس الوزراء – أصدر أمراً بإستدعاء عدد من مصوري التلفزيون القومي والتلفزيونات الرسمية الأخرى للتثبت من أن حديث عمر البشير في جلسة مجلس الوزراء 3 اكتوبر لم يتم تسريب أشرطته . وأضاف المصدر انه فى الإجتماع المشار اليه والذي كرس لمناقشة تقريري وزير الداخلية ووالي الخرطوم عن الإحتجاجات ، إنفجر عمر البشير منفعلاً بضرورة التعامل بحسم مع المتظاهرين حتى لو أدى ذلك إلى "قتل ثلث الشعب السوداني" لينعم الثلثين بالأمن")(حريات 12/10/2013م) هل هذا ما ذهبت تقابل به الله .. قتل ثلث شعبك لتظل في الحكم ؟! ثم كم مرة، حج السيد الرئيس، وآله وحاشيته، وهم يصرفون على ذلك، من خزينة الدولة ؟! كتب الأخ عبد الرحمن الامين (العنوان الأعرض للعلاقات الثنائية بين السودان والمملكة تتصدر بنوده اسفار رئيسنا ومحارمه للعمرة والحج ... ونكاد نجزم ان عدد عمراته وحجه خلال ربع قرن تتفوق على كبار المطوفين بالمملكة ... نموذجنا الاحصائي اكتفى بزياراته للمملكة معتمراً أو حاجاً في الأعوام ما بين 2001-2009م فوجدها 37 مرة)(الراكوبة 15/10/2013م). هل كل هذا لوجه الله؟! إن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قدوة التقليد، وأسوة المؤمنين، لم يحج إلا مرة واحدة، واعتمر أربعة مرات، حين كان الحج والعمرة يتمان سيراً على الأقدام، وبركوب الدواب، ولا يكلفان مالاً !!
إن من الاستهتار بالدين، ان يصوّر لنا هذا الرئيس القاتل، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، لارتكابه جرائم ضد الإنسانية، والذي قام بالعفو، عن من اتهمهم بتدبير انقلاب ضده، ثم أمر بقتل من ساروا في مظاهرات سلمية، بأنه ولي من أولياء الله وله كرامات !! ففي خطبة الجمعة بتاريخ 4/10/ 2013م قال الشيخ عبد الجليل النذير الكاروري، وهو من كبار قادة الاخوان المسلمين: (سألني البعض عن سر زيارة القذافي وحسني مبارك للخرطوم معا" في يوم واحد، فقلت لم يحدثنا الرئيس البشير عن تفاصيل ما قالاه له من شدة قبح قولهما. ولكني علمت فيما بعد بأنهما نصحاه بالأبتعاد عن تطبيق الشريعة الأسلامية إن أراد أن يسلم من الشرور. وكانت زيارتهما هذه عقب خطاب البشير في القضارف والذي قال فيه: بعد اليوم لن "ندغمس" الشريعة وسنطبّق شرع الله. فانظروا ما حل بهما، القذافي هلك وحسني مبارك "ثم لا يموت فيها ولا يحي" فلا هو ميت ولا هو حي، فقلت لبعض مشايخ الصوفية الذين يؤمنون بكرامات أولياء الله الصالحين، أليست هذه كرامة من كرامات البشير؟) أنظروا الى هذا الشيخ الدجال !! فالبشير حكم أكثر من عشرين سنة بشريعة ( مدغمسة)، ثم جاء بعد كل هذا الزمن، في القضارف، ليقول أنه سوف لن يستمر في هذه الشريعة (المدغمسة)، وسيطبق شريعة صحيحة فهل يمكن ان نصدقه ؟! وهل يمكن أن يطبق ولي له كرامات شريعة (مدغمسة) عشرين عاماً ؟! ثم ماذا حدث من ساعة حديث القضارف وحتى الآن ؟! هل طبق الرئيس الكذاب ما وعد به في القضارف ؟! فما هي ميزته على القذافي ومبارك إن كان لا يطبق ما يعد به، ويقتل شعبه بهذه الصورة البشعة؟! وكيف يقوم شخص بتشويه الإسلام ثم يذهب الى الحج ؟! ومن الذي قال أن الرئيس البشير قد شوه الإسلام ؟! قال ذلك خال الرئيس الطيب مصطفى!! فقد قام ومعه أمين بناني، الاخ المسلم المعروف، ومعهم مجموعة سميت بتحالف القوى الإسلامية الوطنية، برفع مذكرة لرئيس الجمهورية جاء فيها (قال تعالى "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعاً بصيرا" النساء الآية 58. والعالم يشهد حراكاً نحو الحرية والانعتاق. والثورات تقدم آلاف الشهداء من أجل نيل الأمة لكرامتها، وإخراجها من ربقة الذل والهوان وتخليصها من سياسة الإفقار المنظم والتجويع، والسودان يشهد الآن سقوط العشرات من أبناء الوطن معبرين عن ضمير الشعب في رفضه للقهر والإذلال مما حدى بقوى التحالف والحادبين التصدى للازمة بإصدار هذه المذكرة التي تعتبر أساساً لمبادرة سياسية وطنية يمكن تفصيلها فيما بعد وفقاً للمستجدات التي تطرأ على الساحة السياسية .
بررت الإنقاذ إستيلاءها على السلطة بسبعة مبررات وهي :
1. الحفاظ على هوية الأمة بتطبيق الشريعة فقدمت أسوأ نموذج شوه صورة الإسلام .
2. تحقيق الأمن فاصبحت عصابات الإجرام والقتلة تهدد الآمنين في قلب عاصمة البلاد .
3. تحقيق العدالة الإجتماعية. فازدادت هوة التفاوت الطبقي وخلفت إحتقاناً ينذر بخطر ماحق .
4. تحقيق الرفاه الإقتصادي فاتسعت رقعة الفقر وإنهار الجنيه السوداني .
5. الحفاظ على سيادة البلاد فاصبحت أراضي السودان مباحة للجيوش الأممية والإفريقية والطيران الصهيوني يصيب أهدافه في رحلة نزهة وسط الخرطوم.
6. تحقيق السلم الإجتماعي فأصبحت النزاعات العرقية والإصطفاف الجهوي هو سيد المشهد .
7. الحفاظ على وحدة البلاد . فذهب الجنوب ومضى مشرط التمزيق في السودان الشمالي .
لقد ذهبت كل المبررات ولم تبق أي مسوغات أخلاقية لبقاء الإنقاذ)(حريات 11/10/2013م).